Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق   وثائق حرب سنة 1973م

 

تصدرت الوثائق السرية المتعلقة بحرب 1973 والتي أفرج عنها أمس4/10 صفحات الصحف العبرية وخاصة صحيفة يديعوت أحرانوت، الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني قالت عنه إنه أكثر “البرتوكولات” سرية عن حرب أكتوبر والذي لم يكشف عنه من قبل، وكذلك بثت القناة الثانية من التلفزيون الإسرائيلي تقريرا مصورا ومقاطع فيديو تسجيلية ووثائق نادرة للغاية عن حرب السادس من أكتوبر عام 1973، والتي حققت فيها الجيوش العربية انتصارا عسكريا حقيقيا على الجيش الإسرائيلي.

 

 ووفقاً للوثائق المفرج عنها فإن اجتماع “حكومة الحرب” بقيادة غولدا مئير في اليوم الثاني من اندلاع الحرب سادته أجواء إحباط بثها ديان أساساً حين اعترف أنه فوجئ من القدرات القتالية النوعية للجيشين المصري والسوري، وأنه واثق من انضمام الجيش الأردني، ووحدات عسكرية وعراقية وجزائرية، “التي ستعبر نهر الأردن في اتجاه وسط إسرائيل”.

 

وحين أبدت رئيسة الحكومة مئير استغرابها من عدم رد الجيش الإسرائيلي على الجيش المصري لدى عبوره قناة السويس، قال لها ديان: “تحركت دبابات….. هناك تغطية مدفعية لكن طائراتنا لا يمكنها الاقتراب بسبب الصواريخ”. وأضاف: لم أقدّر في شكل كاف قوة العدو ووزنه القتالي..بالغت في تقدير قوتنا وقدرتنا على الصمود..العرب يحاربون أفضل من السابق. لديهم سلاح كثير..الصواريخ (أرض – جو) تشكل مظلة لا يستطيع سلاحنا الجوي تدميرها.. كميات السلاح لديهم ناجعة..تفوقنا الأخلاقي لا يستطيع الصمود أمام هذه الكثافة”.

 

وتابع ديان: “العرب يريدون كل أرض إسرائيل.. هذه حرب على أرض إسرائيل. العرب لن يوقفوا الحرب.. يريدون احتلال إسرائيل، والقضاء على اليهود”، واقترح وقف النار في المواقع التي تتواجد فيها الجيوش (أي بدون اشتراط عودة الجيشين المصري والسوري إلى مواقعهما قبل الحرب). وعزا ذلك إلى تشاؤم قائدي المنطقتين الشمالية والجنوبية من تحقيق نجاح عسكري في صد القوات السورية والمصرية. وردت مئير: “لا سبب يدفع العرب إلى عدم الاستمرار..لقد ذاقوا طعم الدم “.

 

وبدا ديان واثقاً من أن الأردن سيدخل الحرب “والجيش الإسرائيلي ليس جاهزاً، ويجب إعداد الاحتياطي ضد أي محاولة أردنية لاقتحام الضفة”، فيما أضاف قائد الجيش العازار أنه في حال فشل الهجوم الذي ستقوم به فرقة الضابط أرئيل شارون في قناة السويس “فإننا سنبقى مع ثلاث فرق محطمة وحينها سيأتي العراقيون والجزائريون وتغدو الحرب بعد يومين أو ثلاثة داخل أرض إسرائيل”.

 

 وتوقفت التقارير الصحافية عند اعتراف غولدا مئير بأن النجاح العربي في الحرب بدأ مع إطلاق الرصاصة الأولى، “عندها فقدنا الردع لأنه طالما لم يجرؤ العرب على مهاجمتنا كان ذلك قوة لنا”. ورد ديان قائلاً: العالم سيقول لنا أننا “نمر من ورق”.

 

 هذا يدل على أن إسرائيل هي نمر من ورق فعلا لو وجدت الرجال الحقيقيين، ويدل على ذلك ما حدث من مواجهة بين الجيش السوري والجيش الإسرائيلي بعد الانقلاب على الوحدة، وما حدث من مواجهة بين الجيش الأردني والجيش الإسرائيلي في معركة الكرامة

 

فبعد سقوط نظام الوحدة في سوريا إثر انقلاب النحلاوي في سبتمبر 1961 استغلت إسرائيل التوترات السياسية في فترة الانقلاب، وأثبت الجيش السوري قدرته على وقف العدوان، بل على قدرته على تحطيم الجيش الإسرائيلي، فقد صد الجيش السوري الهجوم الإسرائيلي الذي حاول احتلال المنطقة المحايدة عام 1962، وهزم الجيش الإسرائيلي في معركة تل النيرب وقتل فيها الكثير من الجنود الإسرائيليين، إضافة إلى خسائر مادية وعتاد وأسلحة أخرى، وعرضت المدرعات الإسرائيلية المدمرة في ساحة المرجة بدمشق، وقد طلب بن جوريون وقتها وقف إطلاق النار ثلاث مرات، لتأكده بعدم قدرة الجيش الإسرائيلي على المواجهة، بالرغم من فرصته الذهبية باستغلال الوضع الداخلي نتيجة الانقلاب، ولولا استجابة الانقلابيين لتمكن الجيش السوري وقتها من القضاء على هذه الدولة.