مع الحديث الشريف
باب من سئل علما وهو مشتغل في حديثه فأتم الحديث ثم أجاب السائل
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في “باب من سئل علما وهو مشتغل في حديثه فأتم الحديث ثم أجاب السائل”.
حدثنا محمد بن سنان قال: حدثنا فليح وحدثني إبراهيم بن المنذر قال: حدثنا محمد بن فليح قال حدثني أبي قال حدثني هلال بن علي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال: “بينما النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس يحدث القوم جاءه أعرابي فقال: متى الساعة فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث فقال: بعض القوم سمع ما قال فكره ما قال وقال بعضهم بل لم يسمع حتى إذا قضى حديثه قال: أين أراه السائل عن الساعة؟ قال: ها أنا يا رسول الله. قال: فإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة، قال: كيف إضاعتها قال: إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة”.
أيها المستمعون الكرام:
لقد ربط رسولكم الكريم صلى الله عليه وسلم بين إضاعة الأمانة وقيام الساعة، بين أنْ يوسدَ الأمرُ إلى غير أهله وقيام الساعة، يا له من ربط ويا لها من علاقة! وكأن الحديث يقول لكم أيها المسلمون: ما قيمة حياتكم بدون الأمانة؟ ما قيمة حياتكم بدون تحكيم كتاب ربكم؟ ما قيمة حياتكم بدون رجل حاكم مؤهل لحكمكم بالإسلام؟
أيها المسلمون:
الصورة التي يريدها صلى الله عليه وسلم واضحة، لا جدال فيها، إنها صورة لحياة المسلمين، صورة المسلمين والخلفية لهذه الصورة أحكام إسلامية مطبقة من قبل الحاكم الذي يراعي أمانة التطبيق، أما صورة مسلمي اليوم بدون إسلام؛ فهذه صورة لا وجود لها عند الله سبحانه وتعالى وغير مقبولة، بل ويقابلها انتظار الساعة، إذ لا معنى للحياة ولا طعم لها بدون الإسلام.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم