خبر وتعليق الرئيس التركي يكشف عن انه ساعد كيان يهود عندما اقنع حماس بالتخلي عن الجهاد الذي أسماه ارهابا
الخبر:
في 27/9/2010 أذاع تلفزيون سي. إن. إن الامريكي مقابلة أجراها الصحفي فريد زكريا مقدم برنامج (غي. بي. إس) مع رئيس تركيا عبدالله غول عقب حضوره اجتماعات الامم المتحدة السنوية في نيويورك. فعندما قال هذا الصحفي للرئيس التركي غول:” ان تركيا تبدي حساسية كبيرة تجاه الحصار على غزة، فلماذا لا تقولون لحماس لتتخلى عن اطلاق الصواريخ على إسرائيل”. أجاب الرئيس التركي قائلا:” عندما نجحت حماس في الانتخابات كنت وزير خارجية لتركيا، وقد قلت لحماس ان مسؤوليتكم الآن مختلفة، انكم كسبتم الانتخابات فيجب ان تكونوا في وضع مختلف. وعندما جاء وفد حماس إلى أنقرة قلت لهم: إنظروا! يجب ان يكون توجهكم الآن مختلفا، فأنتم قد انتخبتم ديمقراطيا، فيجب ان تتصرفوا بشكل ديمقراطي”. وقلنا لهم:” يجب ان تتخلوا عن الارهاب وعن اطلاق الصواريخ، يجب ان تتخلوا عن كل ذلك. قلنا لحماس: يجب ان تتكلموا مع الامريكيين والاوروبيين، وان تقولوا لهم إننا مستعدون للتعايش مع إسرائيل في حالة اقامة دولة مستقلة على أراضيكم. إن معنى ذلك أننا ساعدنا إسرائيل”. وعندما قال الصحفي للرئيس التركي ان تركيا اتبعت سياسة هجومية على اسرائيل لكسب عقول وقلوب العالم العربي فأجاب الرئيس التركي:” لسنا ضد إسرائيل، لسنا أعداء لها، ولكن لنا الحق ان ننتقد السياسات الخاطئة”.
التعليق: نريد ان نبرز في تعليقنا هذا بعض الحقائق:
1. إن امريكا إتبعت سياسة خبيثة تجاه المسلمين فقد بحثت عمن يسمون بالإسلاميين وجعلتهم ينجحوا في الانتخابات بعدما يظهروا استعدادهم للقبول بدخول اللعبة السياسية الديمقراطية التي تديرها امريكا، حيث وضعت قوانينها وقواعدها وشروطها واهدافها وما يجب ان يتنازل عنه في كل قضية، فمن يقبل بذلك أو يستعد للقبول بذلك يدخل هذه اللعبة وينجح في الانتخابات، فيعتبر عندئذ اسلاميا معتدلا.
2. حزب العدالة والتنمية التركي بقيادة الرئيس التركي الحالي عبدالله غول ورئيس الوزراء التركي طيب رجب اردوغان ومن معهما ممن يسمون بالإسلاميين ادخلتهم امريكا اللعبة وعملت على انجاحهم في الانتخابات وعلى حمايتهم من خصومهم من الكماليين عملاء الانكليز، لانهم قبلوا بكل ما املته عليهم، فقاموا بالدور الذي رسمته لهم امريكا بشكل متقن وساعدتهم على ذلك.
3. جعلت امريكا حزب العدالة والتنمية بقيادة غول واردوغان نموذجا للعالم الاسلامي وللاسلاميين المعتدلين وقد عبر عن ذلك صاحب مشروع الشرق الاوسط الكبير جورج بوش الابن عندما التقى مع اردوغان عام 2003 ووصفه بالقائد النموذج للشرق الأوسط الكبير اي للعالم الاسلامي. فصار الذين يصفون بالاسلاميين المعتدلين ينظرون الى تجربة حزب العدالة والتنمية ويعتبرونها نموذجا ناجحا رائدا ويعملون على الاحتذاء بها.
4. تصريحات عبدالله غول للتلفزيون الامريكي تظهر الدور الذي لعبه هؤلاء الذين يسمون بالاسلاميين المعتدلين كما رسمته لهم امريكا، فقد قام باقناع حماس ان تتخلى عن الجهاد الذي اسماه ارهابا حسب المصطلحات الامريكية وان تقبل بالتعايش مع كيان يهود المغتصب لفلسطين، ولذلك كما قال غول نفسه “اننا ساعدنا اسرائيل” فهو يعترف بدوره ودور حكومته بهذا العمل الخطير وبهذه الجريمة وهي جريمة مساعدة الاعداء. فهو لم يسير الجيوش لتحرير فلسطين التي يعتبرها المسلمون الاتراك هي احد بلادهم الغالية عليهم والمقدسة، بل جعل الاخرين من المسلمين يتركوا السلاح ويتخلوا عن الجهاد ويعترفوا ويتعايشوا مع الكيان الغاضب.
5. لقد اكد الرئيس التركي الذي يطلق عليه انه اسلامي معتدل وقائد حكيم وعاقل على انه ليس ضد اسرائيل وليس عدوا لها، وما يقوم به ورفيقه اردوغان بالهجوم على اسرائيل ما هو الا للخداع حتى يكسب عقول وقلوب العرب وغيرهم من المسلمين حتى يقبلوا بكيان يهود ويقروهم على اغتصاب فلسطين مقابل ما يسمى دولة فلسطينية محصورة ومحاصرة لا حول لها ولا قوة ولا عمل لها سوى المحافظة على أمن كيان اليهود المغتصبين لفلسطين.
28/9/2010