يا جيش مصر! يا خير أجناد الأرض!
حان الوقت لاسترداد كرامتكم وشرفكم العسكري الذي مرّغه حكامكم
الخبر:
تناقلت وسائل الإعلام العالمية والمحلية مؤخرا خبرا صادرا عن موقع “جلوبال فاير باور” – وهو المعهد الذي يعنى بمراقبة وإحصاء ملكيات الدول من مختلف أنواع الأسلحة – بأن الجيش المصري قد تبوأ المركز التاسع ضمن أقوى جيوش العالم بـ2020م، والمركز الأول من بين الدول العربية.
التعليق:
يعتبر هذا الخبر من الأخبار السّارة، إذ مما يثلج الصدر أن يمتلك المسلمون في مصر الكنانة سلاحاً فتاكاً قادراً على حماية البلاد وأهلها، وهو من دواعي الفخر لنا أن ننفق جزءاً كبيراً من أموالنا على شراء الأسلحة المتطورة والتقليدية، ويصبح شبابنا من الضباط والجنود قادرين على استخدامها وإتقان فنون القتال. إلا أن الذي يدمي القلب هو أن هذه الأسلحة المدمرة والجيوش المدربة قد وقعت أسيرة لقرار حاكم لا يحكم بما أنزل الله، ولا يفكر أبداً في أن تستخدم تلك الأسلحة لدك معاقل العدو وتدمير حصونه، ولا أن تتحرك تلك الجيوش الجرارة نحو الجبهة الصحيحة لتحقيق أهداف الأمة الإسلامية جهاداً في سبيل الله، ونشراً لدعوة الإسلام، كما ينبغي أن يكون الجيش الإسلامي، وكما كان هذا دوره عبر قرون طويلة في عهود الإسلام المتعاقبة. فالله سبحانه وتعالى يقول: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ﴾. “قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: ﴿وَأَعِدُّوا﴾، لهؤلاء الذين كفروا بربهم، الذين بينكم وبينهم عهد، إذا خفتم خيانتهم وغدرهم، أيها المؤمنون بالله ورسوله ﴿مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ﴾، يقول: ما أطقتم أن تعدّوه لهم من الآلات التي تكون قوة لكم عليهم، من السلاح والخيل ﴿تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾، يقول: تخيفون بإعدادكم ذلك عدوَّ الله وعدوكم من المشركين”.
فما فائدة الجيش إذا كان أسيراً بيد الأعداء؟ وما قيمة الأسلحة الفتاكة ذات الكلفة العالية إذا لم تستخدم لنكاية العدو؟ والأدهى من ذلك والأمرّ أن جيوشنا وأسلحتنا تستخدم لقتل إخواننا في ليبيا واليمن وسوريا والعراق وغيرها من بلاد المسلمين بسبب خيانة الحكام ورعونة قراراتهم العسكرية والسياسية والاقتصادية. إنهم لا ينتمون لأمتهم، ويعملون جاهدين لخدمة أسيادهم الذين نصبوهم على رقاب المسلمين. وإن الواجب الحتمي على المخلصين من أبناء هذه الجيوش أن يتعاونوا مع المخلصين من أبناء الأمة الإسلامية لبناء خطة محكمة تطيح بأولئك الحكام العملاء، وتنصيب إمام واحد على المسلمين يكون أميراً للمؤمنين، يطبق عليهم شرع رب العالمين، في دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، ويوجه الجيوش وأسلحتها الفتاكة إلى الجبهات الصحيحة، فتحرر الأرض المباركة فلسطين والأقصى، وكشمير وجنوب السودان وباقي بلاد المسلمين المحتلة، ويكون محرماً على تلك الأسلحة أن ترفع في وجوه المسلمين تحت أي ظرف من الظروف، ونحن على يقين أن هذه الجيوش وأسلحتها هي من الأمة وللأمة وقريباً بإذن الله سوف تكسر قيدها وسنستردها وتعود إلى عملها الأصيل ﴿وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً﴾ وما ذلك على الله بعزيز.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رولا إبراهيم – بلاد الشام