التعقيم القسري لنساء المسلمات في كاراكالباكستان
متحدثاً في اجتماع البعد الإنساني لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في وارسو، اتهم الناشط الحقوقي في كاراكالباك “بختيار نيتولاييف” السلطات الأوزبيكية بالتعقيم القسري للنساء في كاراكالباكستان، وهي جمهورية تتمتع بالحكم الذاتي داخل البلاد.
وقد سبق أن أبلغت وسائل إعلام دولية عن وجود برنامج سري في أوزبيكستان للتعقيم القسري للنساء في جميع أنحاء البلاد، وكانت ضحاياه من جنسيات مختلفة، بما في ذلك من الشعب الأصلي.
فقد نشر موقع “Idel.Realities” بنسخته التتارية، أنّ راديو آزادليك اتصل بالناشطين والسلطات في أوزبيكستان، لتسليط الضوء على جرائم التعقيم.
بيبكان بيرديموراتوفا، إحدى ضحايا التعقيم القسري لأوزبيكستان، كانت زوج تمارا أتاموراتوفا، تم استئصال رحمها بوحشية، والآن لم يعد الزوجان قادرين على إنجاب الأطفال.
في خطابه الذي ألقاه في وارسو في 20 أيلول/سبتمبر أعلن بختيار نيتولاييف أن مئات الآلاف من نساء كاراكالباكستان كنّ ضحية هذه الجريمة. وقال “إن بيبكان بيرديموراتوفا تم تعقيمها دون علمها ممّا أدى إلى مرضها وتدهور صحتها”.
الحكومة الأوزبيكية، حسب الناشط، تجاهلت مطالبة المرأة بتلقي تعويض، بل حاول الأطباء تعقيم ابنة بيرديموراتوفا أيضا، لكن النشطاء أثاروا ضجة ممّا أنقذ الفتاة. وأضاف: “كتبنا إلى جميع السلطات، إلى رئيس أوزبيكستان، ولكن دون جدوى. فلقد قام موظفو جهاز الأمن القومي بإتلاف التاريخ الطبي لجميع النساء المعقمات”.
خلال المؤتمر المذكور الذي عقدته منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، دعا النشطاء المنظمات الدولية إلى وقف انتهاكات حقوق الإنسان في الجمهورية المتمتعة بالحكم الذاتي والشروع في التحقيق من أجل محاكمة المسؤولين عن ذلك ومساعدة الضحايا في الحصول على التعويض. وحسب رأي النشطاء فإنّ الآلاف من النساء في كاراكالباكستان سوف يشهدن في القضيّة.
وفقاً لموقع حكومة جمهورية كاراكالباكستان، بلغ عدد سكان المنطقة المتمتعة بالحكم الذاتي اعتباراً من 1 نيسان/أبريل 2019، 875 ألف نسمة. يعيش أكثر من 49 في المائة من السكان في المدن، وأكثر من 50 في المائة في المناطق الريفية، ممّا يكشف أنّ حجم الكارثة كبير وأنّ الكثير من النساء تعرضن للتعقيم.
كذلك في عام 2012، عرض مراسلو بي بي سي القضية وأعلنوا أنّ أوزبيكستان لديها برنامج سري لتعقيم النساء للتقليل من السكان بسبب ارتفاع معدلات المواليد. ووفقاً لصحيفة الغارديان البريطانية أيضا، فقد تم التعقيم في أوزبيكستان منذ التسعينات، بما في ذلك بين نساء من جنسية كاراكالباك. فبالنسبة لتلك المجموعة العرقية، التي يتراوح عددها من 620 ألف إلى مليون و500 ألف نسمة حول العالم، فإن القضية تصبح حساسة بشكل خاص.
يقول نشطاء كاراكالباك الذين قابلتهم مراسلة idl.Реалии إن السلطات تطبق التعقيم حتى بدون إبلاغ النساء، وعادة بعد الولادة الأولى. تحدثت النساء أيضاً عن هذا النهج، حيث تحدث مراسلو بي بي سي معهن في عام 2012.
إنّ التعقيم القسري للنساء يعدّ أحد أشنع جرائم الدولة التي تقترفها في حق شعبها بكل ظلم وقسوة. والرئيس الحالي قد لطخّ يديه وصحيفته أيضا، مثل سابقه، بتلك الجرائم ولم يتعظ بعاقبة سلفه!
اسم كريموف كُتب في صفحات التاريخ طاغوتاً قضى نحبه، حفيده الأكبر الآن فارّ إلى خارج البلاد ويعيب جده في شقاء أسرتهم، وابنته جولنارا كريمافا تقضي في السجن جزءا من عمرها بسبب جشعها. هذه هي عاقبتهم في هذه الدنيا وخزي الآخرة أشد وأبقى.
شوكت ميرزياييف أيضا يسير على خطا كريموف ويواصل عمله. وأولاده يتصرفون كما تصرف أولاد كريموف. فليحذرنّ من تكرار التاريخ نفسه. وسيأتي يوم الحساب وستُحاسب كل نفس بما اقترفت من ظلم. وسيُسأل عن كل مولود لم يستطع أن يأتي إلى هذه الدنيا وعن كل الأرحام التي تُعَقَّم وعن كل النساء اللواتي حُرمن من الأمومة وعن كل دموع المظلومين الذين وجدوا أنفسهم يعانون العقم بسبب قسوة الظالمين.
بالأساس أعداء أمة الإسلام مهتمون بتخفيض معدلات المواليد لأن النسل القوي والفتوّة والأمهات السليمات من مقويّات الدولة. والغرب المستعمر يخاف من كثرة أعداد المسلمين لذلك فإنّ برنامج التعقيم القسري لنساء أوزبيكستان وكذلك كاراكالباكستان هو من خطط الكافر المستعمر التي ينفذها بأيادي الحكام الآثمة.
“إنّ جواز منع الحمل هو خاص بمنع الحمل المؤقت. أما منع الحمل الدائم وإيجاد العقم فإنه حرام، فاستعمال الأدوية التي تمنع الحمل نهائياً وتقطع النسل، وإجراء العمليات الجراحية التي تمنع الحمل نهائياً وتقطع النسل حرام، لا يجوز القيام به، لأن ذلك نوع من الخصاء، وداخل تحته، ويأخذ حكمه، لأن هذه الاستعمالات تقطع النسل، كما يقطع الخصاء، وقد ورد النهي الصريح عن الخصاء. عن سعد بن أبي وقاص قال: “ردَّ رسول اللهe على عثمان بن مظعون التبتل، ولو أذن له لاختصينا” متفق عليه”. (النظام الاجتماعي في الإسلام).
هذا هو حكم الله في التعقيم. ومن يفعل هذا سواء أكان طبيبا أم حاكما أم رئيس الدولة فقد خالف أمر الله صراحة وهو فاسق، ومن يخالف الحكم الشرعي مستكبرا فهو كافر وسيحاسب يوم القيامة حسابا شديدا.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مخلصة الأوزبيكية
2019_10_18_Art_Forced_sterilization_of_Muslim_women_in_Karakalpakstan_AR_OK.pdf