Take a fresh look at your lifestyle.

خبر و تعليق دولة يهود … والأمن أولا وأخيرا

 

خيم طيف عملية الخليل التي قتل فيها أربعة مستوطنين على أجواء استئناف “المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المباشرة”، ونقلت الجزيرة نت (1/9/2010) تصريحات لنتنياهو قال فيها “أنه سيعرض بوضوح خلال المفاوضات المباشرة مع عباس الترتيبات الأمنية المطلوبة في أي اتفاق سلام نهائي للتعامل مع هذا النوع من الإرهاب، مشددا على أنه لن يدع دم المدنيين الإسرائيليين يسيل بدون عقاب”، وركز رؤيته للدولة الفلسطينية منزوعة السلاح.

 

وإزاء ذلك قدمت كلينتون “تعهدات جديدة بشأن أمن إسرائيل”، وأكدت أن بلادها “ستبذل ما في وسعها لحماية إسرائيل والدفاع عنها وتحقيق الأمن لشعب إسرائيل”.

 

***

 

إن عقلية يهود هي عقلية أمنية وقد بيّن القرآن أمرهم في قول الله تعالى “وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ”، وقال الله سبحانه فيهم “لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ”، ولذلك فإن دولة يهود قد وضعت الترتيبات الأمنية كمحدد رئيس في كل مفاوضاتها لإنشاء السلطة الفلسطينية حتى أخرجتها كمشروع أمني يحرس أمن الاحتلال، بينما يتم انتهاك أمن المواطن من أهل فلسطين إذا رفض الاحتلال أو تحرك ضده.

 

وقد قطعت السلطة الفلسطينية شوطا كبيرا في تحقيق هذا الأمن حتى على مستوى الترويج الفكري، حيث وصل الأمر إلى محاصرة المساجد لقمع أعمال الدعوة التي تجسّد عقيدة الأمة الرافضة للاحتلال لما في ذلك من “تحريض”.

 

ولن تخرج أي مفاوضات عن هذا السياق الأمني، ولن تخرج أي دولة موعودة للسلطة الفلسطينية عن سياق هذا المشروع الأمني، وهي “منزوعة السلاح” إلا من سلاح حراسة أمن الاحتلال.

 

ولقد وفت أمريكا بتعهداتها “بشأن أمن إسرائيل”، فعيّنت جنرالا أمريكا لهذا الغرض، واستطاع أن ينفّذ المشروع الأمني بنجاح، وها هي أمريكا تقدم اليوم تعهدات أمنية جديدة، مما يعني مزيدا من القمع والكبت لكل صوت أو فعل رافض للاحتلال والمفاوضات معه. فكيف يمكن الوثوق بمشروع سياسي أمريكي فيه هذه التعهدات الصارخة لأمن الاحتلال ؟ ومن ثم كيف يمكن لأي فصيل فلسطيني -يرفع شعار المقاومة- أن يغازل أمريكا ويحاول فتح قنوات للحوار معها ؟

 

إن نتنياهو يتحدث بكل صلف عن “أنه لن يدع دم المدنيين الإسرائيليين يسيل بدون عقاب”، بينما سالت دماء المدنيين والأطفال في غزة ولم نسمع خطاب عزة من السلطة الفلسطينية ولا من الأنظمة العربية بأن دماء المسلمين الزكية لن تمر بدون عقاب. إنه لمن المخري أن يكون خطاب يهود -الذين ضربت عليهم الذلة- عاليا، بينما خطاب من يتنسبون للإسلام -دين العزة- هابطا منبطحا.

 

إن خطاب العزة لا يمكن أن يتوافق مع حملة مشروع أمريكي، بل هو لا يصدر إلا عن حملة مشروع الأمة الذي يتجسد في خلافة تتقن فن الخطاب وفن الحرب مع هذا الاحتلال.

 

“وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ”

 

 

الدكتور ماهر الجعبري

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين