بانياس الجولان تنتظر التحرير وبانياس الساحل تتعرض للتدمير
الحمد لله والصلاة والسلام على سيد المرسلين وبعد،
لقد انقلبت الموازين واختلطت المفاهيم حتى اصبح الحليم حيرانا في عصر هؤلاء الحكام الطواغيت، فقد قلبوا الحق باطلا والباطل حقا، وجعلوا الخائن امينا والامين خائنا، حقا انه زمن الحكام الرويبضات الذين وصفهم النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بانهم تافهون يتكلمون بامر العامة .
ففي شمال هضبة الجولان وعلى بعد كيلومترات من الحدود السورية تقع بلدة بانياس، تلك البلدة التى يزيد عمرها عن الفي عام، الى ان دمرتها آلة الدمار الاسرائيلية في عام 67 فهدمت كل ما فيها من مبان الى ان ساوتها بسطح الارض، وما زالت الى هذا اليوم مإذنتها تشهد بغياب صيحات الله اكبر .
ومما يجدر ذكره في هذا السياق ان بانياس الجولان يخرج منها نهر مياه عذبة، ليكون منبعا مهما من منابع نهر الاردن الذي يصب في بحيرة طبريا، تلك البحيرة التي يستغلها كيان يهود المجرم ويستولي على كافة مياهها الى أن وصل به الامر لاحتلال منابع نهر الاردن في الجولان المحتل، ليضمن بذلك تدفق المياه لمزارع يهود في ارض فلسطين الطاهرة.
وقد قام كيان يهود المجرم بتهجير اهل بانياس عام 67 بعد ان دمر بلدتهم كما غيرها من بلدات الجولان المحتل والتي بلغ عددها 145 قرية مدمرة، لم يستطع اهل تلك البلدات من ان يفعلوا اي امر سوى الهروب من وجه آلة الدمار والالتحاق باهلهم وذويهم في سوريا، حاملين معهم مفاتيح بيوتهم ومزارعهم، آملين بتحرير بلداتهم وطرد المغتصب اليهودي منها، غير مدركين لحقيقة النظام السوري المتخفي خلف شعارات التوازن الاستراتيجي، والممانعة، والمقاومة، ودول الطوق، وكافة المصطلحات الكاذبة التى لا تمت للحقيقة بصلة .
وها هو عهد التحرير قد أظل، فاصدر القصر الجمهوري الحاكم في دمشق امرا بتجهيز الدبابات والمدرعات، واستقدام الجند والعسكر، واستنفار القوى الامنية الى اعلى مستوى امني مطلوب، فبانياس تنتظر، وبالرغم من مرور ما يزيد عن اربعين عاما، فانها ما زالت تنتظر التحرير والعودة الى اهلها واصحابها، وما ان بدأت الدبابات السورية والمدرعات العسكرية بالمسير الى بانياس، حتى اشرأبت الوجوه ليسجل التاريخ وجها جديدا لم نعهده من قبل من هؤلاء الحكام، وينصع نورا بالتحرير ….
ولكن …. يا حسرة على العباد ….. لقد فقدت الدبابات بوصلتها ….. فتوجهت شمالا من دمشق، بالرغم من ان بانياس الجولان تقع جنوبا، على بعد عشرات الكيلومترات فقط ….
الا انها توجهت شمالا، الى الساحل الشمالي للبحر الابيض المتوسط، الى بانياس الساحل …. الى بانياس الداخل ….. الى صدور اهل الشام العزل، لتقتل ابناءهم وتحاصر مدينتهم، وتغرز السهام في صدور رجالهم ….. قاتلك الله ايها النظام الحاكم في سوريا، الهذا الحد بلغت بك الجرأة على الله، اتقتل ابناء شعبك الصابرين المحتسبين في بانياس وهم يلبسون اكفانهم ويحملونها على اكفهم، وتترك العدو الغاصب اليهودي المجرم في بانياس الجولان يرتع في خيرات المسلمين، وينهب مائهم وهوائهم ومزارعهم واراضيهم …..
حقا انها الطامة، طامة الاسد وحزبه البعثي المجرم، طامة التبعية السياسية لامريكا، طامة حماية النظام السوري لحدود كيان يهود على مدى ما يزيد عن اربعين عاما، طامة الحكم بالطاغوت …. فأين جند الشام الاعزاء بدينهم، الا تنتصرون لارضكم وعرضكم، الا يكفي ذلا وقهرا من نظام البعث المجرم، الم يأن لكم ان تنصروا الله فينصركم ويثبت اقدامكم، الا تعيدون مجد صلاح الدين الذي عَبَرَ الجولان بجيشه لتحرير طبريا وحطين وبيت المقدس، الا تسيرون على درب بيبرس الذي تشهد له قلعته المشيدة في الجولان قرب بانياس بجهاده ضد بقايا فلول الصليبيين وطردهم الى غير رجعة من بلاد الشام، وانتصاره على المغول وهزيمتهم شر هزيمة !!!!!
فالجولان سيتحرر، وفلسطين ستتحرر، ولكن بالايدي المتوضئة المجاهدة، تحت امارة احفاد صلاح الدين وبيبرس، فإلى العمل الى اعادة سلطان الاسلام ندعوكم، ففي ذلك عز الدنيا والاخرة .
وصبرا اهل بانياس الجولان، وصبرا اهل بانياس الساحل، فقد سطرتم بخروجكم باكفانكم ضد الطاغية اسمى آيات الكفاح والنضال ضد الطواغيت، وان النصر مع الصبر…. اليس الصبح بقريب؟
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير الأخ الأستاذ أبو باسل جزاه الله خيرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته