حديث الصيام
الحلقة الخامسة
جماعة المسلمين
روى البخاري حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله قال: قال رسول الله r: «لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث النفس بالنفس والثيب الزاني والمارق من الدين التارك للجماعة».
أيها الإخوة الكرام:
إن الرسول الكريم r ذكر لنا في هذا الحديث حالات يقتل بها المسلم، وهذه الحالات وإن كانت معروفة، إلا أن الحالة الأخيرة التي وردت في الحديث وهي المارق من الدين التارك للجماعة، تكاد تكون غير واضحة عند بعضٍ من أبناء هذه الأمة، فالمارق من الدين: الخارج عنه، والتارك للجماعة: التارك لجماعة المسلمين، وهذا يقتضي وجود جماعة للمسلمين ابتداءً، وجماعة المسلمين تعني الإمام على دار العدل.
أيها المسلمون:
أين جماعة المسلمين اليوم وأين إمامهم؟ فالكل اليوم تارك لجماعة المسلمين حتى يعود الخليفة والإمام، وما لم تعمل الأمة لإعادته فستبقى آثمة، وسينالها غضب من الله تعالى، فالدين ليس مجرد صلاة وصيام وعمرة وحج؛ بل هو نمط حياة فريد، لا يشبه أنظمة الحكم العلمانية اليوم في شيء، هو نمط للحياة ضمن جماعة، يشعر من خلاله المسلم بمسؤوليته عن الغير في الوقت الذي يكون غيره فيه مسئولاً عنه، حياة متكاملة من المسؤولية والأخذ والعطاء المتبادل ضمن إطار فريد، إطار الجماعة. لذلك كان على المسلمين أن يعيشوا ضمن هذا الإطار، وأن لا يرضوا بما فرضه الكفار عليهم من أحكام الكفر البعيدة كل البعد عن دين الجماعة.