بعد 17 عاما من الاحتلال الغاشم، خبير أمريكي: الحكومة العراقية (قشرة جوفاء)!
الخبر:
في معرض تعليقه على إعلان وزير الخارجية الأمريكي بومبيو أن بلاده ستجري حوارا استراتيجيا مع الحكومة العراقية في منتصف حزيران/يونيو المقبل نحو تكوين شكل من أشكال العلاقة الدائمة بين الولايات المتحدة والعراق.. وصف المحلل الاستراتيجي الأمريكي أنتوني كوردسمان الحكومة العراقية بـ(القشرة الجوفاء)، وحذر من أن العراق يعاني من ثلاثة أشباح سياسية وأمنية واقتصادية، وقال:
– ليس من الواضح حتى الآن ما إذا كان العراق سيحظى بجميع الشخصيات الرئيسة التي يمكن أن تكون شكلا فعالا لحكومة وطنية بحلول منتصف حزيران إذ لم يكن في العراق رئيس وزراء يؤدي وظيفته منذ كانون الأول/ديسمبر 2019!
– ولم يكن لدى العراق برلمان يؤدي وظيفته بالكامل منذ سنوات عديدة. حتى إنه من غير الواضح ما إذا كان بالإمكان تحقيق إجماع برلماني حول إقامة العلاقة الاستراتيجية الجديدة مع أمريكا،
– وإن الأمر يشبه – أيضا – إجراء حوار استراتيجي مع شبح… إذ ليس لدى الحكومة العراقية مسار واضح للقيادة الفعالة، وهي تعاني من الخلل والفساد على جميع المستويات.
– وأضاف أن (الاقتصاد العراقي يشبه الشبح إلى حد ما، إذ يواجه انهيارا وشيكا بسبب انخفاض الطلب العالمي على النفط بسبب “فيروس كورونا” والفائض الناجم عن حرب النفط بين روسيا والسعودية). ( جريدة الزمان بتصرف يسير – 2020/4/18).
التعليق:
لم يأت هذا الخبير بجديد حين يصف العراق وحكومته (بالأشباح)، فذلك ما كنا دائما نكرره في الحديث عن أوضاع البلد بعد عام 2003م، يوم دنست أرضَه قواتُ الاحتلال الأمريكي، ودمرت بناه التحتية، وألغت مؤسساته الحكومية. لكن الجديد والغريب أن يقر مسؤول أمريكي كهذا تقلد مناصب عدة في وزارة دفاع بلده، بما آل إليه العراق، وهو نتاج ما عملته أيديهم حين سلموا مقاليد الحكم لحفنة من اللصوص وشذاذ الآفاق والذيول الذين لا ولاء لهم إلا للحزب أو العرق والطائفة. ولا فائدة من الكلام بعد فوات الأوان فقد وقعت الواقعة، وحصل ما لا يمكن تفاديه من المصائب والكوارث التي حلت بالعراق.. ولهذه الأسباب وأمثالها انتفض شعب العراق وقامت التظاهرات المنددة بالطبقة السياسية الفاسدة التي ذهبت بهيبة العراق، وأوصلته إلى مصاف الدول الفاشلة. وإذا عدنا إلى مغزى العلاقة الاستراتيجية الجديدة المزمع إقامتها مع أمريكا، يتبين فداحة ما سيُمنى العراق به جراءها.. ذلك أن الطرف العراقي سيكون الأضعف بلا شك، وستُملى عليه الشروط المجحفة التي لا يستطيع دفعها أو تعديلها. وهكذا ينحدر العراق من هوة إلى أخرى حتى يأذن الله تعالى بالفرج ﴿مَا كَانَ اللهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الرحمن الواثق – ولاية العراق