(خبر وتعليق) الحرية الدينية التي تتشدق بها أنجيلا ميركل هي فقط المتعلقة بالقيم الغربية
الخبر: بتاريخ 09 كانون الثاني/يناير 2011م نشرت صحيفة زمـان التركية خبراً جاء فيه: “ركزت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال رسالتها الأسبوعية المصورة على الحرية الدينية وقالت: ‘لقد قتل الناس في هجوم القنابل الذي تعرضت له الكنيسة القبطية في مدينة الإسكندرية بمصر لأنهم مسيحيون، يتوجب علينا الكفاح من أجل حرية الدين والاعتقاد في أرجاء الدنيا، إن الحرية الدينية هي واحدة من أهم حقوق الإنسان…‘”.
التعليق: إن الإنسان العاقل عندما يستمع إلى هذه التصريحات التي أطلقتها المستشارة الألمانية يعجز عن إيقاف نفسه من ترديد عبارة “يا لها من ذات وجهين”، بل إنه ليجول في خاطر الإنسان العاقل “هل المستشارة الألمانية كانت عاقلة وهي تتفوه بهذه التصريحات أم أنها كانت مسلوبة العقل”!! ذلك أننا لم نسمع منها ولا من غيرها من قادة الغرب تصريحات تدين فيها الهجمات الدموية الوحشية التي طالت مساجد الله في بلاد المسلمين التي تحتلها أميركا والتي راح ضحيتها المئات من المسلمين الأبرياء، ولم نسمع من المستشارة الألمانية ولا من غيرها من قادة الغرب تصريحات تدين فيها قيام أفراد من القوات الأميركية في قاعدة غوانتانامو التي يتخذونها مقراً لتعذيب المسلمين بإلقاء المصحف الشريف في المرحاض والتبول عليه!! أم أن المستشارة الألمانية ميركل وكافة القادة في الغرب لا يصنفون الإسلام ومعتقداته وشعائره وشعاراته ضمن نطاق الدين والحرية الدينية التي يتشدقون بها؟! إن الواضح للعيان أن أنجيلا ميركل لا تعتبر الاعتداء على الإسلام والمسلمين اعتداءاً على حرية الدين والاعتقاد، أم أنها تعتقد أن حرية الدين والاعتقاد مقتصرة على الدول الغربية دون غيرها؟!
إن مما لا شك فيه أن ازدياد عدد المسلمين في الغرب وازدياد عدد الذين يعتنقون الإسلام من السكان الأصليين في البلاد الغربية يقض مضجع قادة الغرب، فباتوا يتقصدون تحريك القيم النصرانية لدى نصارى الغرب ودفعهم للدفاع عنها في محاولة منهم للتصدي للمد الإسلامي الجارف الذي خرج عن نطاق سيطرتهم. أي أن المستشارة الألمانية لا تذكر حرية الدين والاعتقاد إلا عندما يتعلق الأمر بالقيم والمعتقدات الغربية، وهذا الأمر ليس بالأمر الغريب المستهجن، فما الذي يُنتظر من المدافعين عن الديمقراطية الفاسدة والحريات المفسدة التي يسعون لإضلال المسلمين بها من خلال ترويجها في بلاد الإسلام غير ذلك؟! ((ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)).
في 11/01/2011م رمضان طوسون