(أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ)
﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ﴾
الخبر:
لعظم الأمر نشرت وزارة الثقافة ثلاثة بلاغات متتالية أيام 05 و08 و10 نيسان/أبريل 2020 ومضمونها قرار الوزارة بشأن التصريح لمنتجي المسلسلات الرمضانية باستكمال تصوير ما تبقى من الحلقات وذلك بغاية مرافقة العائلات التونسية والأخذ بعين الاعتبار لظروف الحجر الصحي في صورة تواصله إلى غاية شهر رمضان، زاعمة أنها تريد التخفيف من وطأة هذا الحجر على التونسيين وتحفيزهم كي يلزموا بيوتهم عبر توفير مادة درامية تلفزية تونسية تجعلهم يعيشون شهر الصيام في ظروف عادية.
التعليق:
رغم رفض الرأي العام التونسي والعديد من الشخصيات في جميع الميادين الصحية والإعلامية والثقافية كلّ حسب وجهة نظره إلا أن وزيرة الثقافة أصرّت على التصريح لبعض المسلسلات كي تواصل تمثيل الحلقات. لن أتحدّث عن الأضرار الصحّيّة أو عن خطر كورونا لأن العديد أطنب في ذلك وإنّما سأركّز على إصرار الدّولة على تمييع الأمّة وإبعادها عن الطّريق المستقيم حتّى في أحلك الأيّام! في لحظات نحن في أمسّ الحاجة فيها إلى التّقرّب إلى الله وخاصّة في شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن. ليس الأمر بغريب عن نظام فصل الدين عن الحياة بل حارب الدين في كلّ تفاصيل حياتنا. ألم يكفهم تعليق صلاة الجماعة؟ ألم يكفهم غلق المساجد؟ ألم تكفهم الظروف المادية والصحية الصعبة التي يعيشها الناس في كل العالم؟ ولكن من لم يكن الموت له واعظاً فلا واعظ له!
من أجل التوقّي وحفظ النفس البشريّة تنازلت العائلات عن الدّراسة ولقمة العيش وحتّى صلاة الجماعة، في حين إن الدولة تجعل من الرّداءة والرّذيلة من أوكد حاجيات الإنسان المسلم في شهر رمضان! فانقلبت الحرب وعوض أن تكون ضدّ الوباء أصبحت ضدّ الفضيلة والأخلاق أي ضدّ الإسلام في كلّ تجلّياته. لذا يتوجّب علينا معرفة الطريق السويّ والتّيقّن أن النظام الذي يكفل للإنسان كرامته ودينه وحياته هو نظام الإسلام الذي هو حقا النظام الذي يرعى شؤون الأمّة في كل حالاتها بما يرضي الله والمتمثّل في دولة الخلافة على منهاج النبوة.
﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذة خديجة بوشاعة – ولاية تونس
#كورونا | #Covid19 | #Korona