Take a fresh look at your lifestyle.

الجولة الإخبارية 16-2-2011م

 

 

العناوين:

  • مرحلة ما بعد مبارك يطغى فيها حكم العسكر
  • أوروبا تسقط التعددية الثقافية إذا اشتملت على الإسلام
  • الحكومة السودانية تطلب مكافأة من الأمم المتحدة على قبولها بنتائج استفتاء الجنوب

 

التفاصيل:

لم تغب صورة حكم العسكر في مصر عن المشهد السياسي منذ وصول عبد الناصر إلى الحكم في ما يعرف بثورة تموز يوليو عام 1952م، فحُكمت مصر من قبل العسكر منذ ذلك التاريخ وحتى الآن، فعبد الناصر وبعده أنور السادات ثم حسني مبارك كلهم قد أتوا إلى السلطة بدعم من الجيش.

والجيش المصري تحول ولاؤه منذ أيام عبد الناصر إلى أمريكا، وبعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد الخيانية أصبحت مصر الدولة الثانية بعد دولة يهود في تلقي المعونات الأمريكية التي تصل إلى 1,9 مليار دولار سنوياً يذهب معظمها للجيش والأجهزة الأمنية.

وقد ثبت في الثورة الأخيرة أن كبار قادة الجيش على صلة وثيقة بالإدارة الأمريكية، وثبت أنه لا تصدر القرارات عن الجيش إلا بالتشاور مع الأمريكيين.
فرئيس المجلس العسكري الأعلى وزير الحربية حسين طنطاوي حاكم مصر الحالي ومساعده رئيس الأركان المصري سامي عنان هما من أخلص رجال أمريكا في مصر ويتلقيان الأوامر والتعليمات الأمريكية على مدار الساعة. وبذلك يكون الجيش هو الضامن لأي حكم مصري جديد بحيث لا يخرج عن طوع أمريكا مهما كان شكله ومظهره.

إن نجاح أي ثورة في مصر مرهون بإسقاط كبار قادة الجيش المصري لأن استمرار وجودهم على قمة الهرم العسكري يعني استحالة حصول أي تغيير سياسي حقيقي في الدولة.

 

——–

 

بعد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اللذين أعلنا عن سقوط التعددية الثقافية في بريطانيا وألمانيا يأتي دور الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ليعلن في برنامج تلفزيوني يوم الخميس الماضي أن فكرة التعددية الثقافية قد فشلت في أوروبا.
فقال ساركوزي بصريح العبارة: “نعم، لقد فشلت التعددية الثقافية”، وأضاف: “لا نريد مجتمعاً تتعايش فيه الثقافة جنباً إلى جنب، فعندما يأتي المرء إلى فرنسا، عليه أن يتقبل الانصهار في ثقافة واحدة، هي الثقافة الوطنية وإن لم يقبل ذلك فعليه ألا يأتي إلى فرنسا”.
وطالب بأن يكون الإسلام في فرنسا فرنسياً فقال: “لا يمكن أن يكون ذلك إلا إسلاماً فرنسياً وليس إسلاماً في فرنسا”.
وهكذا تُكشِّر أوروبا عن أنيابها في محاربة المد الإسلامي وتسعى جاهدة لاحتوائه وذلك من خلال رفضها لوجود إسلام متميز في البلدان الأوروبية، والإصرار على اعتباره إسلاماً أوروبياً منصهراً في الهوية الأوروبية.
بحيث يكون الإسلام فرنسياً في فرنسا وبريطانياً في بريطانيا وألمانياً في ألمانيا وبذلك يفتّتون الولاء للإسلام إلى ولاءات أوروبية يذيبون فيه الإسلام ضمن الهويات الأوروبية المختلفة.
إن هذا التوجه الأوروبي الصريح في محاربة الإسلام يتناقض حتى مع ما دأبت عليه الحضارة الغربية من تبنيها للتعددية الفكرية والسياسية، فتبجُّح أوروبا بفكرة التعددية سقط على المحك الفعلي بعدما شعر قادة أوروبا بقوة المد الإسلامي وضعف الحضارة الغربية، فتغلب العداء الصليبي لدى الأوروبيين ضد الإسلام على فكرة التعددية الثقافية، وتغلبت العنصرية الأوروبية ضد المسلمين على أفكار التسامح وقبول الآخر لديهم التي طالما كانوا يعايرون المسلمين بها ويزعمون أنهم منفتحون على جميع الحضارات والثقافات بينما يتهمون الإسلام بالانغلاق والتشدد فإذا بهم ينغلقون ويتشددون عندما يتعلق الأمر بانتشار الإسلام.

 

——-

 

طالبت الحكومة السودانية الأمم المتحدة بإعطائها مكافأة بسبب قبولها بنتائج استفتاء الجنوب التي بلغت نسبتها أكثر من 98% لصالح الانفصال.
وتحدث باسم الحكومة السودانية سفيرها لدى الأمم المتحدة دفع الله الحاج علي عثمان في اجتماع خاص لمجلس الأمن الدولي الذي قدم فيه المجلس تهانيه لحكومة السودان لتعاونها في إجراء الاستفتاء وقال بيان المجلس إن نتائج الاستفتاء تستحق الاحتفال.
إن تصرف مندوب الحكومة السودانية وطلبه مكافأة على خيانة الانفصال يتضمن كل معاني الوقاحة والاستخفاف بالشعب السوداني والأمة الإسلامية. فلا توجد قيادة حقيقية لأي شعب من الشعوب تطالب بالمكافأة من الأعداء على تمزيق بلادها.
فأن يطالب حسن البشير وحكومته بثمن مادي لقاء شطر السودان فهذا معناه أنه اعترف بارتكابه جريمة بحق شعبه وأمته ودينه والدليل على ذلك أنه يطالب الأعداء بالمكافأة لنجاحه في تحقيقها، ولو كان الانفصال سياسة مقبولة لدى السودانيين لما طالب البشير بمكافأة من الأعداء على تطبيقها.
إن من يطلب المكافأة من الأجنبي على سياسات محلية يعتبر خائناً لشعبه وأمته ودينه لأنه يكشف عن تبعية واضحة لذلك الأجنبي.
والأمم المتحدة التي طلب منها البشير المكافأة إنما تُعبر عن القوى الاستعمارية وعلى رأسها أمريكا والدول الأوروبية والتي خطَّطت وسعت منذ خمسين عاماً لتقسيم السودان وفصل جنوبه عن شماله.
فحسن البشير وزمرته ما هم إلا الأداة التي استخدمتها الدول الاستعمارية في تحقيق هذه الجريمة النكراء.