Take a fresh look at your lifestyle.

  قِراءَةٌ في كِتاب  (قَادَةُ الغَربِ يَقولونَ: دَمِّرُوا الإِسلامَ أَبيدُوا أَهلَهُ)  لِلأُستاذِ جَلالِ العالِم- الحَلَقَةُ الثّانِيَةُ

 

مستمعينا الكرام:

في هذه الحلقة ينتقل الكاتب جلال العالم لعرض بعض التصريحات الحاقدة والتي جاءت على لسان قادة الكفر وزعمائه من شتى الدول, كما أنه يتطرق لعرض صور مؤلمة يشيب من هولها الولدان تظهر صور التعذيب التي كان يتفنن بها الكفر ضد المسلمين وخاصة العلماء منهم:

لذلك بوب الكاتب بابه الثاني في الكتاب بعنوان: “أنظروا كيف يحقدون”, فيقول: } سوف تشهد لنا أقوال قادتهم, أن للغرب والحضارة الغربية بكل فروعها القومية وألوانها السياسية, موقفا تجاه الإسلام لا يتغير، إنها تحاول تدمير الإسلام، وإنهاء وجود شعوبه دون رحمة.

حاولوا تدمير الإسلام في الحروب الصليبية الرهيبة ففشلت جيوشهم التي هاجمت بلاد الإسلام بالملايين، فعادوا يخططون من جديد لينهضوا .. ثم ليعودوا إلينا، بجيوش حديثة، وفكر جديد .. وهدفهم تدمير الإسلام من جديد ..

كان جنديهم ينادي بأعلى صوته، حين كان يلبس بذلة الحرب قادما لاستعمار بلاد الإسلام: أماه … أتمنى صلاتك .. لا تبكي .. بل اضحكي وتأملي ..أنا ذاهب إلى طرابلس …فرحا مسرورا ..سأبذل دمي في سبيل سحق الأمة الملعونة … سأحارب الديانة الإسلامية … سأقاتل بكل قوتي لمحو القرآن{.

مستمعينا الكرام: يكمل كاتبنا فيقول:

} وانتصرت جيوش الحقد هذه على أمة الإسلام التي قادها أسوأ قادة عرفهم التاريخ … اضطهدوا أممهم حتى سحقوها ..

انتصرت جيوش الغرب بعد أن ذلل لها هؤلاء الحكام السبيل …

فماذا فعلت هذه الجيوش؟..

استباحت الأمة كلها، هدمت المساجد، أو حولتها إلى كنائس، ثم أحرقت مكتبات المسلمين .. ثم أحرقت الشعوب نفسها.

لنقرأ ما كتبه كتابهم أنفسهم حول ما فعلوه أو يفعلونه بالمسلمين، ولن نستعرض هنا إلا بعض النماذج فقط .. من أنحاء مختلفة من عالمنا الإسلامي المستباح:

1.       الأندلس: تقول الدكتورة سيجريد هونكه: في 2 يناير 1492 م (في الثاني من كانون الثاني عام ألف وأربعمائة وإثنين وتسعين ميلادي) رفع الكاردينال (دبيدر) الصليب على الحمراء، القلعة الملكية للأسرة الناصرية، فكان إعلانا بانتهاء حكم المسلمين على إسبانيا.

لقد حرم الإسلام على المسلمين، وفرض عليهم تركه، كما حرم عليهم استخدام اللغة العربية، والأسماء العربية، وارتداء اللباس العربي، ومن يخالف ذلك كان يحرق حيا بعد أن يعذب أشد العذاب.

وهكذا انتهى وجود الملايين من المسلمين في الأندلس فلم يبق في أسبانيا مسلم واحد يظهر دينه.

ويتسائل الكاتب جلال العالم: لكن كيف كانوا يعذبون؟!!..

كان السجناء رجالا ونساء، تتراوح أعمارهم ما بين الرابعة عشرة والسبعين، وقد استطعنا إنقاذ عدد من السجناء الأحياء، وتحطيم أغلالهم، وهم في الرمق الأخير من الحياة.

كان بعضهم قد أصابه الجنون من كثرة ما صبوا عليه من عذاب، وكان السجناء جميعا عرايا، حتى اضطر جنودنا إلى أن يخلعوا أرديتهم ويستروا بها بعض السجناء.

عثر على آلات رهيبة للتعذيب، منها آلات لتكسير العظام، وسحق الجسم البشري، كانوا يبدؤون بسحق عظام الأرجل، ثم عظام الصدر والرأس واليدين تدريجيا، حتى يهشم الجسم كله، ويخرج من الجانب الآخر كتلة من العظام المسحوقة، والدماء الممزوجة باللحم المفروم، هكذا كانوا يفعلون بالسجناء الأبرياء المساكين، كما عثر على آلات كالكلاليب تغرز في لسان المعذب ثم تشد ليخرج اللسان معها، ليقص قطعة قطعة، وكلاليب تغرس في أثداء النساء وتسحب بعنف حتى تتقطع الأثداء أو تبتر بالسكاكين{.

ويروي لنا الكاتب مستمعينا الكرام قصة عالم عذب حتى الموت فيقول على لسان شاهد عيان لتلك المذبحة: } أوقفونا في سهل صحراوي، تحت أشعة الشمس اللاهبة، حول كومة من الفحم الجيري، كان يعمل الحرس جاهدين لإشعاله، وأشعلوا كومة الفحم الحجري حتى احمرت، وجاء خمسة من الحرس يقودون شابا عرفه بعضنا، كان اسمه “جاويد خان إمامي” أحد علماء ذلك البلد.

ورأينا عشرة من الحرس يقودون كلبين، يبلغ ارتفاع كل واحد منهما مترا، علمنا بعد ذلك أنهما قد حرما من الطعام منذ يومين.

اقترب الحرس بالشاب جاويد من كومة النار الحمراء .. وأجلسوه على الأرض، ووضعوا في حضنه مثلثا خشبيا، ربطوه إليه ربطا محكما، بحيث يبقى قاعدا، لا يستطيع أن يتمدد، ثم حملوه جميعا، وأجلسوه على الجمر الأحمر، فصرخ صرخة هائلة، ثم أغمى عليه.

حمل الشاب، وفكت قيوده وهو غائب عن وعيه، وصلب على المصلبة الخشبية، وربط بها بإحكام، واقترب الجلادون بالكلبين الجائعين، وفكوا القيود عن أفواههما، وتركوهما يأكلان لحم ظهر جاويد المشوي. والمفاجأة الكبرى كانت عندما سمعت صرخة خافتة تصدر عن جاويد .. إنه لازال حيا والكلاب تأكل لحمه, ففقدت وعيي بعدها{.

مستمعينا الكرام, مستمعي إذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير:

كانت هذه الحلقة الثانية من سلسلة حلقات: قراءة في كتاب (قادة الغرب يقولون: دمروا الإسلام أبيدوا أهله) للأستاذ جلال العالم,

على أمل اللقاء بكم في الحلقة الثالثة إن شاء الله مع نموذج ومثال آخر من طرق وصور حقد الكفار على الإسلام وأهله…

فإلى ذلك الحين نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

عبد الرحمن المقدسي