خبر وتعليق الاتحاد الافريقي آلة تنفيذ للسياسة الامريكية
عقدت دول الاتحاد الافريقي في كامبالا عاصمة اوغندا مؤتمرا دام ثلاثة ايام، وفي اليوم الختامي اي في 27/7/2010 قررت هذه الدول ارسال 2000 جندي اضافي الى الصومال. وكان الرئيس الامريكي أوباما قد وجه رسالة للمؤتمر تلاها على القادة المجتمعين في اليوم الاول من انعقاده وزير العدل الامريكي أريك هولدر. فمما نشر منها:” التزام الرئيس الامريكي بمواصلة الدعم الى الاتحاد الافريقي وقواته في الصومال”. ومدح مشاركة الجنود الاوغنديين والبورونديين ووصفها بالبطولية. والجدير بالذكر ان القوات الافريقية المتواجدة في الصومال قوامها 6000 جندي، 3500 من أوغندا و 2500 من بوروندي. والآن يصل قوامها الى 8000 جندي. وذلك بناء على الطلب الامريكي. فقد صرح جوني كارسون مساعد وزيرة الخارجية الامريكية الذي يحضر المؤتمر، بل يشرف عليه مع وزير العدل الامريكي قال:” ليس هناك ادنى شك في انه هناك حاجة الى مزيد من القوات على الارض (في الصومال)”. واضاف:” نحن في واشنطن التزمنا تقديم الامدادات للقوات الجديدة التي ستنشر على الارض بالطريقة ذاتها التي نعتمدها في تقديم المساعدات الحالية للقوات البوروندية والاوغندية”. وقال:” الصومال مصدر للارهاب الذي اصاب دولا مثل تنزانيا وكينيا واخيرا اوغندا”.
التعليق
انه من المعلوم ان من بين الاهداف الامريكية في افريقيا السيطرة على منطقة القرن الافريقي وعلى خليج عدن، فحدث ان قامت امريكا عام 1992 بغزو الصومال، ولكنها هي وحلفائها انهزمت شر هزيمة. وبدأت الفوضى تدب في الصومال والحرب الاهلية تستعر فيها الى ان سيطرت المحاكم الاسلامية هناك، وحكمت البلاد 6 أشهر فبدأ الامن يستتب فيها. ولكن امريكا لم يهدأ لها بال ولم ترضى عن استقلال اي بلد من بلدان افريقيا عن الاستعمار. فسلطت اثيوبيا عليها، وجعلتها تغزوها وتقاتل نيابة عنها الى ان هزمت المحاكم. ولكن اهل الصومال لم يستسلموا فقاتلوا القوات الاثيوبية الى ان اضطروها للخروج بعدما تكبدت الخسائر الكبيرة وشعرت انها مغبونة تقاتل من اجل امريكا ولكنها لا تحصل على الكثير من وراء ذلك او انها لم تحصل على شيئ سوى خيبة الامل. وقد استطاعت امريكا ان تكسب جناح شيخ شريف احمد من المحاكم الاسلامية التي اصبح اسمها فيما بعد حركة تحرير الصومال، ونصبته رئيسا للبلاد. ولكن هذه المرة بعدما قررت القوات الاثيوبية سحب قواتها من هناك ارسلت امريكا القوات الاوغندية والبوروندية نيابة عنها لقتال المسلمين الرافضين للوجود الامريكي والمطالبين بتطبيق الشريعة الاسلامية. فتصريحات المسؤولين الامريكيين واضحة بدون لبس بان هذه القوات قد ارسلتها امريكا وانها تدعمها وانها تقاتل نيابة عن الامريكيين وخدمة للمصالح الامريكية. وقد تكبدت هذه القوات خسائر كثيرة وقد اصابها الاحباط. فجاءت التفجيرات التي حصلت في اوغندا مؤخرا وبالضبط في 11/7/2010، والتي راح ضحيتها حوالي 74 شخصا لتوجد مبررا للحكم العميل في اوغندا الاستمرار والبقاء في الصومال ولارسال المزيد من الجنود الى هناك في سبيل خدمة الامريكيين.
فاهل افريقيا بعدما سيطرت امريكا على اتحادهم المسمى بالاتحاد الافريقي يقتلون بعضهم بعضا خدمة للاستعمار الامريكي الذي سيحكم سيطرته عليهم كما احكم الاستعمار القديم سيطرته عليهم من قبل ولم يتمكنوا من الخروج من ربقته بعد وما زالت براثنه باقية في كثير من البلاد الافريقية. فلو كان قادة افريقيا عقلاء وعندهم ذرة من الاخلاص لما فعلوا ذلك ولما استبدلوا استعمارا باستعمار آخر وبدمائهم، بل لقاموا وفكروا في كيفية التفاهم مع المجاهدين في الصومال ولعملوا على حل مشاكلهم بانفسهم. لو فكروا قليلا في مقاصد امريكا من تحريضها لهم ليقاتلوا في الصومال وهي تصف تضحياتهم بالبطولية لادركوا ان امريكا ما تفعل ذلك الا لتسيطر على القرن الافريقي وعلى خليج عدن وعلى كافة بلاد افريقيا لنهب ثرواتها وابقائها ضعيفة مفتتة تقاتل بعضها بعضا والجوع والامراض تنهكها وتقضي عليها. وهذه البلاد اغلب اهلها من المسلمين، والوعي بدأ يزداد بينهم وذلك لانهم جزء من عموم الامة الاسلامية التي بدأت تتلمس طريق النهضة وطريق التحرير، وان ذلك لا يتم الا بالاسلام، فبدأوا يعون عليه بانه مبدأ يعالج كافة مشاكلهم ويخلصهم من الاستعمار الذي هو سبب كافة البلايا عندهم. وأمريكا تدرك ان الاسلام سيقف في وجه استعمارها ويبعدها عن سواحلها او من الاقتراب من صحاريها كما سيطرد دول الاستعمار القديم وخاصة بريطانيا وفرنسا. وقد رأوا قتال المسلمين في الصومال ورأوا كيف رحب الناس بالمحاكم الاسلامية وبدأ الامن والاستقرار يتحققان في البلد فلم يعجبهم ذلك ولن يعجبهم أبدا وسيبقون يقاتلون المسلمين تحت ذريعة الارهاب او تحت اية ذريعة اخرى. ولا نظن ان المسلمين سيستسلمون مهما حصل من بعضهم من خذلان واستسلام ورضاء بالجلوس على عروش في مهب الريح وبمناصب فارغة في ظل حراب القوات العميلة لامريكا.