لجأتم إلى الله في جائحتكم، فالزموا شرع ربكم لإقامة خلافتكم
الخبر:
استمرار انتشار وباء كورونا ليعم كل دول العالم.
التعليق:
تتواصل أخبار انتشار الوباء وحصد الأرواح في كل دول العالم، مظهرة عجز الأنظمة القائمة وعدم قدرتها على احتواء هذا الفيروس، وفي الوقت نفسه تظهر مدى فساد المبدأ الرأسمالي المطبق في معظم دول العالم وإفلاسه في معالجة الأوبئة والأمراض، وعدم اهتمامه وإعداده المسبق لمثل هذه الظروف، وتركز اهتمامها في نهب وسلب خيرات العالم واستعباد الشعوب، وإبراز نظرته الأنانية والمتمثلة بدفع مليارات الدولارات لاحتكار لقاح محتمل للوباء، أو السطو على شحنات طبية أثناء مرورها ببعض الدول، ضاربة عرض الحائط بقيمة الإنسان التي تتغنى بها. ومن جهة ثانية تظهر فساد المنظومة الحاكمة في بعض الدول من خلال استجدائها الناس للتبرع بأموالهم لمواجهة تداعيات انتشار الفيروس، محولة الأنظار عن أموال الفاسدين المتنفذين السارقين لأقوات الشعوب وخيرات البلاد.
إنها الرأسمالية أيها المسلمون، التي تجعل مقياس الأعمال المنفعة بدلا من الحلال والحرام، وتجعل المتع الجسدية هي الموصلة للسعادة، بدلا من الحرص على نيل رضوان الله للوصول للسعادة الحقة.
نعم إن الابتلاء سنة من سنن الله في هذه الحياة تدفع المسلم للتسليم والقبول بقضاء الله وقدره، واستشعار ما فطر عليه من نقص وعجز واحتياج، شعور كان قوة دافعة له للبحث عن حل لعقدته الكبرى، والإجابة عن أسئلته المصيرية؛ من أين؟… ولماذا؟… وإلى أين؟ فيصل إلى أن وراء هذا الكون والإنسان والحياة خالقا خلقها ونظم شؤونها. حلا يقنع العقل ويوافق الفطرة، ثمرته اطمئنان القلب.
إلا أنه وبغياب الإسلام عن الحكم، وتحكم الأنظمة الفاسدة المفسدة في رقاب العباد والبلاد، اكتست جذور الإيمان بأتربة وشوائب أظهرت تناقضا وانفصاما بين الفكر والسلوك عند أبناء الأمة، إلا أنها لم تؤثر بحقيقة إيمانهم وتصديقهم.
فانبرى لإزالة هذه الأتربة ثلة من المؤمنين، صدقوا ما عاهدوا الله عليه، بتوعية الأمة ورسم الخط المستقيم بجانب الخطوط المعوجة، لا يهمها من خذلها وتنكب عن المسير، لا تنتظر إلا مرضاة ربها، وعزة دينها، فكان حزب التحرير بقيادة مؤسسه الشيخ تقي الدين النبهاني رحمه الله قائدا وموجها لهذه الثلة، ثم استلم من بعده الشيخ عبد القديم زلوم رحمه الله لتستمر المسيرة وتترسخ الجذور، وليشاء الله تعالى أن يكمل المسيرة عطاء الخير العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة، سائرا على الطريق الشرعي نفسه دون أن يحيد أو يبدل، موقنا بوعد الله بالنصر والتمكين.
وما هي والله إلا لحظات حتى يعلنها بإذن الله مدوية في جنبات الكون، تطبق شرع الله كما أمر، وتتعامل مع هذه الأوبئة والمصائب وفق النظام الذي ارتضاه الله للبشرية.
لهذا ندعوكم أيها المسلمون، يا من لجأتم إلى الله بجائحتكم أن ضعوا أيديكم بأيدي إخوانكم في حزب التحرير الأنقياء الأتقياء بقيادة أبي ياسين، ولهذا ندعوكم يا أهلنا وعزوتنا في جيوش المسلمين لإعطاء النصرة لتعود الخلافة على منهاج النبوة، فإن فعلتم فزتم والله بالتزام طريق الله، ونيل رضوانه بإذن الله، وما ذلك على الله بعزيز، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. عبد الله ناصر – الأردن
#كورونا | #Covid19 | #Korona