حمدوك يستنجد بالأمم المتحدة للبقاء في الحكم لصالح أسياده الأوروبيين
الخبر:
تقدمت الحكومة الانتقالية في السودان بطلب إلى الأمم المتحدة، من أجل الحصول على ولاية من مجلس الأمن، بموجب الفصل السادس في أقرب وقت ممكن، في شكل بعثة سياسية خاصة… على أن تشمل ولاية البعثة المرتقبة كامل أراضي السودان. (وكالات 2020/02/09م) ومُنحت البعثة السياسية المقترحة تفويضا لدعم بسط هيبة الدولة، علاوة على المساعدة في تنفيذ العدالة الانتقالية، وبناء قدرات قوات الشرطة…إلخ.
التعليق:
لم يخرج أهل السودان من صدمة لقاء رئيس المجلس السيادي البرهان بنتنياهو في عنتبي، فإذا برئيس الوزراء حمدوك يرميهم بصدمة أخرى أكبر من أختها تلك، وكان من الطبيعي أن ينشرح صدر الأمين العام للأمم المتحدة بهذا الطلب الغريب، ومن فوره أصدر غوتيريش بياناً يثني فيه على حمدوك، ويشكره على إيقاع السودان في شراك الأمم المتحدة، التي هي أداة الغرب المستعمر في السيطرة على البلاد. وكانت وزيرة الخارجية، قد وقّعت، بحضور رئيس الوزراء عبد الله حمدوك في نيويورك، على هامش مشاركتهم في الجمعيّة العامة للأمم المتّحدة، وقّعت مع مفوّضة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت يوم الأربعاء 2019/09/25م، اتّفاقاً يخوّل الأخيرة إنشاء مكتب تابع للمفوضيّة في الخرطوم، ومكاتب ميدانيّة في دارفور، والنيل الأزرق، وجنوب كردفان، وشرق السودان. وأعلنت باشيليت قائلة: “مع توقيع هذا الاتّفاق التاريخيّ، نحن على أهبة الاستعداد كي نرافق البلاد في هذه اللحظة المحوريّة من تاريخها”.
إن حمدوك هذا منذ مجيئه إلى السلطة، قد صارت قبلته ما يعرف بالمجتمع الدولي، فمدّ يده من أول يوم إلى صناديق الربا العالمية، وزار أسياده في أوروبا، وسافر إلى أمريكا، وطلب منهم العون والمدد، فوعدوه مرات ومرات، لكن دون جدوى، ولم تفلح مساعيه في الحصول على المال، فلم تقدم مؤسسات النقد الدولي دعما له نتيجة لوسائل الضغط التي ترفعها أمريكا في وجه حكومة حمدوك.
أما في الداخل فقد وجد حمدوك الإنجليزي الهوى، نفسه محاصراً بالجيش المرتبط بأمريكا؛ الذي لا يزال يهيمن على مفاصل الاقتصاد، منذ عهد البشير إلى يومنا هذا، وأهل السودان ينتظرونه لتنفيذ مطلوبات الثورة، متمثلة في حياة كريمة، وهو يعجز عن تنفيذها، فلم يتمكن من إيقاف صفوف رغيف الخبز، ولا طوابير الوقود، وتفاقمت أزمة المواصلات… وكلها تنتظر العلاج! ولما كان حمدوك موظفاً كبيراً في الأمم المتحدة قبل رئاسة الوزراء، إذن فهو ضليع في الوسائل، والأساليب التي تجعل هذه البلاد تحت الوصاية الدولية! ففي خطابه للأمين العام شدَّد على أن تنشر هذه البعثة على وجه السرعة لتسليمهم الحكم في السودان.
وبغض النظر عن قبول مجلس الأمن لطلب رئيس الوزراء، أو رفضه، يبدو أن دوافع حمدوك هي قطع الطريق على أي انقلاب عسكري بدعم أمريكي، حيث يتخوف حمدوك من المكون العسكري، الأمريكي الولاء في حكومته الانتقالية، وتراوده فرضية انفراد العسكر بالسلطة في أي وقت! وكان حزب التحرير في جواب سؤال أصدره أميره العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة، في 2019/09/23م، كان قد ذكر ما يلي: (إن الحكم في السودان وفق الوثيقة الدستورية يكاد يكون مُشكَّلاً من فريقين بصلاحيات متفاوتة وبولاءات خارجية متصارعة، وسينعكس هذا الأمر على عملهما في حل مشاكل الناس وسلامة عيشهم، وسيكون هَمّ كل منهما خدمة الاتجاه الذي يواليه، ومن ثم يتربص أحدهما بالآخر ليُقصيه بوسائل داخلية وخارجية…)، فالبرهان يلجأ لنتنياهو ومن ورائه رأس الأفعى أمريكا، وحمدوك يستعين بالأمم المتحدة رأس الشيطان ومن ورائه أوروبا! وما هما ببالغي أهدافهما بإذن الله، إذا تحركت الأمة تلقاء الخلافة، وسلّم المخلصون من أبنائها في الجيش، لواء النصر لحزب التحرير، ليقيم الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وما ذلك على الله بعزيز.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يعقوب إبراهيم – الخرطوم