Take a fresh look at your lifestyle.

الصين لا تحب الناصحين

 

 

الصين لا تحب الناصحين

 

الخبر:

استدعت الشرطة المحلية في مدينة ووهان طبيب العيون الصيني لي وينليانغ الذي حذر السلطات الصينية من ظهور فيروس كورونا وأنذرته مع سبعة من زملائه كانوا على تواصل معه باحثين في إمكانية انتشار وباء فيروسي جديد، وأجبرتهم على توقيع تعهد بعدم ذكر وباء الفيروس واتهمتهم بإثارة الفتنة ونشر الشائعات [WeLT]

 

التعليق:

هذا هو ديدن المستبدين في كل زمان ومكان، وقد أخبرنا رب العزة جل وعلا عن حال أنبيائه الذين أرسلهم لأقوامهم هداة راشدين، فما كان منهم إلا الإنكار والاستكبار!

بعد موت الطبيب وينليانغ لي متأثرا بالعدوى التي انتقلت له أثناء معالجته لإحدى المصابات بالمرض، أصبح بطلا مشهورا يتناقل ذكره الصينيون ويشهدون بذلك على سلطاتهم بالفشل والعجز بل وممارسة القمع بدل الرعاية والعناية والحرص على مصلحة الشعب قبل مصلحة الحزب الحاكم والطبقة المتسلطة التي تخشى ثورة الناس بسبب تردي الأوضاع الصحية والأمنية في البلاد، في ظل عجز الدولة عن السيطرة على الوباء.

بعد انتشار المرض وبروز قصة الطبيب لي وزملائه، تعهدت الحكومة بإجراء تحقيقات في ملابسات القضية، وذلك للحد من انتشار “وباء” شعبي أكثر خطورة عليها من وباء فيروس كورونا نفسه، متمثلا بالسخط على الإجراءات التعسفية والقمعية التي تمارسها السلطات بدل مواجهة الفيروس.

إن مثلهم في الصين كمثل غيرهم من حكومات الاستبداد التي تمنع دعاة الحق والخير وتعمل على إسكاتهم بكل ما لديها من قوة وجبروت، وهذا مثال حي وواقعي عن التعامل التعسفي للسلطات القمعية التي سرعان ما تقوم بتكميم الأفواه وإسكات الأصوات المطالبة بالحق، ويشهد على ذلك قوله تعالى في سورة الأعراف: ﴿قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنتُم بِهِ كَافِرُونَ * فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ * فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ * فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَٰكِن لَّا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ﴾. [الأعراف: 75-79]

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. يوسف سلامة – ألمانيا

 

#كورونا

#Corona

#Covid19

 

2020_02_16_TLK_2_OK.pdf