مع الحديث الشريف
كل عمل بن آدم له إلا الصيام
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الزَّيَّاتِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ ـ رضى الله عنه ـ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” قَالَ اللَّهُ كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلاَّ الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ. وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ، فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ، أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ. وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ “. سنن ابن ماجه
أيها الأحبة الكرام
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
إن هذا الحديث الشريف يرشدنا إلى أمور كثيرة تخص الصيام في هذا الشهر الفضيل. علينا أن نتيقن أن كل الأعمال التي نقوم بها من أجل أن يرضى الله عنا ويتقبلها هي لنا حتى يضعها الله في كتابنا وميزان حسناتنا لندخل الجنة، وهذا لا يعني أن الصيام ليس لنا بل لنا كعمل، لكن الله يعطي عليه الأجر كما شاء. إن الصيام هو درع المسلم الذي يحميه ويجعله ممن أنعم الله عليهم بدخول الجنة، فهو حجة لنا لا علينا إن قمنا به كما أمرنا الله تعالى، فحتى نحصل على أجره كله علينا ألا نعصي الله قولًا أو فعلًا، وإن صادف أن أحدًا كلمنا بما يسخطنا فعلينا أن نتحكم بأنفسنا ونروضها على الأدب في هذا الشهر الفضيل طاعة لله، فقط يكفي للصائم أن يقول “إني صائم”، فهو صائم لا يؤذي قولًا ولا فعلًا. قد يتبادر في ذهن الصائم أنه قد يؤذي غيره أو حتى نفسه برائحة فيه عند الصيام، لكن هذا الحديث أشار إلى أن هذه الرائحة هي أطيب عند الله من ريح المسك. إن المسلم الصائم له فرحتان في صيامه، يفرح بإتمام صومه كما أحب الله تعالى وأمر إن كان صومه تقربًا لله وتعالى ومن أجله فقط، وهذه سعادة حقيقية، أن يشعر المرء المسلم بقبول عمله ورضا الله عما قام به من فعل، والفرحة الثانية هي عندما يقابل الصائمون الله تعالى يوم القيامة ويرون أجرهم عنده بصيامهم، فيكون ثوابهم والمرتبة والدرجة التي أعدها الله لهم مثلجًا لصدورهم وفرحة عظيمة لهم.
الله نسأل أن يجعلنا ممن يصومون عن المعاصي، وأن يعيننا في صيامنا على الطاعات والالتزام بأوامره، وأن يدخلنا جنة عرضها السماوات والأرض، اللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح