قصيدة… رسول الله لم يك مستبداً – عبد المؤمن الزيلعي
قصيدة… رسول الله لم يك مستبداً
عبد المؤمن الزيلعي
رسول الله لم يك مستبداً | ولا متغلباً، بالسيف قهرا | |
ولم يصبح على الناس إماماً | بغير رضاهمُ أو جاء نُكرا | |
وإن حاز النبوة باصطفاءٍ | ورب الناس قد أعلاه ذكرا | |
فليس الحكم في الإسلام يُعطى | بنصٍ، لا ولا كرهاً وقسرا | |
فمن أولى – إذا جاز ادعاءً | كلا الأمرين – ممن نال طهرا؟! | |
ففعلُ رسولنا في الحكم وحيٌ | ولم يك من هوى رومٍ وكسرى | |
رسول الله بايعه رجالٌ | تطيب نفوسهم لله شكرا | |
ونال الحكم طوعاً بل وحُباً | ومن أيدٍ غدت للدين ذخرا | |
فيا من يدعي حب الرسولِ | ويهجر سنة المختار هجرا | |
ويزعم أنه فينا وصيٌ | ومنهجهُ غدا بالآل كفرا | |
فما كان الرسول كما نراهُ | ولا آل النبيِّ هدىً وفكرا | |
فما جعلوا السيادة في أناسٍ | ولا شعبٍ فصار الشعب حرا | |
يشرعن ما أراد كحال غربٍ | ويأخذه الهوى يمنى ويُسرا | |
فحكم الشعب باسم الشعب وهمٌ | وفوضى، يصبح المعروف شرا | |
صحيح أن للشعب اختياراً | لحاكمه كما أسلفتُ نثرا | |
ولكن ليس معنى (الشعب حرٌ) | بأن يختار غير الشرع أمرا | |
ويغدو مالك التشريع بدءاً | ويرفض أمر رب الكون جهرا | |
وليس بشرع مولانا رجالٌ | وصايتهم على الإسلام حكرا | |
سواءٌ قيل عنهم أهل بيتٍ | أو الصحب الكرام، جُزيت خيرا | |
نحبهمُ نعم بل ذاك فرضٌ | نقلد فهمهم نعليه قدرا | |
ولكن لا كما فعل النصارى | نقدس راهباً ونطيع حبرا | |
يحرف دين خالقه مُحِلاً | حراماً، بالصكوك يحط وزرا؟! | |
ويصبح مثلما الطاغوت يُرجى | مع الرحمن، نفعاً بل وضرَّا | |
حذاري منهجاً يهدي ضلالاً | وقد أضحى لذاك الغرب جسرا | |
يمزقنا به شرقاً وغرباً | ويذكي ناره خبثاً ومكرا | |
ويجعل من بني الإسلام حطباً | ويغدو بعضهم للكفر وكرا | |
ليأتينا وقد خارت قوانا | بيده الحل والسيف بأخرى | |
ويفرض ما يريد وقد تنادى | علينا كالذئاب ونحن أسرى | |
يمزق للممزق من بلادي | وينهب ما تبقى، ليس سرا | |
فقد هدم الخلافة بل أتانا | بأنظمةٍ ترى الإسلام نكرا | |
تطبق ما يراه الغرب حلاً | ومنذ ذاك صار العيش مرا | |
وزاد الظلم واستشرى فساداً | بثوب العلم يغشى الناس كرَّا | |
فهلا يا أخا الإسلام عدنا | إلى شرعٍ يشع هدىً وطهرا | |
فشرع الله مقصيٌ سنيناً | وقد سدنا به عزاً وفخرا | |
هو الإسلام لا حل سواهُ | خلافته ستشرق، تلك بشرى | |
يبشرنا بها خير البرايا | وبعد العسر – قال الله – يسرا | |
ولولا أنني أرجو اختصاراً | لجئتكمُ من الأقوال شعراً | |
ولكن إنما الكلمات ذكرى | لعل بها ننال هدىً وأجرا | |
على الهادي يصلي الله ربي | إذا صليت صل عليك عشرا |