الجولة الإخبارية – 31-3-2011
العناوين:
• أمريكا وبريطانيا تُقرِّران مستقبل اليمن
• أوروبا ممثلة بدولها الرئيسية تُنافس أمريكا بشدة في الشرق الأوسط
• وزير الحرب الأمريكي يخوِّف كيان يهود من الثورات العربية
• غنى ليبيا الفاحش مصدر للتهافت الدولي عليها
التفاصيل:
تناقلت الأنباء خبر المفاوضات السرية التي جرت في مقر السفارة الأمريكية بصنعاء وفي منزل نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي بصنعاء العاصمة اليمنية بين الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وبين أخيه غير الشقيق اللواء الركن علي محسن الأحمر وقادة آخرين من الأحزاب المعارضة تحت رعاية أمريكا وبريطانيا.
وقالت صحيفة القدس العربي: “إن الرئيس علي عبد الله صالح وافق مبدئياً على التنحي عن السلطة في غضون أيام مقابل تسليم السلطة لمجلس رئاسي مدني، ورفض قطعياً تسليمها لمجلس عسكري”، وقالت الصحيفة نقلاً عن مصادر مطلعة: “إن المفاوضات حقَّقت تقدماً كبيراً في الوصول إلى نتائج إيجابية نحو إقناع صالح بالتنحي عن السلطة خلال أيام، والمؤشرات تتجه بقوة نحو استكمال إجراءات التنفيذ لهذا الاتفاق”.
ويبدو أن انضمام اللواء علي محسن الأحمر الأخ غير الشقيق للرئيس وقائد المنطقة الشمالية الغربية والفرقة الأولى المدرعة المعنية بحماية العاصمة صنعاء إلى صفوف الثورة بالإضافة إلى انضمام عسكريين آخرين هو العامل الحاسم الذي أرغم صالح على القبول مبدئياً بفكرة التنحي عن سدة الحكم وجعله يبحث عن مخرج آمن، ويتوجه إلى الأمريكيين لمساعدته في تحقيق ذلك بعد أن خذله أسياده البريطانيون.
وتحاول أمريكا تأخير عملية الإطاحة بالرئيس اليمني بحجة تزايد المخاوف من سيطرة القاعدة على اليمن، فقد أعرب روبرت غيبس وزير الحرب الأمريكي وقوف أمريكا مع الرئيس علي عبد الله صالح لمكافحته للإرهاب، فقال في مقابلة مع شبكة التلفزيون الأمريكية (إي بي سي): “أعتقد أن هناك قلقاً حقيقياً لأن النشاط الأعظم الآن يأتي من فرع القاعدة في اليمن الأكثر هجومية”، وأضاف: “لدينا الكثير من التعاون في مجال مكافحة الإرهاب مع الرئيس صالح وقوات الأمن اليمنية”، وحذَّر من أنه: “إذا ما انهارت تلك الحكومة أو جرى استبدالها بحكومة أكثر ضعفاً فإنني أعتقد أننا سنواجه بعض التحديات الإضافية سيكون مصدرها اليمن، ليس هناك من شك حول هذا الأمر إنها مشكلة حقيقية”.
وهكذا تتصارع أمريكا وبريطانيا على اليمن فتريد الأولى إطالة عمر نظام علي عبد الله صالح لوجود نفوذ لديها عنده، وتريد الثانية إسقاط نظامه في أسرع وقت ممكن من أجل استمرار تحكمها بمفردها في اليمن دون وجود أي نفوذ لغيرها فيه.
——–
لم تكتف أوروبا بمقارعة أمريكا سياسياً في الدول العربية التي تجتاحها الثورات الشعبية بل إنها تنشط أيضاً في منافسة أمريكا في القضية المركزية للشرق الأوسط وهي القضية الفلسطينية، مستغلة بذلك الفراغ الناشئ عن جمود المفاوضات بين السلطة الفلسطينية ودولة يهود، وفشل أمريكا في الضغط على زعماء كيان يهود لحملهم على وقف الاستيطان.
فقد نقلت شبكة (محيط الإخبارية) عن مصادر دبلوماسية في مقر الأمم المتحدة في نيويورك: “أن بريطانيا وفرنسا وألمانيا تحث الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي على بلورة الخطوط العريضة للتسوية النهائية بين إسرائيل والفلسطينيين بما في ذلك إقامة دولة فلسطينية مستقلة”.
وأوردت الإذاعة (الإسرائيلية) أن الدول الثلاث ترغب في قيام السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون والاتحاد الأوروبي بعرض صيغة لهذه التسوية في اجتماع اللجنة الرباعية الدولية المقرر في منتصف الشهر المقبل من أجل استئناف المفاوضات بين الجانبين (الإسرائيلي) والفلسطيني.
وذكرت وكالة الأسوشيتد برس: “إن الدول الثلاث قرَّرت إطلاق هذه المبادرة بعد فشل الولايات المتحدة في مساعيها للتوصل إلى تسوية للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي”.
——–
في زيارته الأسبوع الماضي لكيان يهود وجَّه وزير الحرب الأمريكي روبرت غيبس عبارات سياسية قاسية لدولة يهود فقال: “إن إسرائيل لا تدرك بعد حقيقة ما يجري في العالم العربي”، وحذَّر زعماء يهود من حركة الشعوب العربية فقال: “إن الشعوب العربية بدأت تفقد صبرها من الاستمرار في الصراع”، وبيَّن موقف الثوار في البلدان العربية بأنه غير معني الآن بالصراع لكنه سيتغير في المستقبل فقال: “إن المطالبين بالتغيير في الدول العربية لا يضعون قضية فلسطين على رأس أجندتهم، ولكنهم يحملون موقفاً واضحاً أنه يجب وضع حد للجمود في هذه القضية”.
وشرح غيبس الفرق بين النظرة الأمريكية بعيدة المدى والنظرة (الإسرائيلية) الضيقة للثورات العربية فقال: “الإسرائيليون قلقون جداً من التغييرات التي تشهدها المنطقة بينما إدارتنا ترى الأمور بشكل مختلف بعض الشيء”.
وكان الرئيس الأمريكي قد ضغط على (إسرائيل) لعدم قيامها بتفجير المنطقة رداً على الصواريخ التي تطلق عليها وعلى العمليات التي تعرضت لها مؤخراً، ففي مكالمة تليفونية مهمة تحدث أوباما إلى رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو بأن: “تستمر إسرائيل في ضبط النفس وعدم تدهور الأمور إلى الحرب”.
فأمريكا إذاً معنية بعدم توتير الأجواء في فلسطين لأن ما يجري من ثورات حولها أكبر بكثير في هذه الأوقات بالنسبة لأمريكا من زيادة التعقيدات على القضية الفلسطينية المعقدة أصلاً.
———
ليس غريباً أن الدول الأوروبية وأمريكا هبَّت فَزِعَةً و”فارعة دارعة” إلى ليبيا بمجرد وقوع الثورة على نظام القذافي، وأرسلت إليها الطائرات والسفن وحشدت كل ما تملك من قوى اقتصادية وسياسية ودبلوماسية في فترة زمنية قياسية. فعقدت المؤتمرات وأجرت الاتصالات وعقدت الصفقات من أجل ليبيا أو بمعنى أدق من أجل ثروات ليبيا.
فليبيا ليست مجرد دولة صحراوية عادية، وإنما هي دولة تعوم على بحيرة عظيمة من النفط والثروات حيث يبلغ احتياطها النفطي أكثر من أربعين مليار برميل، وتُصنَّف بوصفها تاسع أغنى دولة نفطية في العالم.
وعلاوة على غناها النفطي هذا فإن مصرفها المركزي يمتلك أكثر من 110 مليار دولار، أما صندوقها السيادي فيحوي على سبعين مليار دولار جاهزة للاستثمار الفوري.
وليبيا تزود أوروبا بمختلف دولها بأكثر من 10% من نفطها، فيما تصل قيمة التجارة البينية بينها وبين الدول الأوروبية 37 مليار دولار، بينما لا تتعدى تجارتها مع أمريكا مبلغ 2,6 مليار دولار.
أما الاستثمارات الليبية في أوروبا فيسيل لها لعاب الدول الأوروبية وتستأثر بريطانيا بنصيب الأسد منها حيث قال مسؤولو سلطة الاستثمار الليبية العام الماضي: “إن السلطة قد رصدت ثمانية مليارات دولار لتستثمرها في بريطانيا”. وهذا ما يفسر سبب الاهتمام المفاجئ والمبالغ فيه لبريطانيا وأوروبا وأمريكا بليبيا.