Take a fresh look at your lifestyle.

حامل الدعوة طبيب ميدان

 

يبدأ الطبيب بالدراسة ثم التدرب وعندما يحصل على الخبرة المناسبة التي تؤهله للعمل يبدأ بفتح عيادة واستقبال المرضى . أما مادة الدراسة للطبيب فهي جسم الانسان وخواصه وما يطرأ عليها من افات تخل بعمل هذا الجسد او بعض اعضائه، كما يدرس خواص الاشياء وما يمكن ان يستفيده من هذه الخواص في علاج امراض الانسان ومعرفة ما يمكن ان يشكل خطرا على الجسم ومن ثم على الانسان ان يحذر منه ويقي نفسة من مغبة الوقوع في براثنه .

 

وطبيب الميدان يعمل في الميدان معركة كانت او كارثة طبيعية او مصطنعة يراقب ويلاحظ ويصف العلاج اولا باول ، ولا يشترط قدوم المريض الى العيادة ولا دفع الرسوم ولا يسأل عن اسم المصاب ولا جنسيته ولا يطلب هويته بل يبادر في علاج من يصاب على الفور تطوعا بدافع الانسانية كغريزة فحسب او بدافع الانسانية كمسؤولية القاها الاسلام على عاتق المسلم .

 

وكذلك حامل الدعوة يبدأ بالدراسة ثم التدرب وعندما يحصل على الخبرة المناسبة التي تؤهله لحمل الدعوة يبدأ بممارسة مهمته ، اما مادة الدراسة لحامل الدعوة فهي ايضا الانسان وخواصه وما يطرأ على هذه الخواص من طواريء تحرفها عن فطرتها السليمة فتسبب للانسان التعاسة والشقاء ،كما يدرس الثقافة الاسلامية وخاصة الفقه لان فيه العلاج الناجع لكل ما يصادفه الانسان من مشاكل تنغص عليه عيشه وتحرمه من نعمة الاستقرار والطمأنينة التي ينشدها في هذه الحياة .

 

ومن العلم الذي يلزمه في عمله كحامل دعوة دراسة المؤثرات في حياة الانسان مما يحيط به من افكار ومشاعر تدفع باتجاه هذه الافكار او بعكسها ومن علاقات تسير بها سواء العلاقات التي تسير حياته في داخل المجتمع الذي يعيش فيه او مع الخارج فتؤثر على حياته في الداخل او تؤثر على رسالته التي تكلف بحملها من قبل خالق الكون جل وعلا .

 

وحامل الدعوة كطبيب الميدان : المجتمع كله مجال لعمله بل العالم اجمع وليس محصورا في جدران يعمل داخلها او باناس معينين يستهدفهم فكل من يصنف ضمن تصنيف الانسان هو هدف لحامل الدعوة فهو يحمل الاسلام لغير المسلمين ليدخلوا فيه ويحمل الاسلام للمسلمين ليفهموه ويطبقوه في حياتهم .

 

ولعل من الانصاف ان نبين الفرق بين حامل الدعوة وطبيب الميدان حتى لا يقع في شرك المفاهيم المغلوطة التي ابتلانا بها الغرب الكافر ليجهض كل عمل مخلص يهدف الى اعادة الاسلام الى حياة المسلمين، الا وهو الهدف من عمله ، فطبيب الميدان يعمل على معالجة الانسان كفرد وتنتهي مهمته بمعالجة هذا الفرد ،اما حامل الدعوة فهدفه حل مشاكل الانسان. لكن عمله يوجه نحو المجتمع فلا خلاص ولا علاج لمشاكل الانسان ما لم تعالج مشاكل المجتمع الذي يعيش فيه فلا يمكن الفصل بين الانسان ومحيطه اذ لا يعيش الانسان منفردا دون علاقات بشتى انواعها ولا مشاكل تواجه الانسان كفرد يمكن علاجها دون مراعاة لعلاقات الانسان المختلفة .

 

اذا فعلاج مشاكل الانسان يكون بضبط وتصحيح العلاقات القائمة بين بني الانسان سواء منها العلاقات الاجتماعية او الاقتصادية او السياسية وخاصة السياسية اذ هي الضابط لجميع العلاقات , ولذا يجب ان لا يقع حامل الدعوة في خطأ التوجه للانسان كفرد ومحاولة حل مشاكل الافراد دون النظر اليها كمشاكل للانسان تعالج حقيقة اذا ما اعتبرت مشاكل مجتمع وليس مشاكل افراد ويكون حلها بالتوجه نحو المجتمع وتصحيح انظمته لانها الطريقة لحل المشاكل وحفظ الحقوق ومن ثم توفير الاستقرار والطمأنينة للانسان .