الوقوف مع روسيا قاتلة مسلمي سوريا والجيش التركي
هو ذلة وخيانة للدماء الزكية
الخبر:
سيقوم رئيس تركيا أردوغان في موسكو بعقد “قمة إدلب” مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الخامس من آذار/مارس. إن الطلب الرئيسي لأنقرة في المحادثات سيكون انسحاب قوات النظام إلى الحدود المتفق عليها حسب اتفاقية سوتشي ووقف إطلاق النار.
التعليق:
يبدو أن القمة التي ستجمع بين أردوغان وبوتين في موسكو في الخامس من الشهر الجاري ستتناول الخيانة المتعلقة بإدلب وستحدد مصير الثورة.
قبيل بدء المحادثات بدأت تركيا بعملية عسكرية تحت اسم درع الربيع للتظاهر على أنها توقف النظام عند حده وتجبره على التراجع إلى نقاط التماس. لقد سمحت أمريكا لتركيا القيام بضربات جوية في سوريا الغرض منها هو تهدئة الأجواء في تركيا بعد مقتل الجنود الأتراك وإنقاذ سمعة أردوغان التي تدهورت على مستوى المعارضة والشعب السوري وإلزام المعارضة بالأمر الواقع الحالي وبعبارة أدق العمل على توقيع اتفاقية سوتشي جديدة شريطة أن لا يؤدي كل ذلك إلى سقوط النظام في دمشق أو إضعافه. إذ إن القاصي والداني يعلم أن الضربات الجوية لا تحقق أهدافها إذا لم يتبعها تقدم القوات البرية. لهذا السبب فإن ما قاله أردوغان لروسيا: بـ”أن تنسحب من بيننا وبينهم، ودعونا نحن والنظام وجها لوجه” هو من قبيل الضحك على الذقون. فالدولة التي تسعى للحرب فعلا لا تطلب من الوسيط أن ينسحب بل تدخلها عنوة وتنقض على خصمها خصوصا إذا كان هذا الخصم قاتلا للمسلمين. إن تصرف أردوغان هذا يشبه من لا يريد التشاجر مع خصمه فيقول لمن حوله “دعوني ولا تمسكوا بي”!
تُرى أين كان أردوغان قبل أن تسمح أمريكا لروسيا أن تتدخل في سوريا في عام 2015؟ ألم يكن في حينها وجها لوجه مع النظام المجرم والقاتل للمسلمين؟ فلما لم يكن بينك وبين النظام أي حائل كنت في حينها كالدمية يوجهها من يمسك بخيوطها حيث شاء، أما لما أصبح بينك وبينه حائل قمت ترجوه أن يخلي بينك وبين خصمك! أتظن أن الطفل الصغير ينخدع بألاعيبك هذه؟
لنتجاوز عن كل ذلك، لكن أليس الحرص الشديد لإجراء محادثات مع النظام الروسي الغاشم والقاتل للمسلمين بل والإصرار على تقديم طلب للمحادثات معه على الرغم من رده لهذه الطلبات عدة مرات هو ذل وخيانة لدماء الجنود الأتراك الذين قتلوا على يد الدب الروسي؟ ألم يتعظ أردوغان من فرمان (مرسوم) “الجهاد الأكبر” الذي أعلنه أجداده ضد روسيا بينما هو الآن يلهو بالتباهي بالتاريخ العثماني؟ يقول الخليفة محمد رشاد في مرسومه: “أيها المؤمنون! إن موسكو هي ألد أعداء الإنسانية منذ أمد بعيد… ولكي ندفعها من مواطن الشهداء في بيت المقدس والنجف وكربلاء وسائر مواطن الأولياء والشهداء ولكي نمنعها من تمرير دسائسها المليئة بالحقد فإن قتال هؤلاء المارقين هو حق وإني أدعو كل المسلمين أن يقاتلوها”.
يتبين مما سبق أن الخليفة العثماني (الرجل المريض) بدلا من أن يستجدي النظام الروسي بأن يخلي بينه وبين خصمه كان دعا المسلمين إلى الجهاد الأكبر. ولم يخاطب بوتين الروسي قائلا له صاحبي بل اعتبر أن موسكو عدوا لدودا للإنسانية. تُرى هل يستطيع أردوغان فعل ذلك؟ هيهات، إنه يقول ما لا يمكن تصديقه!
إن أردوغان يجري حروبا ضد القوى الإقليمية في كل من سوريا وليبيا لحماية المصالح الأمريكية بموجب النظرية التي استحدثها هنري كيسنجر أحد أهم المنظّرين السياسيين الأمريكان للسياسة الخارجية بعد أحداث الحادي عشر من أيلول، إن أردوغان لا يهمه إلا تحقيق مصالح أسياده حتى لو كان ذلك على حساب قتل المسلمين، فهو يغتال آمالهم وأحلامهم حتى ولو أدى ذلك إلى موتهم وهم أحياء أو غرقهم في البحار أو الانتظار على الحدود بشكل مأساوي. ما يهمه في ذلك كله هو أن يرضى عنه سيده ليس إلا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أرجان تكين باش