Take a fresh look at your lifestyle.

منارات على طريق الدعوة -ح3- دعاة الحق ودعاة الباطل

 

 

ما أحوج اليوم إلى قيادة حقيقية ترعى مصالحها وتحمي ذمارها، ما أحوجها إلى حملة دعوة تتجمع عليهم القلوب وتتآلف حولهم ينطلقون من فهم صحيح ثابت لكتاب الله جل وعلا وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لتبصرة المسلمين بحقيقة دينهم من ناحية وتحذيرهم من المؤامرات التى تحُاك لهم فى الليل والنهار من ناحية أخرى حملة دعوة يتحركون بدعوتهم خالصة لله جل وعلا وحده
لا يدعون إلى قومية أو وطنية أو عصبية
لا يدعون إلى مصلحة أو غنيمة أو هوى
منهجهم هو القرآن والسنة وإمامهم هو إمام الهدى ومصباح الدُّجى محمد صلى الله عليه وسلم ومن سار على دربه من العلماء العاملين والدعاة الصادقين
لهم طريق واضحة المعالم ، لها غاية محددة ، يسعون لتحقيقها ، واتخذوا لذلك طريقة شرعية ، ساروا حيث سار النبي صلى الله عليه وسلم ، لا يحيدون عنها قيد أنملة ، لا يستسلم ويترك الصراع مع الكفر تحت أي ذريعة كانت.
نعم إن الأمة فى حاجة شديدة إلى هذا الصنف من حملة الدعوة فى وقت كثر فيه دعاةُ الباطل والهوى الذين باعوا دينهم بعرضٍ من الدنيا حقير فنافقوا الحاكم وهم يعلمون يقيناً أنه يحكم بغير ما أنزل الله بل وإن أراد الحلًّ حللوا وإن أراد الحرام حرمَّوا!!
وإن كان الحاكم ديمقراطًّياً قالوا: وهل الديمقراطية إلا الإسلام ؟! ولما كان الحاكم اشتراكًّياً باركوا الاشتراكية وقالوا: وهل خرجت إلا من عباءة الإسلام ؟!
والضحية فى النهاية هى الأمة المسكينة التى تمزقت وتشرذمت خلف صياح القوميين تارة وزخرف الاشتراكيين تارة أخرى ونفاق الليبراليين تارة ثالثة وتدليس علماء الباطل من ناحية رابعة والأخيرة هى القاصمة لأن زلة العالِم زلة العالَم !! ولقد أبدع الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى فى وصف هذا الصنف الخبيث من دعاة الباطل فقال: “علماء السوء جلسوا على باب الجنة يدعون إليها الناس بأقوالهم ويدعون إلى النار بأفعالهم فكلما قالت أقوالهم للناس هلمُّوا قالت أفعالهم لا تسمعوا منهم فلو كان ما دعوا إليه حقَّاً كانوا أول المستجيبين لهم ، فهم فى الصورة أدلاء وفى الحقيقة قطاع طرق”
وقد وصفهم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وصفا دقيقاً حين قال : “سيأتى على الناس سنواتُ خدَّاعاتُ ، يُصدًّق فيها الكاذبُ ويَكذًّب فيها الصادق ، ويُؤتمُن فيها الخائنُ ، ويُخوًّنُ فيها الأميُن وينطقُ فيها الرٌويبَضةُ قيل : وما الرٌويبَضةُ ؟ قال : الرجل التافهُ يتكلمُ فى أمر العامَّةِ”
سبحان الله !! إنه وصفَ دقيقُ مِمَّن لا ينطق عن الهوى ،فلقد أصبح اللادينيون والساقطون قادة الفكر والتوجيه وأرباب الأقلام التى تفُسح لها الصفحات ليكتبوا فى كل شئ وفى أى شئ حتى فى دين الله عز وجل بدون بينة ولا هدى من غير خجل أو وجل !!
وأفسَحت لهم الإذاعات المرئية والمسموعة الساعات الطوال لعرض “وفرض” آرائهم وأفكارهم للي أعناق الناس إليهم لَيَّا فى الوقت الذى شنت فيه هذه الإذاعات الحرب على دعاة الإسلام وشباب الصحوة بمنتهى السفور والفجور !
فعلا إننا نعيش في أيام قد كُلف فيها الذئاب برعي الأغنام !!
وراعي الشاه يحمى الذئب عنها فكيف إذا الرعاةُ لها الذئاب