مع الحديث الشريف
باب اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في “باب اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم”.
حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد عن أبي عمران الجوني عن جندب بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “اقرءوا القرآن ما ائتلفت قلوبكم فإذا اختلفتم فقوموا عنه”.
قوله: “فإذا اختلفتم” أي في فهم معانيه، وقوله “فقوموا عنه” أي تفرقوا لئلا يتمادى بكم الاختلاف إلى الشر، والأمر بالقيام عند الاختلاف في القرآن محمول عند العلماء على اختلاف لا يجوز، أو اختلاف يوقع فيما لا يجوز كاختلاف في نفس القرآن، أو في معنى منه لا يسوغ فيه الاجتهاد، أو اختلاف يوقع في شك أو شبهة أو فتنة وخصومة، أو شجار ونحو ذلك. وأما الاختلاف في استنباط فروع الدين منه، ومناظرة أهل العلم في ذلك على سبيل الفائدة وإظهار الحق، فليس منهيا عنه، بل هو مأمور به، وفضيلة ظاهرة، وقد أجمع المسلمون على هذا من عهد الصحابة إلى الآن.
أيها المسلمون:
يعلمنا هذا الحديث أدباً من آداب تلاوة القرآن وقراءته وفهمه، فنحن مأمورون بتلاوته ما دامت قلوبنا مؤتلفةً ومجتمعةً عليه، فإذا اختلفت قلوبنا وتنافرت فنحن مأمورون بالتفرق، أي فضِّ ذلك المجلس الذي حصل فيه اختلاف القلوب وتنافرها، فالقرآن الكريم أنزله الله سبحانه ليجمع قلوب عباده على طاعته ومحبته والتوادِّ والتحابِّ فيه، فاللهم اجمع قلوبنا على التحابّ فيك، وألّفْ قلوب عبادك المسلمين على تلاوة كتابك، وفهمه، والعمل بما فيه وتطبيقه في واقع الحياة.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم