اقتباس من تقرير أحد المسؤولين في حزب التحرير في أحد سجون طاجكستان
“… أجريتُ في جلسات خاصة حوارات مفصلة مع الشباب. الحمد لله، قد شوهدت تقدمات كثيرة: شُكّلت حلقات جديدة، وأصبح إجراء المقابلات مع الناس أحسن من ذي قبل، وأخذت مطالعة الكتب ومتابعة الأحداث من خلال الصحافة والإذاعة والتلفيزيون مكاناً جيدا ومنتظماً. يقدم شاب مرة في كل أسبوع الأخبار الأسبوعية للشباب، وينشغل الشباب بالسياسة برغبة شديدة، وقد يتحدثون في اجتماعات الناس، ويركزون حديثهم في الأمور السياسية. ويشاهد التركيز على السياسة في المقابلات مع الناس أيضا. وقد انتشر بين الناس عامة وبين أعضاء الجماعات الأخرى خاصة رأى عام بأن حزب التحرير حزب سياسي وأن أعضاءه هم سياسيون. فلذا يلجأون إلينا في الأمور السياسية والأخبار السياسية وخطط الكفار المختفية وراء هذه الأحداث ويسألوننا عنها. ينقل عن شاب منا أنه أصبح شاهدا لمحاورة رجلين (وكلاهما ليسا من شباب حزب التحرير): كان أحدهما مشغولا بسماع الأخبار من الإذاعة، فأراد الآخر أن يأخذه معه وقال له: قم، نذهب معا. قال: مهلا، فإني أستمع للأخبار. أصر زميله في طلبه وقال: قم، نذهب. قال: قف قليلا، أريد أن أكون رجل سياسة. وأضاف بصوت خفي وبصورة المازح: أنا عضو في حزب التحرير.
أرسلنا الشباب لمقابلة ذوي النفوذ، فاستمع أولئك الناس ومن حولهم لحديث الشباب بطيب خاطر وسألوهم وطلبوا إليهم أن نجري معهم مثل هذه المقابلات أكثر. أرسلنا شابا ذا نفوذ ودارسا غيورا للمقابلة مع رجل له نفوذ كبير في المنطقة. وقال هذا الرجل قبل الحوار: إخواني، أنا مستعد لخدمتكم بكلتا يدي ورجلي، أحسنتم! أعرفكم منذ سنين، وأنتم لم تغيروا موقفكم أثناء ذلك، أنتم ثابتون على الإسلام كما كنتم ثابتين من قبل، أحسنتم! إن طريقكم حق ومستقيم”. قال له الشاب: “وهذا القول غير كاف، لأنك أجريت مع شبابنا حوارات فقط، عليك أن تتعلم هذه الأفكار من كتبنا”. قال: “فإن تعلمت، فيجب على أن أكون عضوا في هذا الحزب مثلكم وأعمل فيه، وهذه الطريق عظيمة وصعبة جدا”.
وقال رجل آخر ذو نفوذ وشاب وشجاع بعد الحوار مع الشباب: “كنت أتحير كيف يمكن الوصول إلى الجنة الغالية بالصلاة فقط، وفى التجارة الدنيوية لا يمكن الحصول على الربح الكبير إلا بجهد كبير ومشقة شديدة؟ والآن وضح لي الأمر، إن هذه لهي الطريق إلى الجنة”.
إن أعضاء جماعتي السلفية والتبليغ أيضا يدعون الناس ويستمعون لحديثنا بكل احترام. وقد علم أكثرهم، وخاصة علماء جماعة السلفية أن طريقنا حق، إلا أنه استحوذ على قلوبهم الخوف ويخافون أن يقولوا كلامنا، وتنحصر دعوتهم بالصلاة والأخلاق، لذا يعرض الناس عن دعوتهم.
وقد دعا مرة أحد علماء السلفية الناس وقال: ليس في مذهبنا الخروج على السلطان. فاعترض شبابنا في الحال، ودعا ذلك العالم شبابنا إلى مناظرة على حدة، إلا أن الشباب قالوا: إن الكلام الذي قيل في الناس يجب أن يناظر في الناس. وكان وقت الصلاة قد حان وقام الناس للصلاة. بعد الانتهاء من الصلاة لم يتفرق الناس وجلسوا صامتين. وهنا قال رجل: ألا تكون مناظرة؟ فأخذتُ عنان الكلام وأظهرت احترامي للإخوان الدعاة وخاصة لهذا العالِم بعد أن حمدت الله وصليت على الرسول. ثم بينت بالأدلة الشرعية أن هذا النظام نظام كفر وأن الحاكم ومن حوله ظالمون وفاسقون وأن محاسبتهم واجبة وأن العمل لإقامة الخلافة واجب أيضا. فصمت بعد ذلك الأخ الكريم عالم السلفية ولم يقل شيئا. فطلب منه بعض الحاضرين أن يقول شيئا ضد كلامنا. فقال ذلك العالم: هل تفهمون معنى الكلام؟ إن الكلام الذي قاله هذا الشاب حق وصحيح، ولا يجرؤ كل واحد أن يقول مثل هذا القول. ولا كلام بعد هذا الكلام، وإني أخاف الله ولا أرتكب فتنة ضد الحق. وقد أيدنا هذا العالم المخلص في الاجتماعات الأخرى، وبعد أن قرأ منشوراتنا أعلن قناعته…”.