من جامع قد شيد عبد المؤمن الزيلعي
من جامع قد شيد
عبد المؤمن الزيلعي
من جامعٍ قد شيد في أرض الجند | منذُ معاذُ الفقهِ والٍ معتمد | |
منذ الوفودُ إلى النبي تقاطرت | كي تعلنَ الإيمان بالله الأحد | |
جاء اليمانيون طوعاً أسلموا | لا تعجبوا، قال الرسول هم المدد | |
والفقه والإيمان يمنيُّ الهوى | رقُّ القلوب ومن أتاهم لا يُرد | |
واليوم قد جار اللئام عليهمُ | سفكوا الدماء ومزقوا هذا البلد | |
قد أشعلوا نار الحروب بلا هدىً | بل خدمةً للغرب جازوا كل حد | |
لا بارك اللهُ عميلاً خائناً | أو همَّهُ الكرسيُّ، بالشعب استبد | |
والكل منهم يدعي حقاً له | والكل منهم عن هدى الله ابتعد | |
كلٌ يهيمُ بحكم جمهوريةٍ | ونظامه من (جاك روسو) مستمد | |
دستوره الوضعي صار مقدساً | ومطبقاً جبراً كدينٍ يُعتقد | |
والشرع مقصيٌ غدا وكأنه | في عرفهم مشروع قتل للأبد | |
يتلون بعض الآي منه وقصدهم | تجييرَهُ باسم الجهاد وعن عمد | |
كي يخدعوا الأتباع ثم إذا بهم | عكفوا على دستور كفرٍ قد مرد | |
هذا هو الداء الذي أودى بنا | وبغير دين الله لن نلقى رشد | |
حكم الخلافة جامعٌ ومسددٌ | من بعده صرنا غثاءً كالزبد | |
صلوا على الهادي فكل طريقةٍ | لم تلتزم نهج النبوة فهي رد | |
وقل اعملوا لخلافةٍ منهاجها | نهج النبوة ذكروا من قد قعد | |
رجبٌ أتى يا مسلمين ألا اذكروا | ما كان فيه وشمروا فالأمر جد | |
فيه رسول الله يطلب نصرةً | وإذا به عانى من القوم الأشد | |
أسرى به رب السماوات العلى | ليلاً إلى الأقصى لمولاه سجد | |
وإذا به يرقى إليه وكم رأى | من آيةٍ كبرى وما الله أعد | |
للمؤمنين وكل من قد أجرموا | فإذا به ينسى الهموم وكل صد | |
فازداد إيماناً على إيمانه | هو خير من لله جاهد أو عبد | |
وكذاك في رجبٍ تحرر قدسنا | وأتى صلاح الدين قائدنا الأسد | |
رد الصليبيين عنه مجاهداً | والنصر يؤتيه الإلهُ كما ورد | |
رجبٌ وفي رجبٍ تمزق شملنا | هدمت خلافتنا وما أغنى العدد | |
وغدت به الأحزان تأريخا لنا | والبعض منا ليس يدري ما فقد | |
لن تسعدوا بنظام جمهوريةٍ | طعنت خلافتكم فعشتم في نكد | |
عجباً لمن راموا تآلف صفهم | وبغير شرع الله رأيهم اتحد | |
لو قام من ألغى الخلافة أو رأى | بعض اللحى تسعى لتحصد ما حصد | |
لتفاخرَ الخوّان أنه مصلحٌ | أو أنه في الدين جدد واجتهد | |
يا أمتي آن الأوان لتنهضي | لا تيأسي وتعاهدي يداً بيد | |
طوبى لمن لله يمم وجهه | والله ينجز عن قريبٍ ما وعد |