Take a fresh look at your lifestyle.

  متى نبصركم عائدين ؟!

 

الحمد لله رب العالمين ، منّ علينا بنعمة الإسلام ، فأرسل رسوله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله ..

و يسر له مشاعل مضت الطريق غير هيّابة ، تحمل دعوة الإسلام ، و ترفع راية الجهاد

فدكت عروش الظالمين ممن استعبدوا العباد فأضلوهم السبيل ..

و كان انهيارها أمام صهوات جياد أولي العزمات ؛ فتربع الإسلام في البلاد ، و خضع له المتكبرون أذلاءَ صاغرين !

و عمّ بهداه الخير ..

و أيّ خير ،، يوم كان الكفر مطبقاً بظلامه على الشعوب في جزيرة العرب و بلاد فارس و الروم ،،

و كذلك كانت بيت المقدس

لكن ّ جيوش الفاتحين دخلتها تحت لواء الفاروق ،، و أعطى أهلها الأمان ..

يومها تحولت دار إسلام

و خراجها يفيء إلى أمير المؤمنين ،، أن نعم الفاتح ، و نعم الحاكم المجاهد

و استمرت الفتوحات وانتشر الإسلام ،،

و لم تخل تلك الحقبة من أرحام أخرجت للدنيا رجالاً للعزّ راضعين

فكان منهم صلاح الدين و الفاتح و غيرهم الكثير

 

كان ديدنُ جند المسلمين ،، أن سيوفهم تفارق أغمادها

و عدتهم من قوة  ترهب أعدائها ،،

مجسدين بذلك أمر الله تعالى :  ( وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُم  ) الأنفال .

فلم يكن نقع الوغى ليهدأ ،، بل ظلّ وقع الصّوارم تعجّ به البلاد ؛

حتى خلص الإسلام إلى طرابلس الغرب  ، والأندلس و القسطنطينية

كانت كلمات رسول الله صلى الله عليه و سلم تدركها العقول ، فتصدّقها الجوارح ..

«الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة» رواه البخاري .

هذا ما قاله ، و هذا ما عرفناه من سلفنا الصالح

و إن تضحياتهم في سبيل الإسلام لأكثر من أن تعدّ !

 

فعندما أذن الله لعباده بالقتال ، حيث قال : (  أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَ إِنَّ اللَّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ  ) الحج .

كانت بدر ، و الخندق و فتح مكة ،، و المعارك بين الحقّ و الباطل توالت …

كيف لا .. و حمل دعوة الإسلام فرض ، و الجهاد ذروة سنام الإسلام فرض !

 

و رحم الله الأنصاري حين قال : ” لئن أنا حييت هذا آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة ” فرمى بما كان معه من التمر ، ثم قاتل حتى قتل ,, و كان ذلك يوم بدر

 

 

أما اليوم ،، فضاعت البلاد و تفرق العباد ، و عطل الجهاد

غاب عنا عمر بن الخطاب ،، فافتقدنا الراعي الحاني يجوب الليل يتفقد رعاياه …

 

عزّت كلمات الحق ، فقد غاب عبد الحميد

بعد أن حفرت مقالته في صفحات من التاريخ ناصعة …

” إن عمل المبضع في جسدي، وتمزيقه إربا، أهون عليّ أن أرى فلسطين، وقد بترت من جسم دولة الخلافة “

لكن حكامنا اليوم ،  فتحوا الباب على مصراعيه أمام قوى الطغيان تعيث فساداً و إفسادا

و الله تعالى يقول : ( وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلا ) النساء .

 

و ما جرائم يهود عنا ببعيد ،،

انتهكوا كل الحرمات ، ولا رادع لهم !

و بيوت الله ما انفكت تنتظر جيوش المسلمين؛ لترتفع الله أكبر ملء المدى !.

 

أرض الإسراء ، و مصر الكنانة تعطشت لقطرة دم تراق في سبيل الله ،، و حنت لكم

تاقت لأن تطأها خطاكم و قد تسربلت بالعزم والثبات

لا ترتضي عيش الخنا ، و في يوم الزحف تكر على العدا ترفع لواء الإسلام

و الله بتنا نترقبكم ، أما آن لكم أن تحطموا قيود ذل حكامكم ؟

و تروا الله من أنفسكم الخير ؟

فلقد طال زمن الرقاد !

 

و الخير لا يزال في هذه الأمة ، لا يزال هناك رجال و نساء نذروا أنفسهم للدعوة ، و لاسترجاع عزة الإسلام

صبروا حين اشتد البلاء

و عملوا حين قعد القاعدون

و وكلوا أمرهم إلى الله حين تجهم القريب و البعيد

فقد أيقنوا أن وجود دولة الإسلام قضية مصيرية ، فإما حياة أو موت !

و دعوة الحق تأبى إلا أن تشق طريقها رغم الصعاب

و رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : ” بشر هذه الأمة بالسنا و الرفعة والنصر والتمكين في الأرض ” رواه الإمام أحمد .

اللهم اجعل هذا اليوم قريبا

 

إن الله تعالى إذ قال في كتابه الكريم خبرا : ( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُون ) الصف .

أُريد به الطلب ..

أن يعمل المسلمون لإظهار دين الحقِّ ، الإسلام العظيم على كل ما سواه

ولا يظهر إلا بعد تجسده في دولة تجمع شمل المسلمين وتعمل بشرع الله ؛

فتحل حلاله ، و تحرم حرامه ،و تطبق حدوده …. فتظهره داخلا

و تحمل دعوة الإسلام بالجهاد ، فتظهره خارجا

 

فتتحقق بشرى رسول الله صلى الله عليه و سلم : ” ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز، أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام، وذلاً يذل الله به الشرك ” رواه أحمد .

 

الله جل و علا ، يريدنا أن نكون متبوعين لا تابعين ،، و قائدين لا مقودين

لتكون لنا الصدارة والسيادة ، و العزة و الريادة

وهل ذلك دون دولة الإسلام ؟

فأين نحن من هذا الفرض العظيم ؟