Take a fresh look at your lifestyle.

هي حرب شعواء ضد الإسلام والمسلمين

 

 

 

هي حرب شعواء ضد الإسلام والمسلمين

 

الخبر:

تشهد العاصمة الهندية دلهي في الآونة الأخيرة أسوأ موجة عنف لها منذ عقود، سقط ضحيتها 34 قتيلا على الأقل حتى الآن. واشتعلت شرارة المصادمات بين متظاهرين مؤيدين وآخرين معارضين لقانون جديد يسمح بتجنيس غير المسلمين من بنغلادش وباكستان وأفغانستان الذين دخلوا الهند بشكل غير قانوني. وخلال الحوادث هاجمت مجموعات مسلحة هندوسية مواقع وأشخاصاً مسلمين وأحرقوا العديد من المساجد في المنطقة. ورفع علم هندوسي على مآذن أحد المساجد التي تعرضت للتخريب.

وذكرت وكالات الأنباء أن إحدى ضحايا العنف اليوم الخميس كانت امرأة تبلغ من العمر 85 عاما كانت محاصرة في الطابق الثالث من منزل أسرتها بعد أن أضرمت مجموعة من المتطرفين الهندوس النار فيه. وصبي في الرابعة عشر من عمره أصيب بطلق ناري ومنعت الشرطة سيارة الإسعاف من الوصول إليه.

التعليق:

بعد سيطرة الاستعمار البريطاني على أغلب ربوع الهند في القرن التاسع عشر الميلادي، وبناء على سياسته الاستعمارية المعهودة “فرّق تسد”، بدأ يمارس ضغوطه على المسلمين، وشرع بتحريض الهندوس ضدهم، وإشعال الصراعات الطائفية بوجه عام بين الهندوس والمسلمين والنصارى والسيخ والبوذيين. والإنجليز هم الذين أدخلوا مصطلح كراهية الإسلام وحذروا من قيام كيانات إسلامية تتمتع بالحكم الذاتي في أرجاء الهند كدولة علمانية. ومع نهاية الاحتلال البريطاني انقسمت الهند عام 1947م إلى دولتين هما الهند وباكستان التي كانت تضم آنذاك بنغلادش، ونتيجة لذلك التقسيم ظهرت على مسرح الأحداث السياسية مشكلة إقليم جامو وكشمير المتنازع عليه بين الهند وباكستان. وقد مارست الهند الاضطهاد ضد المسلمين في كشمير، حيث عاثت فيهم قتلا وذبحا وترويعا وتهجيرا في حملة تطهير عرقية دموية.

وفي الهند ظهرت النزاعات بين الهندوس والمسلمين أكثر من مرة والتي كان من أعنفها أحداث آسام عام 1984 التي أسفرت عن مجازر راح ضحيتها آلاف المسلمين، وأحداث هدم المسجد البابري في 6 كانون الأول 1992م حيث وقعت اشتباكات بين المسلمين وأعضاء حزب شيوسينا الهندوسي المتعصب سقط فيها الآلاف من كلا الجانبين.. وها هو الآن يتجدد مع قانون التجنيس العنصري ضد المسلمين والذي أسفر عن مظاهرات حاشدة، قابلها الهندوس – وعلى رأسهم بهاراتيا جاناتا الذي هو حزب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي – بهجوم وأعمال عنف وحرق في أحياء المسلمين، وقامت الشرطة التي كانت لديها أوامر بعدم التعرض للهندوس الغاضبين بمساندتهم وأطلقت النار على المسلمين وكذلك الغاز المسيل للدموع في هجمات من الواضح أنه تم التخطيط لها مسبقا. فالقوميون الهندوس يخشون انتشار الثورة ضد قانون الجنسية، وهم يريدون أن يوجهوا رسالة مفادها “نحن الهندوس نمثل الغالبية وندير هذا البلد. أنتم الأقلية، يجب أن تصمتوا وتقبلوا ما نقرره”!! أي أنهم نشروا رسالة مفادها أن المسلمين قد “وُضعوا عند حدهم” وهي عبارة يكررها أنصار رئيس الوزراء مودي الذي لم يعرب أبدا عن أسفه لوقوع مثل هذه المذابح تحت مسؤوليته. مما يؤكد أنها حرب على الإسلام والمسلمين.

والمصيبة الكبرى أن العالم الإسلامي والدولي يقف متفرجا على كل تلك المذابح والاضطهاد الممارس ضد المسلمين، وكأنهم لا تعنيهم تلك الدماء الزكية التي تُسفك فقط لأنها لأناس مسلمين يقولون ربنا الله… وما يحصل يؤكد حاجة المسلمين الملحّة في كل مكان إلى كيان قوي يرعاهم… إلى دولة تلم شعثهم وتحميهم، وهي دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي ستقتص من كل من يتطاول على الإسلام والمسلمين. ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾.

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مسلمة الشامي (أم صهيب)

 

2020_02_29_TLK_1_OK.pdf