مسلمو سيريلانكا يعانون جراء وفيات فيروس كورونا
(مترجم)
الخبر:
أدى حرق جثتين لمسلمين مصابين بكوفيد-19 في سريلانكا إلى حدوث موجات صدمة في أوساط الأقلية التي اتهمت السلطات بانتهاك تعاليم الدفن الإسلامية. بشر الحافي محمد جونوس، رجل يبلغ من العمر 73 عاماً من العاصمة كولومبو وتوفي بسبب كوفيد-19، كان ثاني مسلم يتم حرقه في الدولة الجزيرية الواقعة في المحيط الهندي، والتي سجلت 151 حالة حتى الآن. (الجزيرة)
التعليق:
وصلت جائحة فيروس كورونا “كوفيد-19” التي تأكدت في ووهان، مقاطعة هوبي، بالصين في 07 كانون الثاني/يناير 2020، إلى 209 دولة حتى 05 نيسان/أبريل 2020 بحسب تقرير منظمة الصحة العالمية بإجمالي عدد الإصابات وصل أكثر من 1.133 مليون شخص و62784 حالة وفاة مؤكدة. كان لدى سريلانكا واحدة من أدنى نسب الإصابة والوفيات في منطقة جنوب آسيا. حيث كانت إصابة واحدة بدون وفيات بنهاية 31 كانون الثاني/يناير 2020، وبقيت كذلك بحلول 29 شباط/فبراير 2020، وبحلول 15 آذار/مارس 2020 كانت 11 إصابة بلا وفيات، ثم بحلول 31 آذار/مارس 2020 أصبحت 10 إصابة مع حالة وفاة واحدة. وانتقل من سيناريو الحالات القادمة من الخارج إلى الحالات المحلية بعد 29 شباط/فبراير 2020. ولغاية 05 نيسان/أبريل 2020، كان لدى سريلانكا 151 إصابة و4 حالات وفاة.
حتى الآن، 2 من بين كل 4 من الموتى هم مسلمون، وقد تسببت الإجراءات القسرية التي قام بها المسؤولون الحكوميون في حرق الجثث دون تسليمها لجنازة ودفن، في معاناة هائلة للمسلمين في سيريلانكا والعالم. على الرغم من المبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية التي تسمح بالدفن والتي اتبعت في العديد من البلدان في أوروبا وآسيا، إلا أنها لا تتبع في سريلانكا. في الحالة الأولى، تم إدخال الأب البالغ من العمر 64 عاماً إلى مستشفى خاص في 30 آذار/مارس 2020 بسبب سعال خفيف وحمى. اشتبه مسؤولو المستشفى على الفور في أنها حالة فيروس كورونا ونقلوه إلى وحدة العناية المركزة. تم نصحت الأسرة بمغادرة مبنى المستشفى على الفور. في غضون وقت قصير، تلقت الأسرة مكالمات من هيئات حكومية مختلفة بما في ذلك الشرطة، على الأرجح بناء على معلومات من سلطات المستشفى. وبعد ساعات قليلة أُبلغت الأسرة أن الأب كان في لحظاته الأخيرة ونُقل إلى مستشفى حكومي حيث توفي بعد وقت قصير. وأشار التقرير النهائي إلى أنها حالة فيروس كورونا إيجابية، على الرغم من عدم وجود تقرير سابق. ووعد مسؤولو المستشفى الأسرة بتسليم الجثة لإجراءات الدفن. ومع ذلك، في وقت متأخر من الليل دون إخطار أو موافقة تم حرق الجثة من قبل المسؤولين الحكوميين بينما كانت العائلة تنتظر دفن الجثة.
أدى التحول غير المتوقع للأحداث إلى قيام العديد من المنظمات والأحزاب التي تمثل المسلمين بطلب تعديل الإجراءات الرسمية السريانية فيما يتعلق بكوفيد-19، والسماح بدفن الجثث. على الرغم من التعديل، تصرف المسؤولون الحكوميون باستخفاف وازدراء وأتبعوا الحرق الأول بإحراق ثان في 1 نيسان/أبريل 2020. ولا شك في أن الحكومة ورؤساءها تحركوا بقصد خبيث لإيذاء مشاعر المسلمين، الذين يشكلون 10٪ من سكان سريلانكا الذين يشكلون أكثر من 21 مليوناً، بل بالأحرى تحركوا لاسترضاء الأغلبية البوذية القومية المتطرفة. كان هذا هو الاتجاه التي تنهجه الحكومة منذ عام 2009، بعد انتهاء الحرب الأهلية الطويلة منذ عقود.
طبعا، فإن دفن الموتى من أقدم السنن التي علمها الله سبحانه وتعالى للبشرية في قصة ابني آدم عليه السلام. في سورة المائدة، يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿فَبَعَثَ اللّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ﴾.
والدفن بعد صلاة الجنازة من سنة النبي r. وأداء صلاة الجنازة يعتبر فرض كفاية. إذا تم دفن شخص ما دون صلاة عليه، فإن المجتمع بأكمله يتحمل المسؤولية، ولكن إن أقام ذلك البعض سقط الإثم عن الجميع. قال النبي r: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ فَيُصَلِّي عَلَيْهِ ثَلَاثَةُ صُفُوفٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ إِلَّا أَوْجَبَ» رواه أبو داوود.
إن دفن الموتى أمر متوارث من الجيل الأول من الجنس البشري، وهو ما استمر المسلمون عليه اتباعا لسنة النبي r. وقطعا فإن أي أشكال أخرى للتخلص من الموتى غير الدفن تعتبر باطلة أو لاغية.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رياض بن إبراهيم
#كورونا | #Covid19 | #Korona