بدون القيم الإسلامية، لا يعد الجيل القديم أكثر من منتجات غير مفيدة ويجب التخلص منها
(مترجم)
الخبر:
في 22 كانون الثاني/يناير 2020، قدّمت هيئة الإذاعة البريطانية تقريراً عن دراسة أنثروبولوجية عن كيفية معاملة المسنين في بلدان مختلفة. حيث تمّ الكشف عن قتل المسنين في منطقة تعرف باسم آتشي في باراجواي وأمريكا الجنوبية ومناطق أخرى من العالم. عادة ما يتم قتل المسنين بواسطة أشخاص محددين تكون لهم أدوار معينة في القبيلة. يقرّرُ بعض الأشخاص في ذلك المجتمع قتل ذلك الإنسان عندما يصبح كبيراً بالعمر أو يصبح عاجزاً وغير منتج. ونتيجة لذلك يُعتبرون عبئاً على موارد المجتمعات. في آتشي، كانت النساء المسنات يُعتبرن فاسدات تقليديا وفي طريقهن للموت، ويُطرد الرجال المسنون بلا عودة.
التعليق:
لا يمكن اعتبار هذه المعاملة اللاإنسانية للمسنين والضعفاء ظاهرة فريدة تقتصر على قبيلة معزولة بعيدة عن الحضارة. إن حقيقة طرد ملايين المسنين من منزل الأسرة وتركهم للموت في دور العجزة والمسنين هي طريقة شائعة في الغرب. إنّ المناقشات الدائرة في مختلف الحكومات الديمقراطية هي أيضا مثيرة.
جميع هذه التدابير المروعة تعتبر طبيعية ومبرّرة بناءً على حق الآخرين في العيش بأفضل طريقة خلال حياتهم. وفكرة أن شخصاً ما لم يعد مفيداً أو أنه يمثل عبئاً على الأسرة إذا كان كبيراً في السن هي تفكير رأسمالي يتم بناء عليه تقييم أمر ما. عندما تكون السيارة قديمة، إما أن تقوم بتطويرها أو التخلص منها، وهكذا تماماً عندما تفقد المرأة شكلها، فهي غير مرغوب بها ويقوم الرجال باستبدال الشريك. تُعد هذه المعاملة الهمجية والحيوانية أمراً شائعاً على مستوى العالم، وتجني الشركات مليارات الدولارات للمساعدة في “التخلص” من مشكلة رعاية المسنين. أما في الإسلام، فيحظى كبار السن باحترام جزيل ولديهم التقدير الكبير وهناك واجبات نحوهم على من هم أصغر سناً.
إن أعمال الجيل القديم مقدّرة وتوضع موضع الاحترام الكبير ويجب الاعتراف بإنجازاتهم العظيمة. الله سبحانه وتعالى جعل سوء معاملة المسنين أو إهمالهم جريمة مجتمعية كما هو مذكور في سورة الإسراء، قال تعالى: ﴿وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً﴾.
من خلال هذه الآية الكريمة وأدلّة أخرى عديدة، وكذلك أحاديث الرسول e، يمكننا أن نفهم دون أدنى شك أن الجيل الأكبر سناً لا يمكن إلقاؤه إلى كومة القمامة في أي وقت. علاوةً على ذلك، إن قدسية الحياة تعني أن مفاهيم مثل القتل القانوني عن طريق ما يسمى القتل الرحيم لا يمكن تصورها. إن تفضيل المنفعة الفردية والأنانية في الحصول على المنفعة المادية فوق الأخلاق هو سمة من سمات كل من هذه القبائل الهمجية والدول الديمقراطية الحديثة التي فضّلت المال على الناحية الإنسانية وكذلك الأنظمة العلمانية التي تحكم هذا العالم.
في ظل الخلافة إن شاء الله، ستتم رعاية الجيل الأكبر أفضل رعاية ليعيش أفضل حياة وسيُمنح كل حقوقه كإنسان. وسيتم إخضاع الأبناء الذين يخذلون والديهم بسبب الكسل أو الوحشية للمحاسبة والمعاقبة. هذه هي القيم العليا التي يحتاجها العالم ليكون مكاناً آمناً وهادئاً للجميع.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عمرانة محمد