الجولة الإخبارية 6/4/2011م
العناوين:
- خطورة دور أجهزة الاستخبارات البريطانية والأمريكية في أحداث ليبيا
- مواقف السلطة الحاكمة في مصر تتسم بالعدوانية إزاء الإسلام
- حلف شمال الأطلسي يخذل ثورة ليبيا
التفاصيل:
تقول صحيفة الغارديان البريطانية: “يُشارك جهاز الاستخبارات البريطانية (MI6) بدور كبير في استجواب كبار الشخصيات الليبية وتشجيع المزيد منهم على الفرار والانشقاق عن نظام الزعيم معمر القذافي”، وتضيف: “وتلعب المخابرات السرية البريطانية دوراً مؤثراً في الأزمة الليبية الراهنة نظراً لمعرفتها الوثيقة خلال السنوات القليلة الماضية باللاعبين الأساسيين في المشهد الليبي”.
ولا تلعب أجهزة الاستخبارات البريطانية دوراً مركزياً في ليبيا وحدها بل إن أجهزة الاستخبارات الأمريكية تشاركها لعب هذا الدور. تقول الغارديان: “فجهاز المخابرات البريطانية MI6 إلى جانب وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA) قادا مفاوضات لندن أواخر 2003م شارك فيها من الجانب الليبي موسى كوسا والتي تخلص القذافي بموجبها من أسلحة الدمار الشامل… وحافظ الجهاز التجسسي البريطاني على علاقته الوطيدة بكوسا الذي قدَّم كذلك معلومات بشأن وجود تنظيم القاعدة في شمال أفريقيا”.
وأكدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية مشاركة أجهزة الاستخبارات الأمريكية وتعاونها مع أجهزة الاستخبارات البريطانية في ليبيا فقالت: “إن عناصر من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) تعمل حالياً في ليبيا بالتعاون مع قوات خاصة بريطانية على جمع معلومات عن تأثيرات الضربات العسكرية على قوات العقيد معمر القذافي”.
إن حرية العمل المتاحة للمخابرات البريطانية بشكل خاص في ليبيا سهّل عمل الدبلوماسية البريطانية في أحداث اختراق سياسي خطير في النخب السياسية الحاكمة والمعارضة في ليبيا على حدٍ سواء وقد صرَّح وزير الخارجية البريطاني وليام هيج نهاية الأسبوع الماضي بأن: “دبلوماسية بريطانية قد اجتمع بالفعل مع زعماء المتمردين في مدينة بنغازي الليبية في وقت سابق من هذا الأسبوع” وتزامن هذا الاجتماع مع إعلان أمريكا وفرنسا بأنهما أرسلتا مبعوثين إلى بنغازي للاجتماع مع الإدارة المؤقتة للثوار.
وفتحت المخابرات البريطانية أيضاً المجال لعمل قوات خاصة بريطانية تقوم بأنشطة عسكرية لتوجيه الضربات الجوية للقوات الدولية وذلك وفقاً لتقارير أمريكية وإن كانت المصادر البريطانية العسكرية قد نفت تلك التقارير.
إن تعاون الثوار مع أجهزة الاستخبارات البريطانية والأمريكية يؤدي بشكل جازم إلى سقوط النظام السياسي المراد إيجاده في ليبيا على أنقاض نظام القذافي في أحضان الاستعمار البريطاني والأمريكي وهو ما يعني أن الثورة في ليبيا قد حافظت على تبعية الدولة للاستعمار ولم تفعل شيئاً سوى تغيير الوجوه.
——–
إذا كانت الثورة التي علَّق الشعب عليها آماله تعكس وجهة نظر أهل مصر وتتمثل بالسلطة الحاكمة بشقيها العسكري والسياسي فبئست هذه الثورة، فلقد تفوه قادة سياسيون وعسكريون كبار في مصر ما بعد مبارك لألفاظ نابية ومعادية لكل ما هو إسلامي.
فابتداء بنائب رئيس الوزراء يحيى الجمل الذي تطاول على الذات العلية بعبارات لا تصدر إلا عن كافر زنديق حيث قال بالحرف الواحد: “ربنا لو طرحته على الاستفتاء وأخذ سبعين في المائة في الاستفتاء يحمد ربنا”.
ومروراً بتصريح أحد أقطاب مرجعيات الثوار الدكتور عبد الله الأشعل المرشح القوي للرئاسة والذي قال: “إذا كنا لا نريد دولة دينية فنحن أيضاً لا نريد دولة عسكرية”، وزعم أنه لا يوجد أحد في مصر يريد دولة دينية أو عسكرية.
وانتهاء بتصريح اللواء محمد مختار الملا مساعد وزير الدفاع المصري الذي قال: “إن المجلس الأعلى للقوات المسلحة لن يسمح لتيارات متطرفة بالسيطرة على مصر”، وأضاف مستخفاً بالحكم الإسلامي بالقول: “لن يتولى قيادة مصر خميني آخر” معرباً عن رأيه بطبيعة الدولة التي يريد قيامها في مصر بأنها: “دولة ديمقراطية وعصرية سليمة” على حد قوله.
إن هذه التصريحات المعادية للإسلام وللدولة الإسلامية التي صدرت عن أقطاب بارزين في السلطة الحالية الحاكمة في مصر مع عدم الاحتجاج عليها باستثناء الاحتجاج على قول الجمل الذي فيه تجديف واضح بالدين، إن صدور مثل هذه التصريحات يدل على أن الاتجاه الذي تسير فيه الثورة في مصر معاد للإسلام تماماً وهو ما يعني أن مصر بحاجة إلى ثورة جديدة لتصحيح مسار الثورة التي انحرفت كثيراً باتجاه اللادينية والعلمانية.
——–
بعدما ظن الثوار في ليبيا أن تدخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) لتطبيق القرار الصادر عن مجلس الأمن رقم 1973 والذي ينص على حماية المدنيين في ليبيا من هجمات قوات القذافي وفرض منطقة حظر جوي فيها، تبين للثوار أن الحلف يساعد القذافي في ارتكاب جرائمه ضد المدنيين بدلاً من حمايتهم.
فبعد أكثر من أسبوعين على تدخل القوات الدولية في ليبيا وتزعم حلف الناتو للعمليات العسكرية فوق ليبيا تفاقمت أوضاع المواطنين الليبيين وزادت معاناتهم وارتفع منسوب الهجمات التي تقودها قوات القذافي ضد المدنيين.
وقد تحدث قائد أركان جيش الثوار عبد الفتاح يونس بمرارة عن دور حلف الناتو في ليبيا فقال إن مصراطة تتعرض لأقصى أنواع الإبادة والأطفال فيها يشربون مياه المجاري ولا تفعل قوة الناتو شيئاً لإنقاذهم.
ووصف حلف الناتو بالتباطؤ الشديد في عمله من أجل حماية المدنيين التي يفترض أنها هدف رئيس لعمل الحلف.
فالمدنيون يموتون في المدن الليبية غرب ليبيا بينما يعلن حلف الناتو عن قيامه بمئات الطلعات الجوية وقصف مواقع لا يعلم عنها أحد وأنه دمَّر ربع أو ثلث قدرات الجيش التابع للقذافي بينما على الأرض يقوم هذا الجيش بذبح المدنيين.
لو كان حلف الناتو جاداً في حماية المدنيين لما استغرقه ذلك سوى أيام معدودات ولكن تلكؤ الحلف في اتخاذ القرارات والذي يرجع إلى تردد أمريكا في حسم الأمور في ليبيا هو الذي منح القذافي المزيد من القوة في ذبح الشعب الليبي.
إن الاستعانة بالأجنبي هي سبب وقوع هذه المذابح، فالأجنبي لا يريد خيراً لأهل ليبيا فهو يتآمر باستمرار ضد الشعوب التي تثور ضد طواعيتها من أجل أن يستمر نفوذه فيها.
إن على الثوار أن يعلموا أن ثمن التحالف مع الاستعمار الأطلسي باهظ ولا يأتي باي خير للثورة.
إن عليهم أن يقطعوا صلاتهم فوراً مع حلف الناتو ودوله، وعليهم أن يعتمدوا على أنفسهم في الثورة والتحرير وإن لم يفعلوا ذلك فلن يجنوا أي ثمار ولن يحققوا أي هدف وسيتمادى الأعداء في العبث في شؤون الأمة وسيزداد نفوذهم في بلادنا ولن يخرج الثوار من ثورتهم إلا بالاسم.