ترامب يعلن يوم الأحد كيوم قومي للدعاء
الخبر:
الرئيس الأمريكي ترامب يقول: “إنه لشرف عظيم لي أن أعلن أن يوم الأحد 15 آذار/مارس هو اليوم الوطني للصلاة (الدعاء). نحن بلد، طوال تاريخنا، ننظر إلى الله من أجل الحماية والقوة في أوقات كهذه. بغض النظر عن مكان وجودك، فإنني أشجعك على التوجه نحو الصلاة في فعل إيماني. معا، سوف ننتصر”. (الفيسبوك)
التعليق:
عندما أوصى بعض من المسلمين أنفسهم ومن حولهم بالتضرع إلى الله أن يكفيهم داء الكورونا والبلاء الذي عم البلاد، ما لبث دعاة العلمانية أن وجهوا سهامهم نحو الإسلام والمسلمين مستهترين بالدعاء وساخرين من توجُهِ المسلمين الصادقين إلى الله بالدعاء أن يكف البلاء عنهم وعن أهلهم وعن بلادهم وعن الناس كافة. والسؤال هنا هل سنسمع من أولئك المضبوعين بالغرب وعلمانيته مَن يقول لترامب إن دولتك علمانية، ولا يجوز لك أن توجه الناس نحو الدين وتلتزم الفصل بين الدين والدولة؟ بل هل سيجرؤ أحد منهم أن يسخر أو يستهزئ من ترامب في تغريدته هذه؟ بالتأكيد لا لن نسمع ولن يجرؤ أحد منهم على ذلك، وإن فعلوا فسيكون على استحياء أو يمكن أن يبرروا عمله بأي مبرر يجدونه لعله يدفع عنهم شيئا من فشلهم الفكري.
لقد علمنا رسول الله e أن ندعو الله ونضرع له، وأن نعد العدة ونأخذ بالأسباب في كل واقعة وحادثة ونازلة، وهذا الأمر مشهور في الإسلام لا يغيب عن بال أحد.
على أننا في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها الأمة الإسلامية بل العالم كله في ظل الرأسمالية العفنة التي جلبت على الإنسانية هذه الأوبئة نفتقد الراعي الساهر على رعاية شؤون الناس كما كان يفعل خلفاء رسول الله عليه الصلاة والسلام أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وهارون والمعتصم والفاتح وعبد الحميد… أولئك الذين فهموا وأدركوا قول رسول الله e القائل: «الإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ».
ولكن… في الذكرى التاسعة والتسعين لهدم الخلافة نبحث عن الراعي الذي يسخر كل الجهود والمقدرات والأموال ليحاصر المرض ويرعى شؤون الناس ويجهز لهم المعدات والأدوات والمستشفيات والدواء، وهو الذي يأمر بالحجر الصحي كحكم شرعي استنادا لقوله عليه الصلاة والسلام عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: «سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ e عَنْ الطَّاعُونِ فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ عَذَابٌ يَبْعَثُهُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَأَنَّ اللَّهَ جَعَلَهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ لَيْسَ مِنْ أَحَدٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ فَيَمْكُثُ فِي بَلَدِهِ صَابِراً مُحْتَسِباً يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يُصِيبُهُ إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ إِلَّا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ شَهِيدٍ» فيمتثل الناس لهذا الحجر طاعة لله وللرسول ولأولي الأمر. وهذا بحد ذاته كفيل بأن يهون على الناس ويخفف عنهم البلاء ويبعث الراحة والطمأنينة في المجتمع وليس الهلع والخوف والجشع والتسابق في الشراء وتخزين المواد الغذائية والصحية إلى درجة الاقتتال على لفافة ورق تواليت، فالمسلم الحق يؤثر على نفسه ولو كان به خصاصة.
هذه المفاهيم التي غُيِّبَت الآن عن المجتمع، وإن كانت في بعض الأفراد حاضرة، لكنها لا تُلمس في المجتمع المحاصر بالرأسمالية بقوانينه وتشريعاته واقتصاده وثقافته، هذه المفاهيم التي جاء بها الإسلام غُيِّبَت منذ أن حكمتهم الرأسمالية وصارت النفعية هي مقياسهم، ولن تعود هذه المفاهيم إلى المجتمع إلا بتحكيم شرع الله وتمكين الإسلام في المجتمع في كافة نواحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتعليمية وغيرها. وهذا لا يكون إلا بالخلافة الراشدة على منهاج النبوة. تلك الخلافة التي يعمل لإعادتها حزب التحرير منذ نشأته، يحييها في النفوس وينير بها العقول لتصبح رأيا عاما منبثقا عن وعي عام في الأمة مبني على المفاهيم الصحيحة للإسلام، ونذكِّر هنا كيف وَجَّهَ سيدنا عمرُ بن الخطاب ذلك الأعرابي الذي عكف يدعو الله أن يشفي ناقته فقال له: “هلا جعلت مع الدعاء شيئا من القطران”.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. يوسف سلامة – ألمانيا
#YenidenHilafet
#أقيموا_الخلافة
#ReturnTheKhilafah
#كورونا
#Corona
#Covid19