هاناو: المجرمون الحقيقيون
(مترجم)
الخبر:
هجوم إرهابي في مدينة هاناو الألمانية.
التعليق:
ترتبط المفاهيم المعاصرة للسلام والتهديد في الغرب ارتباطاً وثيقاً بإظهار الإسلام في مجتمعاتهم وفي الخارج. ونتيجة لذلك، فإن كل قضية تقريباً تتعلق بالإسلام والمسلمين يتم التعامل معها مع هاجس الوسواس، لدرجة أنه في هذه العملية، يتم هدم قيمهم الليبرالية وحرياتهم الدستورية، التي يعتبرونها قيمة جداً، دون أن يرف لهم جفن.
أثرت المطاردة ضد الإسلام، على أجزاء كبيرة من عامة الناس. كما بدأوا ينظرون إلى الإسلام على أنه تهديد لقيمهم وتقاليدهم وطريقة حياتهم وأصبحوا متقبلين للمشاعر الوطنية والقومية الضيقة من أجل مواجهته. وفي جميع الدول الأوروبية تقريباً، أصبح الخطاب المناهض للإسلام من جميع الأحزاب السياسية تقريباً بغض النظر عن كونها يسارية أو يمينية، هو المعيار المشترك المقبول.
في مثل هذا الجو المسموم من المتوقع العنف ضد المسلمين، وعلاوة على ذلك إنها مجرد مسألة وقت. في الأسبوع الماضي قتل عشرة أشخاص أبرياء في ألمانيا (هاناو) معظمهم من المسلمين، برصاص إرهابي يدعى توبياس راثجين كانت لديه أفكار عنصرية ونازية. وقبل يومين قُبض على 12 رجلا في ألمانيا كانوا يخططون لشن هجمات باستخدام أسلحة نصف آلية على المصلين المسلمين خلال الصلاة في 10 ولايات ألمانية بوحي من الإرهابي الذي قتل 51 مصليا مسلما في نيوزيلندا العام الماضي. وكان هدفهم الاستثنائي هو قتل المسلمين بأسلوب “الكوماندوز”.
بسبب الدعاية المتسقة المعادية للإسلام وأعراف المشاعر الوطنية والقومية التي يُفترض أنها تتعرض للهجوم، فإن الغرب يحيي وحشاً كلف ملايين الأرواح في أوروبا، ولا حتى قبل قرن من الزمان. وعدم إدراك أن عصا الوطنية والقومية التي ضربوا المسلمين بها سوف تنقلب ضدهم. في تشرين الأول/أكتوبر 2019، هاجم متطرف يميني كنيسا يهوديا، مما أسفر عن مقتل شخصين. وفي العام نفسه، قُتل السياسي الألماني في الاتحاد الديمقراطي المسيحي والتر لوبكه على يد متطرف يميني. وفي حزيران/يونيو 2019، تم اعتقال ثلاثين عضواً في جماعة نوردكروز الإرهابية النازية الجديدة، معظمهم من دوائر الشرطة والجيش. وكان أحدهم عضوا نشطا في لجنة التحقيق الخاصة، وهي وحدة شرطة خاصة تابعة لإدارة التحقيقات الجنائية. وكان جميع الأعضاء مسلحين مدربين وأتيحت له إمكانية الحصول على الأسلحة وعشرات الآلاف من الذخائر. كانوا يعدون للعديد من الهجمات على السياسيين اليساريين والمؤيدين للاجئين وأشخاص بارزين.
ومع ذلك، فإن الخطر الحقيقي ليس هو التطرف اليميني، بل الديمقراطية الليبرالية الرائدة التي تخلق الأساس لهذا التطرف والعنف. لذا يجب البحث عن الخطر والتهديد الحقيقيين في مبدئهم الفاشل الذي لا يستطيع حتى التعامل مع معتنقيه، ناهيك عن التعامل مع من لديه نظرة مختلفة عنهم. بخلاف الإسلام القادر على ضم واحتضان جموع الإنسانية في مجتمعه دون قهرهم وضمان السعادة لهم في هذه الدنيا والراحة في الآخرة ﴿لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أوكاي بالا
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في هولندا