ستبقى البيئة في خطر طالما تحكم الرأسمالية
الخبر:
أفادت وكالة الفضاء الأوروبية أنه في إيطاليا انخفضت درجة تلوث الهواء بعد إدخال الحجر الصحي الكلي وأصبحت ملحوظة بشكل خاص في شمال البلاد.
وفى الصين؛ أفادت وزارة البيئة الصينية، بأن متوسط “أيام الهواء ذات الجودة العالية” ارتفع في شهر شباط/فبراير الماضى جراء الحجر بنسبة 21.5٪ مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية الصادرة عن وكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية انخفاضاً حاداً في انبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين وغياب غيوم الغاز والغبار فوق الصين، وساهم انخفاض إنتاج النفط والصلب، فضلاً عن انخفاض الرحلات الداخلية بنسبة 70٪ في خفض الانبعاثات. لكن أكبر قوة دافعة كانت الانخفاض الحاد في استخدام الفحم في الصين.
كما أفادت دراسة حديثة بأن طبقة الأوزون مستمرة في التعافي ولديها قدرة على التعافي بشكل كامل، وبحسب ورقة علمية، نُشِرت فى مجلة Nature العلمية، أظهرت علامة على نجاح نادر في عكس الضرر البيئي وتبين أن العمل العالمي المنسق يمكن أن يُحدث فارقا. (اليوم السابع)
التعليق:
للأسف يؤكد هذا التحسن البيئي النسبي بفضل الحجر الصحي الذي فُرض نتيجة لانتشار فيروس كورونا في أنحاء العالم أنّ المتسبب الحقيقي في تدهور المناخ العالمي ومشاكل البيئة العويصة من مثل تآكل طبقة الأوزون والاحتباس الحراري وغيرها من المشاكل التي تهدد حياة البشرية راجع بالأساس لسياسات دولية جشعة تتجاهل البيئة والمخاطر التي تهددها ولا تقيم وزنا لمستقبل الأرض وأمانها.
كثيرة هي المؤتمرات الدولية واللقاءات التي بحثت في أسباب المشكلة البيئية وكيفية علاجها ومدى مساهمة دول العالم في التصدي لها، وطويلة هي الديباجات القانونية التي نصت على واجب حمايتها والمحافظة عليها وعدم الإضرار بها إذ يوجد حاليا أكثر من خمسمائة اتفاقية دولية تُعنى بالشأن البيئي منها ثلاثمائة وثلاث وعشرون اتفاقية، أي 70% منها ذات طابع إقليمي، ولكن على أرض الواقع نجد الساسة والحكام يضربون عرض الحائط بكل تلك الاتفاقيات إذا تعارض الأمر مع الربح ومصلحة الدولة.
فمثلا أعلن ترامب انسحاب بلاده من اتفاقية باريس للمناخ قائلا “إنها تعرقل الأعمال التجارية وتمنح البلدان الأخرى ميزة”، وتقاعست الصين التي تعاني من تلوث كبير غير عادي يهدد العالم عن احترام معايير السلامة البيئية لكي تشتغل مصانعها الكثيرة بكل أريحية وتضمن أعلى الأرباح.
فهذا كله يدلّ على أنّ مشاكل البيئة اليوم هي نتاج لجشع الرأسماليين وصنّاع القرار في العالم وأنّ الكون عموما سيبقى عرضة للمخاطر والأزمات المناخية وأنّ إمكانية إنقاذه تظل مربوطة بإرادة سياسية حقيقية لا تقيم وزنا للربح والمنفعة بقدر ما تقيمه لأمان العالم وراحته المستقبلية.
لقد حرَّمَ الإسلامُ الإضْرارَ بالبيئَةِ، لأَنَّ بِها قِوامَ الإنسانِ، وتوعَّد اللهُ سبحانه وتعالى المُفسِدَ للطبيعةِ والبيئةِ بالعقابِ، لذلك ستقوم الخلافة الراشدة الموعودة بإذن الله “بِتَخْصِيصِ مَناطِقَ صِناعِيَّةٍ بَعيدَةٍ عنِ المناطقِ السَّكَنِيَّةِ لِلصناعاتِ المُلَوِّثَةِ، ومُراقَبَةِ المُنْشَآتِ الصِّناعِيَّةِ والزِّراعِيَّةِ وَأَيَّةِ مَصادِرَ أُخْرى لِلتَّلَوُّثِ، وإلزامِ تلكَ المنشآتِ والمصادرِ – سواء ما كانَ منْها داخلاً في المُلْكِيَّةِ الخاصَّةِ أمِ العامَّةِ – باتِّباعِ أَساليبِ وَنُظُمِ الإنْتاجِ النَّظيفِ، كَوِحْداتِ مُعالَجَةِ الفضلاتِ الصناعيةِ، وَبِعَدَمِ السَّماحِ بِتَسَرُّبِ المُلَوِّثاتِ للبيئةِ المحيطةِ بِما يَتَعَدَّى الحدودَ المسموحَ بِها، وهذهِ الحدودُ يقومُ بِتَعْيينِها أَهْلُ الاخْتِصاصِ منَ العُلماءِ، بِحَيْثُ يُسمحُ فقطْ بالحدِّ الأَدْنى مِنَ الانْبِعاثاتِ والفَضَلاتِ التي لا تُؤَثِّرُ على التَّوازُنِ البيئِيِّ.
كما وستهتمُّ الدولةُ بإنشاءِ مصانعَ لإعادةِ تصنيعِ الفضلاتِ الصناعية المباحة واستِغْلالِها ثانيةً كَأَشْكالٍ جديدةٍ منَ المادةِ والطاقةِ، وهو ما يُسَمَّى بِإعادَةِ التَّدْويرِ، للتقْليلِ منْ كميَّةِ المُخَلَّفاتِ الصناعيةِ. وما يَتَبَقى بعدَ ذلكَ مِنْ هذهِ المُخَلَّفاتِ غَيْرِ القابِلَةِ لِلاسْتِغْلالِ أَوِ التَّدْوِيرِ، فَإِنَّهُ يَتِّمُ التَّخَلُّصُ مِنْهُ بالدَّفْنِ في المناطِقِ النَّائِيَّةِ. وَيَتِمُّ إنْشاءُ فريقٍ مِنَ العلماءِ لدراسةِ واستحداثِ سُبُلٍ جديدةٍ للتخلُّصِ منْ هذهِ المُخَلَّفاتِ غَيْرِ القابِلَةِ لِلاسْتِغْلالِ أَوِ التَّدْوِيرِ وإزالةِ خَطَرِها وضَرَرِها عَنِ الرَّعِيَّةِ”.
كما ستسعى الدولةِ الإسلاميةِ لمَنْعِ الدُّوَلِ المجاوِرَةِ مِنْ تَلْويثِ البيئةِ ومَنْعِها مِنْ إِلْقاءِ مُخَلَّفاتِها الصناعيَّةِ في أَراضيها وستحث العالم بأسره لذلك وستبذل وسعها لقيادته لبرّ الأمان بإذن الله.
فاللهمّ عجل بقيام الخلافة لتكون رحمة للعالمين…
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
هاجر اليعقوبي
#كورونا
#Covid19
#Korona