حكام تركيا يلهثون وراء أمريكا وروسيا
الخبر:
اجتمع في العاصمة البلجيكية بروكسل مقر حلف شمال الأطلسي الأربعاء في 2020/2/12 وزير الدفاع التركي مع نظيره الأمريكي مارك إسبر وبحث معه القضايا الأمنية والدفاعية في سوريا والعراق، وأعرب أكار عن ارتياحه لتصريحات المسؤولين الأمريكيين فيما يتعلق بالتطورات الأخيرة في إدلب وطالب الولايات المتحدة وحلف الناتو بتقديم مساهمات ملموسة فيما يتعلق بإدلب.
التعليق:
تتخبط القيادة التركية فيما يتعلق بمعضلة إدلب، فتولي وجهها تارة نحو روسيا وتارة نحو أمريكا، فلا تكاد تتوقف المحادثات والمكالمات بين المسؤولين الأتراك والروس في موضوع إدلب، خاصة بعد مقتل جنود أتراك على يد قوات بشار الأسد.
وحركت تركيا الحشود الضخمة داخل محافظة إدلب لكنها عجزت عن استخدام تلك الحشود في أي عمل عسكري حقيقي، وذلك بسبب عدم أخذ ضوء أخضر من واشنطن، لذلك جاء اجتماع أكار هذا مع إسبر ومن قبله اجتماع مسؤولين أتراك مع مبعوث وزارة الخارجية الأمريكي جيمس جيفري ولكن دون جدوى، فأمريكا لم تسمح لتركيا مطلقا بضرب قوات عميلها بشار الأسد كما طالبت تركيا، وألزمتها على المضي قدما في التنسيق مع الروس، وهو ما يعني أن الحشود العسكرية التركية في إدلب لن تتحرك سنتيمتراً واحداً، وأنّ الوضع المعقد والمحرج لتركيا سيبقى معلقاً إلى حين أن تقرّر أمريكا حدود منطقة إدلب المسموح لتركيا بالاحتفاظ بها لاستخدامها كورقة مساومة في التفاوض مع الروس في المستقبل.
وهكذا تظهر تركيا دولة عاجزة تماما وغير قادرة على استخدام قوتها بالرغم من الإهانات المتكررة التي لحقت بها إثر مقتل جنودها على يد قوات بشار الأسد.
فالعبرة إذاً ليست بوجود العدة والعتاد، وإنّما العبرة بإرادة استخدامها، وتركيا اليوم لا تملك هذه الإرادة، وبالتالي ستبقى دولة ذليلة غير قادرة على اتخاذ القرارات الحاسمة، فلا تملك قرارها السيادي المستقل وستبقى تلهث وراء الروس والأمريكان ليقرروا لها، ولن تستطيع الانعتاق من التبعية لأمريكا إلا بتبني المشروع الإسلامي السياسي، وبناء دولة الإسلام الحقيقية التي لا تنتظر الضوء الأخضر من الأعداء للقيام بأعمالها السياسية والعسكرية، بل تقوم بها بإرادتها المستقلة، وبامكاناتها الذاتية.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد الخطواني