Take a fresh look at your lifestyle.

خبر  و تعليق  فلسطين ترقب ثورة الأمة لتحريك الجيوش من ثكناتها

 

تحبس الأمة انفاسها في ترقّب لما تؤول إليه الأحداث في مصر بعد تونس، ومن ثم فيما يعقبها من مسيرات ضد جور الحكام، بعدما تحدثت وسائل الإعلام عن انطلاق المسيرات في اليمن، والتخطيط لمسيرات ضد حكام سوريا، ومن ثم ضد حكام الجزائر، فيما لا زالت قيادات منظمة التحرير الفلسطينية منشغلة في عراك إعلامي مع فضائية الجزيرة.

***

إن الحكام -ومعهم رجالات السلطة- صاروا يحسبون كل صيحة عليهم، بعدما أخذت الدماء تغلي في عروق المسلمين الرافضين للجور والتجبر والقهر، وبعدما هدم الثائرون حواجز الخوف وخرجوا في كفاحيّة عالية، من أجل “كلمة حق عند سلطان جائر”. بل لقد بات كثير من الحكام يعدّون أيامهم المتبقية بل وساعاتهم الآخيرة.

 

وإذ تستبشر الأمة بهذا الكفاح السياسي السافر في وجوه الحكام، فإنها تتطلع أن يتشكّل معه وعي عام حول تطبيق الإسلام في دولة إسلامية، لا شرقية ولا غربية، لا ديمقراطية ولا وطنية.

 

ولذلك فإن الواجب على العلماء والمخلصين من كافة فئات الأمة أن يعلوا الصوت مؤيدين لكفاح الأمة ضد الحكم الجبري، وموجّهين الثائرين للحل الذي يُرضي الله ويحقق للناس طيب العيش في الدنيا من خلال تطبيق أنظمة الإسلام الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

 

عندها لن تتمكن أمريكا من استبدال عملاء جدد بعملاء انتهت مدد صلاحياتهم، ولن يتمكن المنتفعون من سرقة نصر الأمة، وعندها تستعيد الأمة سلطانها المغتصب، وتستعيد ملكياتها العامة التي تمكّنها من تحسين العيش والنهوض بالدولة الجديدة التي ستغيّر مجرى التاريخ.

 

وعندها تتمكن الجيوش من التحرك الطبيعي لخلع الاحتلال اليهودي من جذوره، في جولة سريعة: في ليلة أو ضحاها.

 

ولذلك فإننا ندعو الثائرين من أبناء الأمة في مصر وفيما يتبعها، أن يدركوا ارتباط تحركاتهم المحلية بتحركات بقية المسلمين وبقضاياهم الأخرى، وندعو أهل مصر أن يستحضروا واجب جيوش الكنانة الأبية كي يبطلوا اتفاقية كامب ديفيد، وكل ما تمخّض عنها من ترتيبات الذل في سيناء، لكي يستعيدوا سلطانهم عليها، ومن ثم ليعبروا نحو أرضهم وأرضنا وأرض المسلمين جميعا في فلسطين.

 

وفي هذا الخضم المتفجّر، فإن الأولى برجالات المنظمة أن يعودوا عن غيّهم، قبل وثائق الجزيرة وبعدها، والواجب على كل مخلص في فلسطين أن يتحرّك اليوم لإرجاع القضية لحضن أمة ثائرة تريد صناعة تاريخ جديد، لا أن ينشغل في تفاهات الدفاع عن الأشخاص أو حتى استبدالهم، فالقضية أكبر من الأشخاص بل ومن كل الفصائل الوطنية، لأنها قضية أمة تحركها انتفاضة عارمة أوشكت أن تخلع كل الحكام الذين يكبلون جيوشها.

 

الدكتور ماهر الجعبري

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين