بسم الله الرحمن الرحيم
الحديث الشريف
ضعفاء أمام الحق أقوياء أمام الباطل
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: رَأَى سَعْدٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ لَهُ فَضْلاً عَلَى مَنْ دُونَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا يَنْصُرُ اللَّهُ هَذِهِ الأُمَّةَ بِضَعِيفِهَا بِدَعْوَتِهِمْ وَصَلاتِهِمْ وَإِخْلاصِهِمْ» رواه النسائي.
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، أما بعد،
إن هذا الحديث الشريف يبين لنا نحن أبناء هذه الأمة الكريمة، التي أعزها الله تعالى بالإسلام، وكرّمها بأن أرسل لها رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، واختار منها أصدق الناس وأكثرهم إخلاصاً وتفانيًا لحمل دعوة الإسلام والتضحية من أجلها، أن لا يظن أحد أنه بمكانته وقدرته المادية أو حتى بولده ونسبه… له الفضل على أحد.
هنا هذا الحديث يبين لنا بما لا شك فيه أن الدين الحنيف له الغلبة والهيمنة، ومن يتنزل عليهم النصر والتمكين هم ضعفاء أمام الحق أقوياء على الباطل، مخلصون، لا يخافون في الله لومة لائم، فهم كالجبال الشامخة، بإسلامهم معتزون، ولهذا الدين خادمون. وإن الله تعالى يستجيب دعواتهم بعد العمل الخالص المخلص له سبحانه تعالى، والإعداد الجيد المستند إلى الأحكام الشرعية، فينزل عليهم النصر.
أفبعد هذا العمل الجاد المقترن بالأحكام الشرعية الباغي رضا الله عز وجل والساعي لنوال مرضاته، أفبعد هذا لا يتنزل النصر؟ والله يكون مع من كان معه، وينصر من ينصره.
فالله نسأل أن نكون ممن يتنزل عليهم النصر والتمكين، وأن نكون من الأقوياء على الباطل، الناصرين للحق، الداعين المُستجاب لهم، وكلنا إخلاص لله عز وجل ورسوله عليه الصلاة والسلام ولهذا الدين العظيم. فاللهم عجّل بنصرك الذي وعدت، والتمكين لهذه الأمة الكريمة.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح