مع الحديث الشريف
باب ما جاء في هوان الدنيا على الله عز وجل-1
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في تحفة الأحوذي، في شرح جامع الترمذي “بتصرف” في”باب ما جاء في هوان الدنيا على الله عز وجل”.
حدثنا قتيبة حدثنا عبد الحميد بن سليمان عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة، ما سقى كافرا منها شربة ماء”.
الحمد لله رب العالمين، خلق البشر وبين لهم الطريق، بين لهم حقيقة هذه الدنيا الحقيرة، التي لا تساوي جناح بعوضة، بين لهم هذه المحطة التي سيمكثون فيها إلى ما شاء الله وقدر، ثم ينتقلون منها إلى الآخرة؛ الحياة الحقيقية التي تستحق البذل والعطاء. هذه الحياة التي أرادها لنا الله سبحانه، الخلود في الجنة، حيث ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
أيها المسلمون:
إذا كانت الدنيا بزخارفها ومباهجها وبزينتها وجمالها وبكل ما فيها لا تساوي عند الله جناح بعوضة، فأين موقع كل واحد منا على الجناح؟ على ماذا يتصارع الناس وعلى ماذا يقتتلون؟ لماذا يتكالب الناس عليها؟ أبعد هذا التحقير للدنيا- يا من تؤمنون بالله- يتقاتل الناس؟ أين خيرات الدنيا من نعيم الآخرة؟ ألا فليتق اللهَ كلُّ من ما زالت الدنيا في قلبه، فليتق اللهَ كلُّ من لم يفهم بعدُ هذه الحقيقة، وليتق اللهَ كلُّ من لم يطلق الدنيا ثلاثا، وليبنِ على الآخرة. وليعمل لها عملها، من خلال العمل مع العاملين لإقامة دولة الإسلام التي تطبق فينا أحكام الدين.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على مناهج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم