Take a fresh look at your lifestyle.

  الجولة الإخبارية 20/4/2011م

 

العناوين:

  • الغرب يشتري الثورات العربية بالأموال.
  • اختلاف المصالح بين دول حلف الناتو بخصوص ليبيا.
  • المخابرات الأمريكية ترفض طلباً من الحكومة الباكستانية بوقف عدوانها

التفاصيل:

لم تكتف الدول الغربية الاستعمارية بالعبث بشؤون ومقدرات البلدان العربية التي وقعت فيها الثورات بل إنها عمدت إلى المؤسسات المالية لضمان التزام الحكومات العربية التي يتم تشكيلها بعد الحقبة الثورية بالإملاءات الغربية الاستعمارية. فقد أعلنت وزيرة المالية الفرنسية كريستان لاغارد ووزير الخزانة الأمريكي تيموثي غيثر في بيان مشترك لهما أن: “عدة مؤسسات مالية دولية وإقليمية تتعاون لوضع خطة عمل مشتركة في شهر أيار (مايو) المقبل لدعم جهود لإنعاش اقتصادات دول شمال أفريقيا بعد الثورات التي شهدتها لا سيما تونس ومصر”، وأضاف البيان الذي صدر قبيل انعقاد قمة مجموعة السبع الكبار: “إن البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والبنك الأوروبي لإعادة البناء والتنمية والبنك الأفريقي للتنمية والبنك الإسلامي للتنمية ومؤسسات مالية أخرى ستنسق فيما بينها لتمويل الاقتصاد التونسي والمصري وتطويرهما”. واقترحت وزيرة المالية الفرنسية أن يقود البنك الأوروبي لإعادة البناء والتنمية لذلك العمل المشترك.

وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن البنك الأوروبي يستطيع منح مصر في أمدٍ قصير 4 مليارات دولار، فيما قال مساعد وزير الخزانة الأمريكي للشؤون الدولية ليل برينارد: “إن البنك الدولي والمؤسسة الدولية للتمويل التابعة لصندوق النقد الدولي والبنك الأفريقي للتنمية بإمكانها جمع 4 مليارات دولار لمصر وتونس خلال العام المقبل”.

ومن جهته قال وزير المالية المصري سمير رضوان إنه سيطلب 10 مليارات دولار من البنوك الدولية ومن مجموعة السبع لمساعدة مصر في مواجهة الضغوط المالية المتزايدة بعد ثورة يناير، وأضاف بأن عجز ميزانية الدولة المصرية سيقفز إلى ما بين 9,1 وَ 9,2% من إجمالي الناتج المحلي في السنة المالية المقبلة مقارنة بـِ 8,5% في السنة المالية الحالية.

وصرح مسؤول مصري حكومي بأن مصر ستحتاج إلى ملياري دولار حتى حزيران (يونيو) المقبل ونحو 8 مليارات دولار للسنة المقبلة ولم يستبعد استدانة مصر الأموال من صندوق النقد الدولي.

إن استمرار الحكومات المصرية بعد الثورة باللجوء إلى المؤسسات والمصارف المالية الدولية الرأسمالية الربوية سيؤدي إلى رهن الدولة لأمد طويل من جديد للقوى الاستعمارية.

إن التفكير السليم يقتضي من الثوار رفض استدانة المال من المؤسسات الدولية ورفض قبول أي نوع من المساعدات المالية الأجنبية لكي يبقى قرار هذه الدول بيدها ولكي تنهي تبعيتها نهائياً للقوى الاستعمارية.

 

———

 

ظهرت الاختلافات بشكل جلي بين دول حلف شمال الأطلسي بخصوص حجم ونوعية مشاركة دول الحلف في العدوان على ليبيا. فبريطانيا وفرنسا تزعمتا عملية جر الحلف لتكثيف عدوانه وتوسيعه ضد ليبيا، وزعم وزير الخارجية البريطاني وليام هيج بعد اجتماعه بوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بأن بريطانيا قد حققت بعض التقدم في هذا الصدد، فيما ادعى وزير الدفاع الفرنسي جيدار لونجيه أن فرنسا وبريطانيا تريدان توسيع الضربات الجوية لتشمل مراكز الخدمات اللوجستية ومراكز اتخاذ القرار في قوات القذافي.

وقال مراسل الـ BBC جيمس روبنز: “إن لندن وباريس سعتا في مؤتمر برلين لحث بقية الحلفاء على المشاركة بطائرات قتالية لتكثيف الغارات الجوية في ليبيا”.

إلا أن أمريكا في الطرف المقابل رفضت الطلبات البريطانية والفرنسية فنقلت وكالة رويترز عن مسؤولين أمريكيين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم رفضهم الشكاوى الفرنسية والبريطانية بخصوص إيقاع العمليات الجوية، وقالوا بأن قادة الناتو لم يسعوا للحصول على المزيد من الموارد. وقد أكد أمين عام حلف الناتو اندريس فوغ راسموسين بأن القائد الأعلى للناتو الأدميرال الأمريكي جيمس ستافريديس راض بشكل عام عن القوات الموضوعة تحت تصرفه.

واعترف وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أن الولايات المتحدة لن تراجع موقفها العسكري بشأن ليبيا رغم طلب من فرنسا.

وأدّى هذا الموقف الأمريكي الرافض لتكثيف المشاركة في الغارات الجوية في ليبيا إلى تخلخل مواقف الدول الأوروبية المختلفة؛ فإيطاليا الدولة الاستعمارية السابقة لليبيا قالت على لسان وزير دفاعها إيناتسيو لاروسيا: “إن بلاده لن تأمر طائراتها المشارِكة في العمليات العسكرية في  ليبيا بفتح النار رغم ضغط بريطانيا وفرنسا”، وادّعت إيطاليا أنها تحتاج إلى أسباب مقنعة للانضمام إلى عمليات التحالف.

وكانت ألمانيا، وهي أقوى دولة أوروبية اقتصادياً، قد وقفت بصلابة ضد موقف بريطانيا وفرنسا في ليبيا، ولم تستطع بريطانيا وفرنسا سوى انتزاع موافقة كلامية أمريكية للإطاحة بالقذافي وذلك من خلال رسالة مشتركة تم نشرها في الصحف الأمريكية والبريطانية والفرنسية يقول فيها الزعماء الثلاثة لأمريكا وبريطانيا وفرنسا: “بأن تحقيق السلام في ليبيا غير ممكن طالما بقي معمر القذافي في الحكم”.

وخسرت بريطانيا وفرنسا أيضاً إمكانية إنشاء قوة أوروبية بمعزل عن أمريكا وعن حلف الناتو للقيام بالتدخل العسكري، وذلك في اجتماعات الأوروبيين في لوكسمبورغ، بعد أن أصرت السويد وإيطاليا وإسبانيا على استبعاد أي مهمة عسكرية من أجندتها، ووافقت فقط على إنشاء قوة أوروبية يقتصر عملها على الجوانب الإنسانية ليس إلا.

إن هذا الاختلاف الصريح بين أعضاء حلف شمال الأطلسي وبين أعضاء الاتحاد الأوروبي يؤكد على استمرار نجاح أمريكا في اختراق وحدة الأوروبيين بقيادة بريطانيا وفرنسا، كما يؤكد على استمرار القيادة الأمريكية للحلف ولأوروبا استراتيجياً.

إن على دول العالم الإسلامي الوقوف بحزم ضد مؤامرات الدول الغربية في بلاد المسلمين، وإن على قيادات الجماهير الإسلامية رفض أي تعاون مع حلف شمال الأطلسي مهما كانت أهدافه.

 

———

 

رفضت المخابرات المركزية الأمريكية طلباً تقدمت به الحكومة الباكستانية يقضي بتقليص عدد عناصر وكالة (CIA) بشكل كبير وتقليص أعداد القوات الخاصة الأمريكية والحد من الضربات الجوية التي تشنها الطائرات بدون طيار داخل الأراضي الباكستانية.

وكان ليون بانيتا مدير وكالة المخابرات الأمريكية قد رفض بكل وقاحة المطالب الباكستانية. وقال مسؤول أمريكي لوسائل الإعلام: “إن ليون بانيتا كان واضحاً مع نظيره الباكستاني حول كون مسؤوليته الأساسية هي حماية الشعب الأمريكي وأنه لا يريد وقف العمليات التي تندرج ضمن هذا الهدف”.

إن هذا الرفض الأمريكي الصريح لطلب الباكستان بوقف العمليات العدوانية التي تباشرها أمريكا على الأراضي الباكستانية يدل على أن السيادة الباكستانية قد أصبحت في خبر كان، ويدل كذلك على أن الباكستان كدولة لا تملك قرارها السيادي، وأن أمريكا تفرض عليها الإملاءات التي من شأنها أن تجعل الباكستان دولة تابعة لا إرادة لها.

إن سقوط العشرات من المدنيين الباكستانيين صرعى شهرياً على يد الطائرات الأمريكية من غير طيار لحماية الشعب الأمريكي على حد زعم المخابرات الأمريكية أمر لا يبرره أي منطق.

إن عدوان أمريكا هذا هو عدوان صريح على شعب باكستان وأرض باكستان وكرامة باكستان. ولا يُرَدُّ هذا العدوان الوقح إلا بإلغاء الباكستان لتلك الاتفاقيات المشينة مع أمريكا ولو أدّى هذا الإلغاء إلى إعلان الحرب على أمريكا.

إن على الشعب في باكستان، إذا أراد التحرر من ربقة الاستعمار وعملائه، أن يأخذ زمام المبادرة وأن يُسقط الحكام العملاء في باكستان، وأن ينضم بمجموعه إلى المجاهدين في الحرب الدائرة ضد قوات الاحتلال الأمريكية لإخراجها من باكستان وأفغانستان وأن يقلع نفوذها من جذوره في المنطقة الإسلامية برمتها.