وباء فيروس كورونا قد يكون إخباراً للغرب أكثر من غيرهم
(مترجم)
الخبر:
وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، قد تكون حالات فيروس كورونا في حالة ازدياد هائل خارج الصين.
وفقاً لمقال نشرته (ستات نيوز): حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية يوم السبت من أن انتقال فيروس كورونا الجديد خارج الصين قد يزداد وأن على البلدان الاستعداد لهذا الاحتمال.
وقال تيدروس أدهانوم غيبريسوس في مؤتمر صحفي في جنيف “لقد أصبح يسير ببطء الآن، لكنه قد يتسارع”. “على الرغم من أنه لا يزال بطيئاً، فهناك فرصة سانحة أمامنا يجب أن نستخدمها إلى أقصى حد من أجل الحصول على نتيجة أفضل، والعمل على إبطائه وإيقافه”.
جاء تحذير تيدروس بعد أن أعلنت السلطات الصحية في سنغافورة أنها شخصت العدوى لدى رجل لم يسبق له أن سافر إلى الصين وليس له صلة معروفة بحالات أخرى في سنغافورة.
“يبقى السؤال: هو ما إذا كنا في آخر مراحل الفيروس ومعدل الإصابة – خارج الصين – قد يقل، أو ما إذا كنا نرى السير الطبيعي للمرض. ما زال سابقا لأوانه أن نعرف” قال رايان.
وحذر خبير الأمراض الوبائية، مايكل أوسترهولم، أنه من غير الحكمة استنتاج أنه لمجرد أن العالم لم يشهد بعد تفشي المرض في بلدان أخرى أن ذلك لن يحدث. وقال: إن الأمر يحتاج إلى عدة أجيال من انتقال العدوى – وهي حالة تنتقل إلى اثنين آخرين، ثم تصيب اثنين آخرين وما إلى ذلك – قبل أن تتفشّى.
وقال أوسترهولم، مدير مركز أبحاث وسياسات الأمراض المعدية بجامعة مينيسوتا: “ما نشاهده هو أن مجتمع الصحة العامة يحاول اللحاق بسرعة الفيروس”.
التعليق:
ندعو بالرحمة والسلامة من الله للأمة الإسلامية من هذا المرض. ومع ذلك، بينما يتوقع الكثيرون أن تكون البلدان النامية الأقل استعداداً، فقد تكون في الواقع الدول الغربية الرأسمالية المتقدمة هي الأكثر معاناةً من أي وباء عالمي، للأسباب التالية:
أولاً: إن الرأسمالية تعطي الأولوية للمنفعة المادية على كل المخاوف الأخرى. فكرياً، يعتبرون أنه من المنطقي أن يتصرف الفرد من أجل مصلحته الذاتية فقط. تُعتبر الاهتمامات الإنسانية أو الأخلاقية أو الروحية غير عقلانية، وهي نتيجة للعواطف والخرافات. نتيجة لذلك، يفشل الغرب في تعبئة الموارد بفعالية من أجل الاهتمامات غير التجارية. تتردد شركات الأدوية في تمويل الأبحاث حول الأمراض الجديدة عندما تكون غير متأكدة من استيعاب السوق المحتمل. وعلى الرغم من أن الجميع يعلمون أن الحجر الصحي ضروري لمنع الأوبئة، إلا أن الغرب بطيء في اتخاذ مثل هذه الإجراءات خشية إعاقة النمو الاقتصادي.
ثانياً: الرأسمالية، بعقيدتها الليبرالية العلمانية، تقوض العلاقات المجتمعية. لا يتم إعطاء الأسرة الأساسية أي اعتبار خاص على أي نوع آخر من المؤسسات المجتمعية، والناس غير ملزمين قانوناً بدعم الأسرة والأقارب، إلا بدرجة معينة بما يخص الأطفال الصغار. بدون علاقات مجتمعية قوية، الضعفاء في المجتمع يُتركون دون دعم إنساني فعال، ويُنقل عبء رعايتهم إلى خدمات التكافل الحكومية. ولكن مع التراجع المستمر في هيكل الأسرة الغربية جيلاً بعد جيل، يتزايد العبء على خدمات التكافل الحكومية باستمرار على الرغم من إيرادات الميزانية المتزايدة باستمرار التي يتم تخصيصها لهذه الخدمات. في جميع الدول الغربية، تعد الميزانية المخصصة لميزانية هذه الخدمات الآن هي الأضخم، أكثر بكثير من الميزانية الدفاعية، حتى في القوة العظمى الأمريكية.
كل هذا يتناقض مع الدول (غير الغربية) التي لم تخترقها الرأسمالية بهذا العمق بعد. في البلدان الإسلامية، على وجه الخصوص، على الرغم من تآكل العلاقات المجتمعية بسبب التأثير الغربي، لكن ما تزال هذه العلاقات أقوى بكثير وأكثر استقراراً مما هي عليه في الغرب، وبالتالي فإن أولئك المرضى في المجتمع يتمتعون عموماً بدعم اجتماعي قوي ممن هم حولهم ويمكنهم أن يعتمدوا عليها.
لقد جعل الإسلام الأسرة نواة العلاقات المجتمعية الدائمة، وأضاف الأصدقاء المقربين والجيران قياساً عليها. يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ [النحل: 90]
وعن أبي هريرة عن الرسول r قال: أَنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ، فَقَالَ r : «لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمْ الْمَلَّ وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنْ اللَّهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ» صحيح مسلم، وعن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله r : «خَيْرُ الْأَصْحَابِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِصَاحِبِهِ وَخَيْرُ الْجِيرَانِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِجَارِهِ».
ومن المعروف أيضاً أن المسلمين أسسوا العديد من الصناديق الخيرية من أجل رفاهية الأفراد، وأن الكثير منهم لا يزالون يؤدون وظائفهم. كل هذا يساعد في توضيح السبب، حتى في واقع غياب تطبيق الإسلام، فإن البلاد الإسلامية غالباً ما تكون متفوقة على الغرب في نواح كثيرة. لكن البلاد الإسلامية سوف تحقق ازدهارها الكامل من خلال إقامة الدولة الإسلامية؛ الخلافة الراشدة على منهاج النبوة وقيادة العالم بأسره وحماية البشرية جمعاء.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فائق نجاح
#كورونا
#Corona
#Covid19