من أروقة الصحافة – دعوات لعملية انتقالية حقيقية بمصر
ذكرت قناة الجزيرة في موقعها الالكتروني ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد جدد قبل عدة ايام رغبته في أن تبدأ عملية انتقالية حقيقية بمصر دون تأخير. واعتبر بيان صادر عن قصر الإليزيه إن هذه العملية الانتقالية ضرورية للاستجابة إلى الرغبة في التغيير التي أبداها الشعب المصري.
ان الدول الغربية برمتها تراقب ما يحدث في مصر لحظة بلحظة , وتقوم بالتدخل في الحفاظ على مصالحها تبعا لمدى توغلها في الهيمنة السياسية ومدى تأثيرها على نظام الحكم .
وانه لا يخفى على احد مقدار ولاء النظام المصري لامريكا , وانه يعتبر عرابا للسياسة الامريكية في المنطقة , ينوب عنها فيما تطلبه منه , ويعمل باخلاص لتحقيق مصالحها وتثبيت هيمنتها في المنطقة , ويحقق لها ايضا حماية لربيبتها ( اسرائيل ) .
ومع وجود الصراعات الدولية على المصالح في الشرق الاوسط , وبروز بعض ملامحها في عدة قضايا اقليمية ودولية , الا ان الدول الاستعمارية الغربية تجمع في استراتيجياتها المتعلقة بالمنطقة على اسس معينة لا تتخطاها , منها ان يبقى العالم الاسلامي يرزح تحت نير الهيمنة الاستعمارية الغربية , وان توضع العوائق دائما في وجه ابناءه لمنع انعتاقهم من الهيمنة الغربية , وابقاء شعوب المنطقة وثرواتهم تحت سيطرة الكافر المستعمر , وعرقلة ظهور دولة مبدأية تتخذ من الاسلام اساسا للحكم , والعمل على ابقاء حالة الانقسام الجيوسياسية .
ففرنسا الاستعمارية , لن ترغب ابدا باي عملية انتقالية حقيقية في مصر ما لم تحقق من خلالها مصالح لها , وهي تدرك تمام الادراك ان مصر دولة تابعة سياسيا لامريكا , وان النظام المصري يعتبر مواليا لامريكا, وهي تحاول من خلال تصريحات رئيسها ساركوزي , ان تحقق بذلك اية مصالح يمكن لها ان تكسبها في حال تغير راس النظام الحاكم , واما ادعائها بضرورة الاستجابة لرغبة الشعب المصري في التغيير , فهذا الادعاء تبطله اعمال فرنسا السابقة عندما ظن الشعب الجزائري ان التغيير يمكن ان يتحقق من خلال الانتخابات , وبعد فوز جبهة الانقاذ آنذاك , خرجت فرنسا تكشر عن انيابها الاستعمارية ضاربة بعرض الحائط اكاذيبها السابقة المتعلقة باحترام رغبة الشعوب بالتغيير , وهددت وتوعدت كل من يخرج عن الخط الغربي المرسوم للمنطقة والذي لا يخرج عن فرض العبودية للغرب والانقياد والتبعية له .
ان النفاق السياسي الغربي هو سمة من سمات الدول الغربية الاستعمارية في سياساتها الخارجية , وان محاولة الظهور بمظهر المؤيد للشعوب المغلوبة على امرها لن يجد له من يشتريه في سوق الترويج السياسي , فالجميع يدرك حقيقة العلاقة بين الغرب والانظمة الحاكمة , وان هذه الانظمة ما هي الا ادوات لتنفيذ السياسات الغربية , وان اوان القضاء عليها قد حان , ولن تكون باذن الله الا سويعات في عمر الشعوب حتى تنعتق من الهيمنة الغربية الى الابد , وتستعيد سلطانها المسلوب , وتحاسب فرنسا وامريكا وبريطانيا وجميع الدول التى اجرمت بحق المسلمين , وما ذلك على الله ببعيد
كتبه لاذاعة المكتب الاعلامي – ابو باسل