الجولة الإخبارية 2019/10/11م
العناوين:
• تركيا تنفذ عملية عسكرية في سوريا بالاتفاق مع أمريكا
• أمريكا تطلب من العراق معالجة الفساد الذي أوجدته
• ترامب يهدد تركيا بتدميرها اقتصاديا ومن ثم يمدحها
• الإمارات تتفق مع بريطانيا لتعزيز التعاون العسكري
• ترامب يعترف بأن أمريكا خاضت الحروب بذريعة باطلة
التفاصيل:
تركيا تنفذ عملية عسكرية في سوريا بالاتفاق مع أمريكا
أعلن الرئيس التركي أردوغان يوم 2019/10/9 عن بدء عملية عسكرية في منطقة شمال شرق سوريا مع الجيش الوطني السوري باسم “نبع السلام”. وادّعى أنها تستهدف الحركات الإرهابية الكردية وتنظيم الدولة. وأشار إلى “إقامة منطقة آمنة”. (مليات التركية 2019/10/9) علما أن هذه المنطقة المستهدفة يبلغ طولها مع الحدود التركية نحو 460كم وعمقها 30-40كم. وفي الوقت نفسه ذكرت “سي إن إن ترك” أن الخارجية التركية استدعت السفير الأمريكي لتطلعه على العملية التركية بعد بدء العملية بدقائق.
وقبل ذلك بقليل ذكرت قناة “إن تي في” التركية أن “إبراهيم قالين مساعد الرئيس التركي بحث مع مستشار الأمن القومي الأمريكي روبرت أوبراين إقامة منطقة آمنة في شمال شرق سوريا”.
وقبل بدء العملية بساعات قال فخر الدين ألتون مدير الاتصالات بمكتب الرئيس التركي يوم 2019/10/9 “إن القوات التركية ستعبر الحدود مع مقاتلي الجيش السوري الحر قريبا وذلك بعدما مهد انسحاب مفاجئ للقوات الأمريكية السبيل أمام دخول الجيش التركي. وقد اتفقت مع أمريكا على إقامة منطقة آمنة من أجل عودة اللاجئين السوريين” وكان البنتاغون قد أعلن قائلا “كان هدفنا ولا يزال إقامة منطقة آمنة في شمال شرق سوريا”.
وكان أردوغان قد ذكر يوم 2019/8/7 أن “القوات الأمريكية بدأت بالانسحاب بعد مكالمة تلفونية أجراها مع ترامب. وأن المحادثات بين المسؤولين الأتراك والأمريكيين في هذا الصدد ستستمر”. وقال متحدث باسم البيت الأبيض يوم 2019/8/7 “إن أردوغان سيزور الولايات المتحدة في 13 تشرين الثاني القادم تلبية لدعوة ترامب”.
وكل ذلك يؤكد أن هذه العملية العسكرية التركية تتم بالاتفاق مع أمريكا. علما أن رئيسها ترامب كان قد أعلن العام الماضي عن عزمه على إقامة منطقة آمنة في شمال شرق سوريا بعرض 20 ميلا أي نحو 32كم، فرحبت تركيا بذلك، وبدأت الدوريات المشتركة الأمريكية التركية منذ شهرين بالتجول في المنطقة، وأقيمت غرفة عمليات مشتركة من أجل تنفيذ ذلك.
وهكذا فإن أمريكا تريد أن تجعل تركيا تعمل لها بالوكالة في سوريا للحفاظ على النفوذ الأمريكي والقضاء على الثورة والحيلولة دون سقوط النظام السوري وعرقلة المساعي الإسلامية النشطة لإعادة الإسلام إلى الحكم في سوريا والمنطقة، حيث أثبتت تركيا أردوغان جدارتها بالقيام بهذا الدور. وقد تمكنت من خداع الفصائل وإخراجها من حلب والتآمر عليها وعلى أهل سوريا في موضوع خفض التصعيد ومن ثم اتفاقية سوتشي من أجل تصفية الثورة في إدلب.
—————
أمريكا تطلب من العراق معالجة الفساد الذي أوجدته
قالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان صدر يوم 2019/10/8: “إن وزير الخارجية مايك بومبيو حث رئيس الوزراء العراقي عادل عبد الهادي على التحلي بأقصى درجات ضبط النفس، وعلى اتخاذ خطوات فورية لمعالجة شكاوى المحتجين من خلال العمل على الإصلاح ومعالجة الفساد”. (رويترز 2019/10/8)
وقد اندلعت الاحتجاجات يوم 2019/10/1 على الفساد وتفشي البطالة وسوء الإدارة والرعاية وتعطل الخدمات بسبب النظام الذي أقامته أمريكا في العراق بعد احتلالها له وما زالت تشرف عليه وتوجهه. وتصريح وزير خارجيتها بومبيو يؤكد ذلك. ولم تتوقف الاحتجاجات على الفساد وكذلك على الوجود الأمريكي منذ أن دنست أمريكا أرض العراق. وهي لم تستطع أن تضبط نفسها فهي تقتل وتجرح وتشرد الملايين من أهل العراق وتدمر البلد بذرائع كاذبة زائفة ملفقة. وقد دمرت الفلوجة مرتين بعد احتلالها الغاشم. ومن ثم دمرت الرمادي والموصل بجانب الرقة في سوريا عام 2017 بذريعة محاربة تنظيم الدولة. وما زالت موجودة على أرض العراق في قواعد عسكرية بذريعة محاربة (الإرهاب).
————–
ترامب يهدد تركيا بتدميرها اقتصاديا ومن ثم يمدحها
كتب ترامب يوم 2019/10/7 على موقعه في تويتر: “كما أكدت بشدة سابقا، وللتجديد فقط، سأدمر وأهدم الاقتصاد التركي في حال فعل تركيا أي شيء سأعتبره، انطلاقا من حكمتي العظيمة والتي لا مثيل لها، متجاوزا الحدود”. وأضاف: “يجب عليهم أن يراقبوا، مع الاتحاد الأوروبي والآخرين مقاتلي داعش المحتجزين وعائلاتهم. الولايات المتحدة فعلت أكثر بكثير مما توقعه أحد في أي وقت مضى، بما في ذلك السيطرة على 100% من خلافة داعش”. وقال ترامب لاحقا في البيت الأبيض: “أبلغت الرئيس التركي أردوغان في حديث هاتفي بأن تركيا قد تعاني من ويلات اقتصاد متداع بقوة إن هي تحركت في سوريا على نحو غير آدمي” (رويترز 2019/10/8) وذلك بعد انتقاده في أمريكا عن أنه تخلى عن عملاء أمريكا من الفصائل الكردية القومية. وأبدت هذه الفصائل التي قاتلت في سبيل أمريكا انزعاجها من تحول السياسة الأمريكية ووصفتها بأنها “طعنة من الظهر” ونفى ترامب تخليه عن هذه القوات واعتبرها أهم شريك لأمريكا في قتال تنظيم الدولة وقال “ربما نغادر سوريا لكننا لم نتخل عن الأكراد بأي حال فهم أفراد متميزون ومقاتلون رائعون”.
ولكنه بعد انتقادات وجهت له من جمهوريين وديمقراطيين قام وغير لهجته في اليوم التالي وكتب على حسابه في موقع تويتر: “ينسى الكثير بسهولة أن تركيا شريك تجاري كبير لأمريكا. في حقيقة الأمر هم يقومون بتصنيع الإطار الفولاذي للمقاتلة الأمريكية إف35 كما أن التعامل معهم كان جيدا”. وقال: “لنتذكر دائما وعلى نحو مهم أن تركيا عضو مهم للمكانة الجيدة لحلف الناتو”.
فيظهر أن ترامب غير جاد في تهديداته لتركيا وإنما كان ذلك تلاعبا في الفصائل الكردية القومية التي تعاملت مع أمريكا وقاتلت في سبيل هذا الطاغوت، وهي مستعدة لأن تتعاون مع كل أجنبي من أجل تحقيق إقامة شكل من الحكم للأكراد فتنصبها تلك القوى الأجنبية حكاما على أهاليهم ليسوموهم سوء العذاب وينهبون ثرواتهم.
————–
الإمارات تتفق مع بريطانيا لتعزيز التعاون العسكري
ذكر ابن زايد ولي عهد أبو ظبي ووزير خارجية الإمارات ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة على حسابه في موقع تويتر يوم 2019/10/9 أنه “أجرى مباحثات مع كبير مستشاري وزارة الدفاع البريطانية لشؤون الشرق الأوسط تناولت التعاون في الشؤون العسكرية والدفاعية”. وكانت بريطانيا قد أعلنت العام الماضي في 2018/4/5 العام الماضي عن إقامة قاعدة عسكرية دائمة في البحرين، ومن ثم اتفقت مع عُمان على إقامة قاعدة لها وكذلك مع الكويت. ويظهر أنها ستتفق مع الإمارات على إقامة قاعدة دائمة. علما أن لبريطانيا وجودا عسكريا في الإمارات منذ عام 2001.
وقد اتفقت بريطانيا مع هذه الدول الخليجية عام 2014 على إعادة فتح قواعدها التي أغلقتها عام 1971 لعدم قدرتها على تمويلها وفي ظل الهجمة الأمريكية والسوفياتية على النفوذ البريطاني في تلك الحقبة. والآن وبعدما بدأت أمريكا تقيم القواعد العسكرية في المنطقة عادت بريطانيا لاتباع هذا الأسلوب، خاصة وأنها حافظت على نفوذها السياسي والاقتصادي في هذه البلاد، حيث ترتبط العائلات الحاكمة في بلدان الخليج ببريطانيا التي أوصلت هذه العائلات إلى الحكم في فترة الاستعمار وتعهدت لها بأن تجعل الحكم يتوارث في أبنائها وأن تستأثر بثروة البلاد مقابل تعاملهم مع بريطانيا وخدمة مصالحها في المنطقة وفتح أسواقها للبضائع الإنجليزية وما يسمى بالاستثمار للشركات البريطانية. وقد تكفلت هذه العوائل الحاكمة في الخليج بتمويل الوجود البريطاني العسكري على أراضيها وفي مياهها. وبذلك تشجعت بريطانيا على أن تعيد شكل استعمارها القديم لتحول دون نهضة الأمة وتوحيدها وعودة الإسلام إلى الحكم، حيث إن بريطانيا هي التي قسمت البلاد الإسلامية وكانت وراء هدم الخلافة العثمانية وتأسيس كيان يهود.
————–
ترامب يعترف بأن أمريكا خاضت الحروب بذريعة باطلة
قال ترامب على حسابه في موقع تويتر 2019/10/9 “ذهابنا إلى الشرق الأوسط كان القرار الأسوأ في تاريخ بلادنا. خضنا الحرب بذريعة باطلة وتم دحضها وهي أسلحة الدمار الشامل. نحن الآن بصدد إعادة جنودنا العظماء إلى الوطن بشكل متأن ومدروس”. وقد أعلن عن خسارة أمريكا في هذه الحرب أكثر من 2,5 تريليون دولار ومقتل الآلاف من الجنود الأمريكيين الذين يصفهم وصفا باطلا وكاذبا بالعظماء، إذ إنهم لا يثبتون في الحروب فيفرون من أمام المقاتلين المسلمين العظماء في العراق وأفغانستان وغيرها.
وعندما أكد ترامب يوم 2019/10/7 سحب قواته من سوريا كتب على تويتر قائلا: “انتخبت لإخراج أمريكا من تلك الحروب العبثية التي لا نهاية لها، حيث يعمل جيشنا العظيم بدور الشرطي لصالح شعب لا يحب حتى أمريكا. أكثر دولتين لا تروق لهما هذه الخطوة روسيا والصين لأنهما تحبان رؤيتنا غائصين في مستنقع”. ولكنه هدد بالعودة والتدخل قائلا: “سنركز على الصورة الكبيرة مدركين أن بإمكاننا دائما العودة”.
وهكذا شهد شاهد من أهلها، من أهل أمريكا، أنها دولة ظالمة متعدية تحارب الشعوب الإسلامية الأبية بذرائع كاذبة تلفقها وتخدع الرأي العام الداخلي والعالمي حتى يكون مبررا لها لشن حروبها العدوانية. فتصريحات ترامب تصدق التحليلات حول تقهقهر أمريكا وانحدارها يوما بعد يوم عن مركز الدولة الأولى في العالم، والذي لن يملؤه سوى دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي بشر بها رسول الله e، وهي قائمة بإذن الله قريبا.