المؤمن الفطن هو الذي لا يُلدغ من جُحر الأعداء مرتين
(مترجم)
الخبر:
في 4 آذار/مارس 2020، أعلن الجيش الأمريكي أنه شنّ غارةً جويةً ضد قوات طالبان، بعد أيام قليلة من توقيع اتفاق السلام التاريخي مع الجماعة المسلحة. وقال ممثل الجيش الأمريكي، العقيد سوني ليغيت، في تغريدة على تويتر، إنها كانت “ضربة دفاعية” لمواجهة هجوم على القوات الحكومية في أفغانستان. وكانت هذه أول ضربة أمريكية لقوات طالبان منذ 11 يوماً. حيث اتفق الطرفان على الحد من العنف في الفترة التي سبقت توقيع اتفاق السلام في نهاية الأسبوع الماضي. (DW)
التعليق:
لم تكن الولايات المتحدة أبداً شريكاً يمكن الوثوق به. فهي عهد ترامب، انسحبت من الاتفاق النووي مع إيران، رغم المعارضة الشديدة من الاتحاد الأوروبي والصين وروسيا للحفاظ على الاتفاق. يعتبر الاتفاق الذي اتفق عليه أوباما على نطاق واسع أفضل وسيلة لكبح جماح طموح إيران النووي. ومع ذلك، يريد ترامب ربط سلوك إيران الإقليمي وبرنامجها النووي في صفقة واحدة. إنّ المستفيد الرئيسي هو دولة يهود وليس أمريكا.
كما انسحبت الولايات المتحدة من معاهدة القوات النووية متوسطة المدى مع روسيا بحجة أن موسكو قوضت المعاهدة. والسبب الرئيسي وراء انسحاب أمريكا هو إنتاج جيل جديد من الأسلحة النووية الذكية لمواجهة الهيمنة العسكرية للصين.
أمّا بخصوص مستقبل كوكب الأرض، فقد خالفت أمريكا عقوداً من المواقف المؤيدة للمناخ من خلال التراجع عن اتفاقية باريس. حيث يعتقد ترامب أن تغير المناخ هو مجرد خدعة، والطقس الذي لا يمكن التنبؤ به والذي يكتنفه هو بدعة عابرة.
وكما هو متوقع، انتهكت الولايات المتحدة اتفاقها مع طالبان، ويتكهن الكثير من المراقبين بأن الاتفاقية لن تستمر، وستبقى القوات الأمريكية في البلاد بعد عام 2021.
في ضوء ما سبق، يتعين على المرء أن يسأل: ما الذي أجبر طالبان على إبرام صفقة مع دولة لها تاريخ طويل في نكث الاتفاقيات؟ على وجه الخصوص، طالبان كانت هي الطرف الأقوى في المعادلة ولطالما سببت الجراح للأمريكيين. يقول الله تعالى: ﴿فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ﴾.
يبدو أن القيادة الباكستانية هي الشريك الأقوى لطالبان، حيث إنها أجبرت الحركة على قبول شروط مهينة ودعم حملة ترامب الانتخابية المتعثرة. يدّعي خان علناً أنه بطل الإسلام، ولكن فعلياً، خدع عمران خان طالبان وضحى بانتصاراتهم في ساحة المعركة مقابل مجد ترامب الانتخابي. يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ﴾.
يمكن لأي باكستاني عادي أن يرى أن أمريكا هي عدو يطعن في الباكستان من الخلف، وأنها على وشك تلقي هزيمة كارثية في أفغانستان. ومع ذلك، تجاهلت القيادة المدنية والعسكرية الباكستانية هذه الحقيقة وقررت إمداد أمريكا بشريان الحياة.
لن يجد مسلمو أفغانستان وباكستان السلام أبداً، طالما أنهم صامتون أمام القادة الذين يخونون الله ورسوله صراحةً. الحل الوحيد لهذا المأزق هو إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد المجيد بهاتي