أهكذا يكون تحدي الله
السَّلامُ عليكم ورحمة اللهِ وبركاتُه …
مستمعِي إذاعةِ المكتبِ الإعلاميِّ لحزبِ التَّحريرِ …كم مللنَا سماعَ النساءِ المنحرفاتِ اللاتي يتحدَّثنَ عنْ ظلمِ الإسلامِ للمرأةِ ،وعلى تقييدِ الأحكامِ الشرعيةِ لحريتِها، فعلاً طفحَ الكيلُ وأصبحَ كلامُهم المضللُ المنحرفُ المثيرُ للاشمئزازِ مكررٌ وكلهُ كذبٌ وليسَ أكثرَ منْ شعاراتٍ فارغةٍ ، لا تسمنُ ولا تغني من جوعٍ ، أسطوانةٌ مشروخةٌ يتناقلُها الإعلامُ الفاسدُ المفسدُ والذِي كانَ لهُ الدورُ الكبيرُ في تركيزِ هذهِ الفكرةِ الخبيثةِ ، عندَ الناسِ وبالذاتِ النساءِ ،حقوقُ المرأةِ والمرأةُ التي تناضلُ لنيلِ حقوقِها ! وإذا كنتُ أنا منْ هؤلاءِ النساءِ “المظلوماتِ” ، أطرحُ هذا التساؤل ، مَنْ أعطاهُم الحقَّ كي يمثِّلوني فمنْ هُم وما هي مؤهِّلاتُهم حتَّى يتحدَّثنَ باسمِ كلِّ امرأةٍ ؟ وعندَ سؤالِ هؤلاءِ ” الفرحاتِ ” بما أوتينَ منَ “اختراعاتٍ” عنْ حقوقِ المرأةِ ، تجدُ أنَّ منْ تقبل بهذهِ الأفكارِ المنحرفةِ تكونُ هي بحدِّ ذاتِها لا تفقهُ مصدرَها ولم تفكِرْ كيفَ ظهرَتْ هذهِ الأفكارُ ومنِ المسؤولُ عن نشرِها والترويجِ لها ، بل تلفحُها لفحاً وتسايرُ واقعاً يُملِي عليهَا أنْ تكونَ “عصريةً” ، تلبسُ وتتصرَّفُ بطريقةٍ مرسومةٍ لها رسماً ، فالعصريةُ هي التمردُ والجرأةُ والظهورُ بأنْ تطالبَ بحقوقِها ! فالمنظماتُ النسويةُ كثيرةٌ والاتِّحاداتُ النسويةُ أكثرُ منْ كثيرةٍ ، هي محاصرةٌ بشعاراتٍ براقةٍ متنوعةٍ ، تَعدُها بالحريةِ ثم الحريةِ ثم الحريةِ ، فمِنْ حريةِ رأيٍ إلى حريةِ عقيدةٍ إلى حريةٍ شخصيةٍ، وهي بضاعةٌ مستوردةٌ غربيةٌ فتستهويها ، فهذا ما تريدُه لتفتخرَ بهِ بينَ صديقاتِها ، فتُعجَبُ بِهَا كالطفلةِ باللُّعبةِ ، فتأخذُ هذه الفكرةَ لتطبقَها ، وعندَ أولِ معارضةٍ لها في البيتِ منْ والدِها للخروجِ مثلاً تُضخِّمُ الأمورَ وتقولُ بأنَّها حرةٌ ، وتصبُّ غضبَها على منْ في البيتِ وتربطُ ذلكَ كمَا توحِي لَها هذهِ االأفكارُ، بأنَّ الإسلامَ يكبِّلها بقيوده البالية ويُعطِي حقاً للرجلِ أكثرَ منَ المرأةِ ، ورويداً رويداً ترى أنَّ الحلَّ في أنْ تكونَ للمرأةُ حقٌّ مثلُها مثلُ الرجلِ ، ولا يجبُ أن يكونَ للرجلِ مميزاتٌ ، وأنَّ المجتمعَ مجتمعٌ ذكوريٌّ يُفضِّلُ الذكرَ على الأنثى ويعطيه حقوقاً بينمَا يحرمُها حقوقَها ، فتحاربُ للمطالبةِ بهذهِ الحقوقِ ، وهي : أن تُسقِطَ قوامةَ الرجلِ عنها ، وأن تتعرَّى كما تشاء ، وأن تخرجَ كما تريدُ دونَ إذنٍ ،وأن تعملَ في أي مجالٍ تختارُه ، وأن تصاحبَ منْ تريد منَ الرجالِ ، وأن لا تتزوَّجَ في سنٍّ مبكِّرةٍ ، وأن تُنجبَ منْ غيرِ زواجٍ إن أرادَتْ ، هذا إنْ أنجبَتْ لأنَّ لَها الحقَّ في إجهاضِ ذلكَ الحمل ، وتنسبُ المولودَ لاسمِها ، وأن لا تتقيَّد برعايةِ أسرتِها ، لا أولادها ولا والدَيها ، وأن لا تتقيَّدَ بتربيةِ الأولادِ ، وأن لا تكونَ رعايةُ البيتِ منْ مسؤولياتِها لئلا تُقيدُ تحركاتِها ، وأن تهاجمَ تعددَ الزوجاتِ بينمَا ترضَى بتعددِ العشيقاتِ ، لأنَّها متحضرةٌ ! ومثلُ أن تكونَ حاكمةً للبلادِ ، وبرلمانيةً بارعةً لها حقُّ االتشريع ، تريدُ تعديلَ القوانينِ المجحفةِ ، مثلُ ارتداءِ الحجابِ كما فعلَتِ البرلمانيَّاتُ الكويتياتُ فقالتْ إحداهنَّ في مقابلةٍ معَ قناةِ البي بي سي العربيةِ: ” أنَّ الفتوَى ليسَت ملزمةً قانونياً لنا بارتداءِ الحجابِ وأمَّا الدستورُ فهوَ ملزمٌ ” ! ، بالله عليكُم أيُّ تناقضٍ ذلكَ ؟ وأخيراً وليس آخراً فيي سلسلة مطالبها ، أن تتزوَّجَ من امرأةٍ ! نعم ، هذا ما وصلَ إليهِ الحالُ ، فهذهِ الحقوقُ لا حدودَ لَها ، طالَما مصدرُ الأفكارِ هو الحرياتُ والعلمانيةُ ، أصبحَتِ المرأةُ تحكمُها فقط غرائزُها وشهواتُها ، فهي ترفضُ مجتمعاً له عاداتٌ وتقاليد محافظةٌ، فهي تكبل هذه المرأةَ وهي الآن لا تقبلُ بهذهِ القيودِ ، بحجةِ أنَّ الزَّمانَ قد تغيَّر ! فالنساءُ العصرياتُ ترى أنَّ الأسرةَ نظامٌ يجبُ أن يدمَّرَ لأنه يقيدُ هذهِ المرأةَ ويضعُها في قالَبِ الأمومةِ ونكرانِ الذاتِ وتركِ الحرياتِ ، وهذهِ كلُّها شعاراتٌ رنانةٌ طنانةٌ ، ظاهرُها هجومٌ على الأحكامِ التِي تدَّعي أنَّ منْ وضعَها الرجالُ، وباطنُها حربٌ هوجاءُ على الله والأحكامِ الشرعيةِ التي أنزلَها، وكلُّ امرأةٍ يجبُ أن تدركَ ذلكَ جيداً ولا تختبيءَ وراءَ شعارِ العصرنةِ.
ونوجِّهُ هذهِ الأسئلةَ للنساءِ المتعصباتِ لحقوقِ المرأةِ ، أليسَ كلُّ العالَمِ اليوم يرزحُ تحت ظلم البشر ؟ أم فقط تلاحظن ظلم المرأة كما تصورنه من وجهة نظركن والذي نسبتُنَّهُ ظلماً وبهتاناً إلى أحكام الإسلام بينما هو في الحقيقة بسبب عدم تحكيم الإسلام ؟ فللأسفِ أثبتَتْ هذهِ المرأةُ فعلاً أنَّها تلهثُ وراءَ السَّرابِ ! أفلا تعلمُ أنَّ القضيةَ ليستْ قضيةَ رجلٍ وامرأة ، بل قضيةُ الإنسان ؟ ألا تعلمُ أنَّها حربٌ بينَ الحقِّ والباطلِ ؟ فأينَ تجدُ مجتمعاً يحكمُ بما أنزلَ الله؟ كلُّ الدولِ تحتكمُ لقوانينَ منْ وضعِ البشرِ ولعاداتٍ وتقاليد باليةٍ لا صلةَ لَها بالدِّينِ ، وهي التي تظلمُ الإنسانَ ، عاداتٌ وتقاليدٌ علمانيةٌ نُسِبَتْ ظلماً إلى الإسلامِ وهُوجِمَ الإسلامُ بِها ، فالعملُ بأفكارِ “حقوقِ المرأةِ” هوَ العملُ بحربٍ معلنةٍ علَى أحكامِ اللهِ تعالَى ، ثُمَّ ألا تعلمُ هذهِ المرأةُ أنَّ الإسلامَ أعطاهَا حقوقَها منذُ زمنٍ بعيدٍ ؟ فما بالُها تثورُ ثورةً قويةً ضدَّ منْ يرعاهَا ويعلمُ ما تحتاجُ إليهِ في الدُّنيا والآخرةِ ؟ تثورُ ضدَّ منْ خلقَها ونظَّمَ لَها كلَّ مناحِي حياتِها بأحكامٍ شرعيةٍ ، تحسدها عليهَا المجتمعاتُ في كلِّ مكانٍ ، أتتنكَّرُ هذهِ المرأةُ لتاريخِ الإسلامِ العظيمِ عَلى مدَى أكثرِ منْ ألفٍ وأربعمئةِ سنةٍ ؟ فهلْ فهمَ السَّلفُ الصالِحُ الإسلامَ خطأً ؟ ألَمْ يسمعْنَ بالصحابياتِ رضوانُ الله عليهنَّ أجمعين ؟ فأيُّ نوعٍ منَ التَّغابِي هذَا ؟ وأيُّ تضليلٍ ؟ بل وأيُّ سطحيةٍ ؟ فأنتِ لا تستطيعينَ أنْ تختارِي ما يُعجبُكِ فقط منْ قوانينِ هذهِ المنظماتِ، وتتركينَ بعضَها لأنَّ الواقعَ أنكِ تقبلينها كلها ، لأنكِ قبلتِ بأساسِ الفكرةِ ومصدرِها وهوَ العلمانيةُ – فصلُ الله تعالى عنْ حياتِك- ، فأفيقي أختِي إنَّها مؤامرةٌ عليكِ لتبتعِدي عنْ دينِك ، فكيفَ لامرأةٍ مسلمةٍ أنْ تكونَ حاملةً لهذهِ الأفكارِ ، فإنَّ الحقَّ والباطلَ لا يجتمعانِ في قلبِ رجلٍ واحدٍ .. عفواً ، قلبِ امرأةٍ واحدةٍ !! فالأحرَى بكِ أختِي أنْ تبحثِي عنْ حقوقِك التِي أعطاها الله تعالَى لكِ كاملةً في الشَّرعِ ،وعنْ سببِ حرمانكِ الحقيقيِّ منهَا وكيفَ أنَّ الحياةَ الرغيدةَ والكريمةَ لكلِّ الناسِ رجالاً ونساءً لا تتحقَّقُ إلا إذا كانُوا يعيشونَ تحتَ ظلِّ دولةٍ تطبقُ أحكامَ اللهِ تعالَى كاملةً ، فالمشاكلُ سببُها غيابُ الإسلامِ عنْ حياتِنا وليسَ العكس.
أستودعُكم للهِ الذي لا تضيعُ ودائعُه … والسَّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ تعالى وبركاتُه