Take a fresh look at your lifestyle.

  مع الحديث الشريف   أبلغوني حاجة من لا يستطيع إبلاغ حاجته

 

أورد البيهقي في الدلائل من حديث هند بن أبي هالة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:” أبلغوني حاجة من لا يستطيع إبلاغ حاجته، فمن أبلغ سلطانا حاجة من لا يستطيع إبلاغها، ثبت الله قدميه على الصراط يوم القيامة”.

قال أبو العباس رحمه الله تعالى : ( وقد يُبتلى الناس من الولاة بمنع استيفاء المظالم منهم وبترك ما أوجبه الله عليهم من قضاء حوائجهم فيكونوا قد باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم وأخسروا الناس صفقاتهم، وإنما الواجب كف الظلم عنهم بحسب القدرة وقضاء حوائجهم وصرفهم عن المفاسد ) .

إن حال الخلفاء عند المسلمين أنهم يُقيموا فيهم حكم الله تعالى ويقضون حوائجهم ويرفعون الظلم عنهم حتى من أنفسهم، فكان قاضي المظالم الذي يرفع مظلمة الحاكم عن الناس وكانوا يكافئون من يوصل حاجة الناس إليهم ليقضوها، فاستقامت الرعية لاستقامتهم واستوفت حقوقها لقضائهم، أما حكام هذا الزمان الذين هم رأس البلاء فقد ظلموا الناس بتركهم الحكم بما أنزل الله فكثرت مظالمهم وخيانتهم ومفاسدهم، لا يقضون للناس حاجة، أقاموا على الناس أجهزة أمنية مخابراتية توصل إليهم ما يكرهون، يُحصون على الناس أنفاسهم وأقوالهم وعدد صلواتهم، وإنكارهم المنكرات التي أحدثوها، يتجسسون على المسلمين تجسس الأعداء وهم كذلك، لأنهم يعرفون كره المسلمين لهم وحقدهم عليهم ولفظهم لهم.

إن الحاجة الوحيدة التي يجب أن ترفع لهؤلاء السفهاء أننا لا نريدهم، فهم ليسوا منا ولسنا منهم، إننا نريد خليفة مسلماً يحكمنا بالإسلام ويُعيد لنا خلافتنا، ولن يرفع لهم تلك الحاجة عملياً إلا أهل القوة والمنعة فيطيحوا بهم وبأوضاعهم، وهذا لن يحصل إلا بعد أن يستجيب أهل القوة لنصرة العاملين لإقامة دولة الخلافة فاللهم رقق قلوب أهل القوة والمنعة لنصرة دينك ودعوتك ليصبحوا الأنصار الجدد، فيكون لهم شرف وجزاء الأنصار رضي الله عنهم حين سالوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لهم إن وفوا فقال صلى الله عليه وسلم الجنة.