Take a fresh look at your lifestyle.

  من أروقة الصحافة مصرع ستة جنود يمنيين على أيدي مسلحين يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم القاعدة

 

ذكر موقع روسيا اليوم على الإنترنت أن مصادر أمنية يمنية قد ذكرت أن 6 جنود يمنيين لقوا مصرعهم يوم الجمعة 7 يناير/كانون الثاني، إثر هجوم شنه مسلحون يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم القاعدة، على سيارة عسكرية في مدينة لودر بمحافظة أبين جنوب اليمن.

وتفيد الأنباء أن اشتباكات بالأسلحة الرشاشة اندلعت بين المسلحين والجنود عقب هجوم بقذيفة “آر بي جي” استهدف سيارة عسكرية كانت تواكب شاحنة نقل مواد غذائية إلى القواعد العسكرية في المنطقة.

إن كل متابع للأعمال السياسية الأمريكية في منطقة الجزيرة العربية، يدرك حرص أمريكا على زعزعة الاستقرار في اليمن، وهز أركان النظام اليمني المعروف بتبعيته السياسية لبريطانيا، وأن أمريكا تضع الحبال حول عنق هذا النظام شيئا فشيئا حتى تضربه الضربة القاضية وتحوله من تبعية الإنجليز إلى تبعيتها لما في ذلك من خدمة لمصالحها السياسية والاقتصادية والعسكرية في المنطقة.

وإنها تستخدم في سبيل ذلك شتى السبل، ومنها الدول المجاورة لليمن كإيران مثلا ودعمها لبعض اليمنيين لإثارة الطائفية والمذهبية بين أبناء المسلمين في اليمن، ومنها كذلك الأحداث المفتعلة كالتفجيرات الإجرامية لقتل الأبرياء تحت أسماء ما أنزل الله بها من سلطان، ومنها الطلعات الجوية التي نفذتها أمريكا تحت سمع وبصر النظام الحاكم وبغطاء منه.

إلا أن الأسلوب الأكثر بروزا لأمريكا ومنذ الحادي عشر من سبتمبر، هو ما يجوز أن نطلق عليه أسلوب: (حيثما وجدت مصالح أمريكية ترغب بتحقيقها بالقوة وجدت القاعدة)

فعندما قررت أمريكا غزو العراق، عملت الإدارة الأمريكية على أن توجد أي مبرر لربط العراق بما تسميه الإرهاب، بالرغم من العائق الفكري وقتئذ والمتمثل بالتناقض التام بين الفكر البعثي والفكر السلفي الجهادي، ومع هذا فقد ثقبت آذاننا بوجود تنظيم القاعدة في العراق، حتى إن بعض التنظيمات غير المعروفة على أرض الواقع، والمنتشرة فقط في سماء الإنترنت، أصبحت تسمى القاعدة، وذلك لتسهيل الأمر على المتلقي الغربي عند سماعه الأخبار ويسهل عليه ربط التنظيمات بالحادي عشر من سبتمبر، وما أن حققت أمريكا جزءاً كبيرا من مآربها السياسية في العراق وكونت وسطا سياسيا عميلا تابعا لها محققا لرغباتها، حتى خفت اسم القاعدة من سماء بغداد، فانتقل إلى الصومال وشمال أفريقيا… وغيرها

فأمريكا كلما أرادت التدخل العسكري أو السياسي في بلد ما، ادعت أن به تنظيم القاعدة، وهو ربط سريع للحادي عشر من سبتمبر في أذهان الشعب الأمريكي، وتبدأ البيانات الوهمية في الصدور في سماء الإنترنت مهددة متوعدة، مع فرقعات هنا وهناك لتكتمل الصورة وتتحقق الغاية المرجوة.

ولا بد هنا من ذكر أن معظم السياسيين الغربيين والأبواق الإعلامية الغربية، في وصفها للعمل المتعلق باستئناف الحياة الإسلامية وإقامة الخلافة، فإنها على الدوام تربطه أيضا بالقاعدة لما في ذلك من محاولات لربط العمل بالقتل والعنف وما يسمونه الإرهاب.

فاليمن الآن أصبح بادعاء أمريكا، بؤرة للقاعدة ووجب التدخل في شؤونه عسكريا، وهذا سيستمر إلى أن تحكم أمريكا الخناق على النظام وتقضي عليه إن استطاعت، وعندها فقط تندثر ظاهرة القاعدة وتنتقل إلى مكان آخر، بحسب القاعدة آنفة الذكر…

إن أسلوب أمريكا هذا أصبح مبتذلا مفضوحا، لا ينطلي إلا على الجهلاء من الناس، ولهذا وجب على أهل اليمن أن يسبقوا أمريكا في حربها مع النظام، وينقضوا عليه قبلها ويقصوه عن الحكم، ويرفعوا راية الإسلام خفاقة لتكون دولة رائدة على نهج النبوة الشريفة، لتحكم بالإسلام وتتصدى لأمريكا وتكنسها من المنطقة إلى غير رجعة. وإلى ذلك فليتنافس المتنافسون.

كتبه

أبو باسل