خبر وتعليق بريطانيا تصر على تنحي علي عبد الله
اصدر وزير الخارجية البريطاني وليم هيج الأسبوع الماضي تصريحاً جديداً حول اليمن كرر فيه
القول بتنحي علي عبد الله صالح عن الحكم من دون تأخير.
لقد أحست بريطانيا إن تسويف علي عبد الله صالح في التخلي عن السلطة في اليمن بعد اشتعال الانتفاضة فيها للمطالبة برحيل علي عبد الله صالح عن الحكم وقيام الاعتصامات في عدد كبير من المدن والمحافظات اليمنية سيكلفها فقدان السيطرة على اليمن وربما خسارتها لمصلحة منافستها أمريكا التي لم تتخلف عن الحضور منذ اللحظات الأولى لارتفاع الأصوات المطالبة برحيل صالح. خصوصاً بعد أن فشلت صفقة 23 آذار/مارس الماضي في بيت عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس،التي أوشك فيها علي عبد الله صالح أن يتنحى عن الحكم.
الصفقة حضرها السفيران الأمريكي والبريطاني وكانت بين علي عبد الله صالح وبين علي محسن قائد الفرقة الأولى مدرع الذي أعلن تمرده على حليف عمره صالح ولحقه طابور كبير من السياسيين والعسكريين والمشائخ والدبلوماسيين اليمنيين في الخارج.
سعت بريطانيا صاحبة الشأن السياسي في اليمن جاهدة لإبقاء اليمن سليماً معافاً في قبضتها لكنها ركزت على اقتصاده المتهالك بالدعوة لإجراء سلسلة من المؤتمرات منذ مؤتمر المانحين بلندن في نوفمبر 2006م وحتى مؤتمر الرياض في 22 مارس الماضي “الذي لم ينعقد” بعد تأجيله ثلاث مرات تباعاً،وأسمته بريطانيا في مؤتمر لندن 1-2 نوفمبر2010م الفرصة الأخيرة لإنقاذ اليمن.ودعت بريطانيا قبل مؤتمر نيويورك عن اليمن إلى إنشاء صندوق دولي لدعم اليمن.
كما دعت بريطانيا علي عبد الله صالح لزيارة لندن في غرة رمضان الماضي لتأمره بما يتوجب عليه فعله في وضعه المزري الذي لم يعد يسر أسياده الانجليز،واتبعوا ذلك بعقد تشاتم هاوس مؤتمر عن اليمن بلندن 1-2 نوفمبر 2010م وورشة عمل إلى جانب المؤتمر ناقشت قضايا عدة تتعلق بالسياسية في اليمن بمشاركة ساسة بريطانيين ويمنيين ممن تعدهم بريطانيا للمرحلة القادمة للحكم والسياسة في اليمن.ولم تخف بريطانيا خوفها من سقوط نظام صالح في اليمن حين اشتعلت انتفاضة تونس ومصر،ووصل وليم هيج صنعاء في 9 شباط/فبراير الماضي لإسداء النصح لصالح.
ولان صالح الذي اختارته بريطانيا لحكم اليمن في عام 1978م،لم يعد عميل ذو فائدة،فقد تخلت عنه وركلته في 12 آذار/مارس الماضي بحديث وليم هيج للوكالة الفرنسية AFP حول انتقال السلطة سلمياً في اليمن وحديث جيني هيل من تشاتم هاوس عن فوات أوان إيقاف التحول في اليمن.
لقد فهم كثير من رجال الوسط السياسي الانجليزي والقادة العسكريين والمشائخ في اليمن موقف بريطانيا فسارعوا بالتحول من سفينة صالح التي بدأت تغرق وقفزوا للالتحاق بالسفينة البريطانية الجديدة.كما فهمت أيضاً دول الخليج الموقف البريطاني فدعت إلى مبادرتها حول اليمن في 3 أبريل الجاري وسعت إلى خدمته.
التصريح الأخير لوزير الخارجية البريطاني وليم هيج جاء حتى يحقق المصالح البريطانية وليبعد أمريكا التي شمرت عن سواعدها للعمل في اليمن ولتدس انفها في العمل على تنحي صالح عن الحكم.كما يعني أن بريطانيا لن تقف مكتوفة الأيدي تتفرج على صالح بعصيانه أوامر التاج البريطاني وانه سيزاح وسينال عقابه بقدر ما سيعرض المصالح البريطانية في اليمن للخطر.
ما كان يضير علي عبد الله صالح إن هو أطاع الله والتجاء إليه يطلبه العزة وابتغاء مرضاته بإتباع أوامره فيعزه الله،لكنه اراد العزة عند غير صاحب العزة فأذله العزيز وجعله عبرة لمن يعتبر وحديثاً للناس.
مهندس:شفيق خميس
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية اليمن
19 جمادى الأولى 1432هـ – 23 نيسان/أبريل 2011م