في موسم سقوط الأصنام الطغاة حانت ساعة التغيير الحقيقي باقامة الخلافة الراشدة
على اثر الفرار المخزي لطاغية تونس زين العابدين بن علي في يوم الجمعة 14 يناير 2011م، تصاعدت الأحداث في مصر الكنانة بدءً من يوم 25 يناير 2011م لتتشكل في حالة من العصيان المدني الشامل قبل ان يذعن الطاغية مبارك؛ فرعون مصر لضغط الجماهير يوم الجمعة 11 فبراير 2011م ويعلن تنحيه عن الحكم، واستلام المجلس العسكري مقاليد السلطة في مصر. إن ثورة الجماهير في تونس ومصر التي افضت لخلع هذين الطاغيتين لهي دليل على حيوية هذه الأمة؛ التي ظن الغرب الرأسمالي الكافر الذي يسند هذه الأنظمة انها- أي الأمة- في حالة موت سريري وأنها قد أصبحت ملكاً خالصاً لحكامها العملاء يورّثونها لأبنائهم!!
أيها المسلمون: إن لصوص الثورات؛ دوائر الاستخبارات الغربية تكون دائماً بالمرصاد، إما لتثبيت نفوذها أو لادخاله، فالشعوب إنما انتفضت تطالب بتغيير النظام الرأسمالي المطبّق عليها؛ الذي أورثها الفقر والعوز والجوع والمرض والجهل والذلة والمهانة، تتلمّس نظاماً عادلاً يضمن اشباع الحاجات الأساسية ، يحقق العزة والكرامة لكل من يعيش في ظله، وهل ذلك إلا نظام الإسلام؟! ولكن يريد لصوص الثورات المهيمنين على آلة الاعلام تجميل النظام الرأسمالي الفاسد بتغيير شكله من شمولي إلى ديمقراطي!!
أيها المسلمون: إن هؤلاء الأصنام الطغاة جميعهم إلى زوال، فحصّنوا ثوراتكم واجعلوها في مأمن من لصوص الثورات، وذلك لا يكون إلا بادراك الحقائق الآتية:
أولاً: أنتم قادرون على تغيير جميع هؤلاء الأصنام الطواغيت المسلطين على رقابكم، فالسلطان للأمة، كما نصّ بذلك الشرع، فأنتم الذين تختارون حاكمكم بانتخابات نزيهة، ثم تبايعون هذا الحاكم على كتاب الله وسنة رسوله خليفة للمسلمين، ثم تكونون قوّامين على تنفيذه للإسلام وحده في كافة مناحي الحياة.
ثانياً: إن النظام الرأسمالي سواء أكان بوجه شمولي أو بوجه ديمقراطي هو نظام باطل شرعاً، لأنه من عند غير الله، وهو نظام فاسد وظالم، ويكفي ما لمسناه خلال العقود الماضية، حيث أصبحنا أفقر الناس بالرغم من غنى بلادنا، بل في ذيل الأمم، لذلك فلا بد لنا أن نتنبّه للفخ الذي نصبه المستعمر ليجعلنا ندور في دائرتين لا فكاك منهما؛ هما الشمولية والديمقراطية- وجهي النظام الرأسمالي- لذلك كانت تصريحات أمريكا واسرائيل تطالب بأن يكون التغيير في مصر إلى الديمقراطية، خوفاً من أن يقيم جند الله دولة الخلافة في الكنانة. فالكفار يريدون لنا الديمقراطية، والله سبحانه يريد لنا ديناً قيّماً، يقول تعالى: أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ.
ثالثاً: إن نظام الإسلام العظيم لا يوجد بسن دستور غربي يسمى إسلامي، بل بدستور إسلامي مأخوذة كل مواده من الأدلة الشرعية المعتبرة- الكتاب والسنة وما أرشدا إليه من إجماع الصحابة والقياس بعلة شرعية. فلا تطالبوا إلا بنظام الإسلام العظيم الذي به وحده صلاح دنياكم وأخراكم يقول سبحانه وتعالى: أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ.
رابعاً: إن الإسلام يوجب عليكم رفض كل الاتفاقيات الخيانية التي وقعها هؤلاء الطواغيت؛ مثل اتفاقية كامب ديفيد، واتفاقية نيفاشا وأوسلو وغيرها، هذه الاتفاقيات التي تمثل تدخل الغرب الكافر في شؤوننا الداخلية.
أيها المسلمون: إن الإسلام العظيم لا يمكن أن يوجد في الحياة إلا بنظام الخلافة الراشدة التي تلقي بالنظام الرأسمالي الديمقراطي الكافر في مزبلة التاريخ وتصرعه في عقر داره. فالخلافة الراشدة هي التي تأتي بهؤلاء الطغاة ليمثلوا أمام قضائها العادل جزاء ما اقترفت أيديهم. وبالخلافة الراشدة وحدها يكون التغيير الحقيقي الذي تنشده الأمة فيبزغ نور فجر جديد ملؤه الخير والعدل، لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ.
حزب التحرير
ولاية السودان