Take a fresh look at your lifestyle.

الحوار الحي- جديد القديم في العلاقات الامريكيه الاسرائيليه

 

اعلنت الاداره الامريكيه الشهر الماضي صراحة انها تخلت عن مطالبة اسرائيل تجميد الاستيطان كشرط  لاستئناف المفاوضات المباشره ، ويلاحظ ان هذا الموقف الامريكي المفاجئ جاء بعد اجتماع رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو مع وزيرة خارجيه امريكا هيلاري كلنتون ،التي تفيد الانباء انه استمر ثماني ساعات وكانت حصيلته  الاتفاق على بيع طائرات حربيه بثلاثة مليار دولار بلأضافه الى المعونه الامريكيه السنويه ، والوقوف في وجه اي قرار يدين اسرائيل في مجلس الامن ،وابعاد القدس من اي معادله لتجميد الاستيطان ، وتعهد خطي امريكي بأن تكون هذه المره الاخيره التي يطلب فيها من كيان يهود وقف المستوطنات عبر القنوات الرسميه .

          فما الذي يدفع الاداره الامريكيه للقبول بهذا الاتفاق المهين ، ثم تعلن الاداره نفسها بعد ذلك بفترة وجيزه تخليها عن الضغوط على اسرائيل لوقف الاستيطان…..فالناظر في مواقف الادارات الامريكيه المتعاقبه وفي سياسه الولايات المتحده ، يجد انها بذلت جهودا مضنيه في الضغط على اسرائيل والزامها  بحل الدولتين وقضايا الحل النهائي ووقف او تجميد الاستيطان واعتبرت هذه القضيه في سلم اولويات السياسه الامريكيه سواء كان ذلك في عهدي بوش الاب والابن او كلنتون او ادراة اوباما الحاليه ليس حبا في الفلسطينين او شفقة عليهم انما تحقيقا لمصالح امريكا في المنطقه  ، ويجدالناظر ايضا ان اسرائيل اتقنت فن المراوغه والمناوره ولم تستجب للمطالب الامريكيه ،فما الذي يجعل الدوله العظمى والاولى في العالم في هذا الموقف الضعيف او المتردد والذي يؤثر سلبا على مكانتها وهيبتها ونفوذها ، ولعلنا نستطيع في هذه العجاله ان نحدد بعض العوامل المرحليه والمفصليه التي تضعف الموقف الامريكي وتجعله غير فاعل ومؤثر :-

 

  • 1- تخطيط الجمهوريون – ومن هم على شاكلتهم – واستماتتهم للعوده الى الحكم وتمثل ذلك في نجاحهم في الانتخابات التشريعيه النصفيه التي اتت بالأكثريه الجمهوريه ،مما اضعف الحزب الديمقراطي المنافس وادارة اوباما وافقدها عنصر من عناصر القوة الداخليه .
  • 2- نفوذ اللوبي اليهودي داخل الولايات المتحده وداخل المؤسسه التشريعيه ونعني الكونجرس الامريكي وبمساندة ومساعدة مجموعات الضغط اليمينيه القويه ،بحيث نجد الادارات الامريكيه تقف او تتراجع عندما تصطدم مع مجموعات الضغط هذه او تجد هذه الادارات ان سياسه الضغط على اسرائيل سيؤثر سلبا على مركز الرئاسه ويضعفها .
  • 3- هذا الارتباط العضوي والحلف غير المقدس بين امريكا واسرائيل منذ قيام هذا الكيان الغاصب واغداق المساعدات عليه بحيث اصبح الابن الضال بدلا من الابن المدلل .
  • 4- الازمات التي تمر بها امريكا ، فهي لم تتعافى بعد من الازمه الماليه والاقتصاديه التي عصفت بها في النصف الثاني من سنة 2008 ، بالأضافه الى ازماتها الخارجيه ومشاكلها نتيجة لحروبها في العراق وافغانستان ووقوعها في المستنقع الافغاني والباكستاني والتي لم تعد قادرة على الخروج منه .
  • 5- استعداد الادارة الامريكيه الحاليه برئاسة اوباما لمعركة الانتخابات الرئاسيه المقبله والتي بدأت بالفعل ،وهذا ينقلنا الى الحديث عن فعالية نظام الانتخابات ، فالحقيقه الملموسه ان نظام الانتخابات الرئاسيه كل اربع سنوات كما هو حال الانتخابات التشريعيه النصفيه ،يضعف الادارات الامريكيه ويشغلها عن التصدي لكثير من المشاكل والأزمات ،ويكبل يديها في حل بعض القضايا ليتم تأجيلها لما بعد الانتخابات ، لانه يجعل هاجس العوده للرئاسه الامريكيه والتحضير لها له الاولويه على غيره من القضايا .

 

 

 

 

 

بالمقابل ….. ما الذي يجعل كيان يهود في موقف الرافض لكل الحلول التي من شأنها الاعتراف به وانهاء حالة الحرب معه ،ويتصدى للضغوط الامريكيه وغيرها من وسائل  الضغط ….لاشك ان هنالك عوامل عدة تجعل قادة الكيان الغاصب في مثل هذا الموقف المتغطرس ، فأنه بالأضافة الى عوامل الضعف المذكوره انفا لدى الاداره الامريكيه …..هنالك عوامل أخرى :-

  • 1- عوامل داخليه ونعني اتجاه البوصله داخل المجتمع الاسرائيلي والاحزاب والقيادات والقوى الاسرائيليه كالمستوطنين الى التشدد وعدم القبول بالحلول والانسحاب من الاراضي المحتله وعدم التنازل عن المستوطنات والاستمرار في بنائها وعدم قبول الفلسطينين بأي شكل من الاشكال سواء ضمن مجتمعهم او في دوله علمانيه مشتركه او في دوله خاصه بهم حتى لو كانت كرتونيه وهزيله .
  • 2- هنالك عوامل خارجيه ونعني بها ضعف وتواطئ الانظمه القائمه في العالم العربي والاسلامي مع كيان يهود ،واعتراف البعض بهذا الكيان الغاصب واقامة علاقات دبلوماسيه او تجاريه معه ، او وجود هدنه فعليه معه ، مما يجعل هذا الكيان يطمئن لجيرانه ومحيطه وانه في مأمن منهم ويشعره بغرور القوه ويجعله يتمادى في عدوانيته وعنجهيته وتأمره .
  • 3- وهنالك عوامل الضعف الفلسطينيه وحالة التمزق داخل المجتمع الفلسطيني والخلافات التي تعصف ويا للأسف بكل عوامل القوه والمنعه ، ونعني بذلك الخلافات بين فتح وحماس وما بين سلطة الضفه الغربيه التي وافق على مجيئها الاحتلال الاسرائيلي لا لتكون شريكا او مناوئا له وانما لتكون حارسا وحاميا ليس الا ،وما بين سلطة حماس المحاصره في قطاع غزة والتي اصبحت حريصه على هدنه فعليه وطويله مع كيان يهود .

            امام عوامل ضعف الادارة الامريكيه هذه والواقع المؤلم للأنظمه القائمه في العالم العربي والاسلامي وهذا التمزق والخلافات بين الفلسطينين انفسهم والذين لكل منهم سلطته التي لا ترد كيد المعتدين ولا تحرر ارضا من الغاصبين ، نما التطرف اليهودي وزادت غطرسة هذا الكيان الغاصب ولن يجدي معه نفعا هذا الزخم الذي تحرص عليه الولايات المتحده وتسميه بعمليه السلام ولا استعانة امريكا بقوى خارجيه للضغط عليه ، وليس اخرها نقل القضيه الفلسطينيه الى مجلس الامن او الامم المتحده او عقد مؤتمر دولي ،ولا اعتراف البرازيل والارجنتين وبوليفيا ومن سيلحق بهم بدولة الفلسطينيه ضمن حدود 1967.

           ولا يظنن احد ان عدوانيه هذا الكيان الغاصب وعنجهيته تعتبر عوامل قوة وبقاء  ، فهو في وجوده يحمل عوامل زواله وبذور فنائه، وما قيام هذا الكيان الغاصب في غفلة من الزمن الا نتيجة لتآمر دولي واقليمي ولغياب الاسلام القسري والمؤقت عن الساحة الدوليه وعن الحكم ، ولا يجدي نفعا مع هذا الكيان ولا يضع حدا  لغطرسته وعدوانيته ولوجوده

 الا وحدة هذه الامه وقوتها وحملها للأسلام كرساله عالميه في ظل خلافه راشده ،نسأل الله ان يكون هذا قريبا وما ذلك على الله بعزيز .

 

5-1-2011

ابو عمار