لم نكن مُهملين ولا لاجئين في ظلّ دولة الخلافة
(مترجم)
الخبر:
قبل 99 عاماً، تُركت الأمة دون حماية عندما هُدمت الخلافة، الخلافة التي هي النظام السياسي والديني للمسلمين. ومنذ ذلك الحين، لم يتمكن المسلمون من العودة لوحدتهم مرةً أخرى بسبب هيمنة القوى الرأسمالية.
التعليق:
أُجبر المسلمون الذين يعيشون في سوريا على مهاجرة منازلهم وأراضيهم، هذا ما أدت إليه تسع سنوات من المذابح في بلادهم. وتمّ تعريض العديد من إخواننا وأخواتنا السوريين إلى مصاعب عبر الحدود وأثناء الهجرة. الفرار من اضطهاد إلى آخر والغرق في مياه البحر أثناء محاولتهم الهرب من القنابل… هذا بالضبط ما قُصد بالمثل القائل “الخروج من المقلاة إلى النار”.
بعد مقتل ستة وثلاثين جندياً تركياً في إدلب، فتحت تركيا معابرها الحدودية للسماح للاجئين بعبور الحدود إلى الدول الأوروبية. فتوجّه مئات الآلاف إلى المعابر الحدودية وحاولوا العبور إلى الدول الأوروبية رغم كل الصعوبات والمخاطر العظيمة التي صاحبتها. تركيا، التي تفكر وتتبع سياسات مختلفة فيما يتعلق بالدول الأوروبية في سياستها تجاه سوريا، استغلّت قضية اللاجئين ضد أوروبا في كل اتجاه واستخدمتها كحجة للابتزاز. على الرغم من أنهم يعرفون عدم تساهل الغرب وموقفهم الهمجي تجاه اللاجئين، إلاّ أنه لا يوجد تفسير كيف سمحت السلطات التركية للاجئين بعبور الحدود.
هذا يكشف انعدام الرحمة والإنسانية. يتخذ العالم بأسره، لا سيما الغرب، موقفاً سياسياً عدائيا وقاسيا ضد موجة الهجرة التي تسببها المجازر والفظائع التي ترتكبها السياسة الأمريكية في سوريا. أثناء بحث السوريين عن الحصول على المساعدة، يواجه المسلمون، الذين يتعرضون للاضطهاد الوحشي على يد المتآمرين المحليين والذين يجبرون على الهجرة صعوبات كبيرة، شكل آخر من أشكال الاضطهاد أثناء الهجرة. باختصار، ليست هذا حال اللاجئين فقط، بل إنّ المسلمين في جميع أنحاء العالم يعاملون بالتعذيب والاضطهاد الممنهج غير المسبوق في التاريخ.
ألم تخش الله عندما استخدمت المهاجرين، الذين كانوا يتوقون لمن يناصرهم، فاستخدمتهم لابتزاز الدول الأوروبية؟ أولاً، تفتح الطريق للمسلمين، الذي من المفروض أن تكون أنت مسؤولاً عنهم، وبعد ذلك تُصدر دعوة للعدالة والرحمة من العدو الذي يضطهد المسلمين؟! لا يمكن تفسير ذلك إلاّ أنك وبكل تأكيد تستهين بحياة المسلمين.
هل تعلم أنك سلّمت المسلمين إلى جزّارهم، بدلاً من حمايتهم؟
والسؤال هو: هل سيكون هذا هو الحال لو كانت هناك دولة خلافة تحمي القيم الإسلامية؟ هل سيُدان إخواننا اللاجئون تحت رحمة المضطهدين؟ هل سيُجبرون على مغادرة بيوتهم؟ لو كنا نعيش في ظل دولة الخلافة التي تعتبر دماء وحياة وشرف المسلمين أكثر أهميةً من أي شيء آخر، هل سيكون أبناء الأمة الإسلامية عرضةً للابتزاز؟
باختصار، هل سيكون المسلمون مهملين وغير محميين؟ كما قال النبي e في حديثه. هل سيكون لدى الكفار الاستعماريين الشجاعة لاضطهاد المسلمين لو كان وراءهم الدرع الواقي؟ لو كان لدينا الخلفاء الذين يسعون إلى نيل الكرامة في ظل أحكام خالقهم وليس في أحضان الأعداء الكافرين، فهل سيستخدم الكفار بلادنا كحديقتهم الخلفية؟
أبدا! لو كان هناك خليفة للمسلمين، فلن يحدث أي من هذا. في 3 آذار/مارس 1924م، هُدمت الخلافة على يد وجهود المتآمرين. لم يقتصر الأمر على الخلافة التي خسرناها في 3 آذار/مارس 1924م. فبهدم الخلافة فقدنا بلادنا وثرواتنا وقوتنا ووحدتنا. من ذلك اليوم فصاعداً، كمسلمين، فهمنا ما يعنيه الإهمال. لقد رأينا ما يعنيه عدم القدرة على دعم قيمنا. عانينا الآلام والدموع والقسوة. حتى ذلك اليوم، لم يكن المسلمون أبداً لاجئين في أراضيهم، حيث امتدت من إندونيسيا إلى المغرب. باختصار، إن المعاناة والدموع والفظائع والاحتلال الذي عانى منه المسلمون في السنوات الـ99 الماضية بدون الخلافة لا تُعد ولا تحصى. إن الحل الوحيد والجذري لجميع المشكلات التي نواجهها هو إقامة الخلافة الراشدة، التي ستأخذ بيعة المسلمين للحُكم وفقاً لكتاب الله وسنة رسوله، وستوحّد البلاد الإسلامية تحت ظل راية لا إله إلا الله وسترعى المسلمين وتقيهم.
قال رسول الله e: «إِنَّمَا الإمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ» (رواه البخاري ومسلم)
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله إمام أوغلو
#أقيموا_الخلافة
#ReturnTheKhilafah
#YenidenHilafet